آراؤهم

غادة عويس وأخواتها

الرأي والرأي الآخر، صوت من لا صوت له، وغيرها من الشعارات الرنانة التي أثبت الوقت والأحداث أنها مجرد كلمات كتبت لجذب الانتباه واللعب على هموم الغلابا من المضيومين وفاقدي الأمان.
شعارات ظاهرها الإعلام النزيه وباطنها إعلام “من يدفع أكثر”
إعلام لا تحكمه المهنية أو المصداقية إنما “المعاش” ومن ويعطي الهبات والعطايا.
قد يعتقد البعض أني بهذا العنوان أقصد غادة عويس مذيعة الجزيرة وحدها، والحقيقة وهنا تكون المصيبة أن لغادة أخوات وإخوة كثر في هذا المجال، ولا أبالغ إن قلت أن كثيرين من هم على شاكلتها وأصنافها ممن اتخذوا الإعلام وسيلة للكسب والعيش الرغيد بلا مبدأ ولا مهنية، نجدهم كثيرا ما يرددون عبارات حقوق الإنسان وهم أبعد ما يكونوا عن الإنسانية، أو حتى المصداقية، اليوم يمجدون هذا ويقذفون بذاك وغداً نجدهم يمدحون من شتموهم بالأمس وقذفوا من كانوا يمدحونهم، وخير شاهد لنا مذيعة قناة ال (mbc) التي ما إن تركت القناة وانتهى عقدها وانتقلت للعمل مع قناة الجزيرة تغيرت برمجتها ولهجتها إلى النقيض بين الأبيض والأسود.

لست عدوا لأحد منهم ولا منتقدا لهم فبائع السراب لا يعاديه أحد ولا يجعله هدفا له، ولكن ما يحزنني في هذا المجال، أنني أرى الصرح الإعلامي بدأ يسقط أمام عيني وأصبح الإعلام العربي شعاره الرابح “هو أن تكذب كثيرا” بعكس ما كنا نشاهده سابقا وبعكس من كنا نقرأ لهم.
ذهبت المهنية وذهبت معها القيمة الحقيقية لمعنى أن تلقب “بالإعلامي ” الى أن أصبحت صفة الإعلامي “كالسبة” التي يُحاول النزيه أن لا يلقبه المجتمع بهذا اللقب.
اليوم ومع هذه المجموعات من تجار الخبر انتقل الإعلام من نقل الخبر الى “اختلاق الخبر”
أعرف أنها اليوم وأخواتها سوف تصنفني كغيري من الغيورين عندما انتقدوها “بالذباب الالكتروني” ولكن يجب أن تعلم حقيقة لا يفهمها من هم على ديدنها ، المجتمع أصبح واعيا بدرجة يستطيع أن يميز بين من يكتب الخبر ومن يرقص على دفوف صناع الخبر.

صالح الرحمي