سنوات صعبة ملؤها الحزن تجرع كأسها أهالي أبناء الكويت المهجرين علي مدي سنتين ونصف مضت ، وهذا الحزن الآن طال معظم الشعب الكويتي الذي يدرك خطورة أن يُسد الأفق أمام شباب حالمين بكويت دون فساد ؛ فرشفة ظلم وانعدام الأمل في التغير- ولا سيما عند الشباب- كفيلة بشعورهم بالغربة في وطنهم ؛ فما ظنكم بمستقبل وطن يُسجن فيه أستاذ الجامعة ونائب مجلس الأمة والموظف المرموق؟ ، من المؤكد ألا تظنه مستقبلاً مضيئاً،.
ومعروف للقاصي قبل الداني أن هؤلاء الشباب لم يخططوا لدخول المجلس؛ بل دخلوه بعفوية دفعها الحماس والرغبة في التغيير لوطن يستحق أن نضعه في مكانته السابقة كرائد للنهضة الخليجية في جميع المجالات.
ولعلنا لاحظنا رسالة الغضب التي قدمها الشعب الكويتي في 5 ديسمبر برغم كل الظروف ، وهاهو اليوم ومن خلال نوابه يجعل قضية العفو أولوية بل أكثر من ذلك وضعنا بمثابة شرط لنزع فتيل الأزمة السياسية التي نعيشها الآن ، فما لنا لا نقدم الحنكة السياسية، فالشرفاء وجُلّ أبناء الوطن الشرفاء مستاؤون من مؤشرات الفساد، ويكفي أن نذكر أن الكويت في ذيل القائمة حسب الإحصاءات العالمية المعتمدة، هذا كله فضلا عن الوضع الإقليمي الشائك الملتهب، وسبيل العقلاء في كل الأوطان واحد وهو تصغير كل الخلافات وطي صفحة الماضي والبدء بصفحة جديدة، يكون أول أسطرها العفو العام عن كل صاحب قضية رأي؛ يلي ذلك التخطيط لحوار وطني تشارك فيه الدولة ومؤسسات المجتمع المدني بكل توجهاتها، بالإضافة إلى التيارات السياسية والمستقلين، ويراعى أن يكون للشباب دور فاعل فيه، فمشاركة الجميع والبعد عن الإقصاء هو صمام الأمان وحجر الزاوية لنجاح المصالحة الوطنية.
لذلك ندعو الجميع سلطة ومعارضة أن يبرهنوا على وطنيتهم ويتحملوا مسؤولياتهم ويقفزوا على كل الخلافات، ويعيدوا النظر في كل الممارسات التي أدت إلى كل الاحتقانات السياسية؛ فهذا هو الحرث الأمثل لزراعة نبتة المصالحة الوطنية، فلا تحرمونا ثمارها وإلا فالشوك والندم يصبحان حصادنا.
ختاماً:
المصالحة الوطنية تعني للجميع المحبة والتسامح والتعايش والمواطنة التي أعلاها الدستور الكويتي، وتعني أيضاً المحافظة على نظام الحكم وتثبيته بولاء مطلق لأسرة الصباح، وعلى قدر أهمية المصالحة نطمح أن يتولاها قائد مسيرتنا صاحب السمو أمير البلاد المفدى الشيخ نواف الاحمد الصباح ، أطال الله في عمره، فهو أب لجميع الكويتيين على اختلاف مشاربهم، لتصبح كويتنا بلا سجناء رأي، بفضل سموه.
اللهم قدر للكويت رجال دولة أقوياء ، شرفاء ،أمناء .
ودمتم بخير.
د.حمود حطاب العنزي
مقال رائع ومهم جدا كما عوتنا اخي الدكتور حمود / الله يحفظك ويحفظ اخوتنا واهلنا في الكويت الحبيبة الغالية
اللهم قدر للكويت رجال دولة أقوياء ، شرفاء ،أمناء .🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹