لم يكن لدى مدرب ليفربول يورغن كلوب وقت للحديث عن اللقب أو الاحتفاظ به عند معاينة زيارة مانشستر سيتي المرتقبة إلى آنفيلد غدا الأحد، وليس فقط بسبب فارق النقاط السبع بين “الريدز” والمتصدر.
غير أن مدرب ليفربول اعترف بأن المواجهات بين آخر بطلين في الدوري الإنجليزي الممتاز “خاصة دائما”، لكن لديه الكثير من المشكلات الداخلية التي يجب حلها قبل يوم الأحد، يمكن اعتبارها لحظة حاسمة للموسم.
فعلى سبيل المثال، عزز ليفربول دفاعه بالتعاقد مع قلب الدفاع بن ديفيز (25 عاما) من بريستون نورث إند المنتمي لدوري الدرجة الثانية، كما ضم المدافع التركي الدولي أوزان كاباك البالغ من العمر 20 عاما على سبيل الإعارة من شالكه.
وقال كلوب: “في عالم مثالي، سيكون لدينا بضعة أسابيع للعمل على الأمور الدفاعية معهما، خاصة في التنظيم.. لقد شارك كل من بن ديفيز وأوزان في اجتماع تحليلي حيث تم عرض كل الأشياء التي نقوم بها عادة”.
غير أن كلوب أشار إلى أن الأمر بالنسبة لهما أشبه بـ”حضور فيلم بعد انتصافه”، بحسب ما ذكرت صحيفة الغارديان البريطانية.
في هذا العالم المثالي لن يفكر كلوب في منح اثنين من المدافعين الظهور الأول لهما في نفس المباراة، خاصة ليس أمام فريق بجودة مانشستر سيتي وما يمثله من عواقب على دفاع ليفربول عن اللقب، وفي هذا الإطار قال كلوب “ليس إذا لم أضطر إلى ذلك، لا”.
وبغض النظر عن لياقة البرازيلي فابينيو، الذي عاد إلى التدريبات يوم الجمعة بعد غياب 3 مباريات بسبب إصابة عضلية، سيكون هناك إغراء لترتيب شراكة دفاعية جديدة هذا الموسم، خصوصا بالنظر إلى العيوب وراء هزيمة يوم الأربعاء على أرضه أمام برايتون.
ولا شك أن غياب جوردان هندرسون وفابينيو عن خط الوسط كان تاثيره شديدا، إذ عانى ليفربول مرة أخرى ضد خصم مستعد للدفاع بأعداد كبيرة وفشل في التسجيل على ملعب أنفيلد في مباراة الدوري الثالثة على التوالي.
وبالإضافة إلى عملهما كمدافعين مؤقتين ولملء ثغرة دفاعية متمثله في غياب فيرجل فان دايك، فإنهما مطلوبان بشدة في مكان آخر، أي خط الوسط.
وحول عودة هندرسون إلى خط الوسط في المباراة المقبلة أمام سيتي، قال كلوب “نعم، كل شيء سيساعد.. حدثت أشياء كثيرة في الأسابيع القليلة الماضية ونحاول حلها. في بعض الأحيان قمنا بحلها وأحيانا لا. لكن الآن لدينا خيارات مختلفة وهذا جيد، أفضل الأخبار التي يمكن أن نحصل عليها. الآن علينا التأكد من حصول الأولاد الجدد بأسرع ما يمكن على جميع المعلومات التي يحتاجونها”.
وأضاف “في موقف آخر، يمكنك أن تقول: ’تعال، العب، جرب، سنرى ما إذا كنا نتكيف معك قليلا‘. ولكن في الدفاع، الأمور التي نقوم بها واضحة. يتعلق الأمر بالتمسك بالخطوط، إنه يتعلق بالتراجع في اللحظات المناسبة وسنرى مدى سرعة القيام بذلك. اليوم جلسة مهمة لذلك، وغدا أيضا”.
بعد 68 مباراة دون هزيمة على أرضه، تضاءلت سلطة ليفربول على ملعب أنفيلد بخسارات متتالية أمام بيرنلي وبرايتون. لكن كلوب دعا أبطاله لإظهار الشجاعة في إعادة بناء حصنهم في ملعب “أنفيلد”، بغض النظر عن النهج الذي يتبعه بيب غوارديولا في بحثه عن أول فوز على ملعب آنفيلد كمدرب لسيتي.
يتذكر مدرب ليفربول: “خضنا مباراة على ملعبنا هنا عندما لم أعتقد أن كايل ووكر سيتجاوز منتصف الملعب.. كان ذلك مفاجئا، لكن أعتقد أنه كان بإمكانهم الفوز علينا بها في الثواني الأخيرة من خلال ركلة الجزاء التي أضاعها رياض محرز. إنها مباريات خاصة دائما، لكنها في النهاية لا تزال ثلاث نقاط”.
وتابع “من الواضح أن سيتي في لحظة مختلفة قليلا عما نحن عليه الآن. يجب ألا ننسى ذلك. ولكن هناك شيء واحد واضح: إذا لم تدافع ضد السيتي بأعلى مستوى، فلن تفكر حتى في إخراج أي شيء من اللعبة. ولكن هناك لحظات أخرى يتعين عليك فيها أن تكون شجاعا، عندما يتعين عليك التحكم، ليس في المباراة ولكن الوضع في الاستحواذ، وهذا ما سنحاوله أيضا”.
وإحجام كلوب عن مناقشة مسالة لقب البطولة يوم الأحد لم يكن مبنيا على الفجوة بين الفرق التي سيطرت على الدوري الإنجليزي في المواسم الأخيرة فحسب، إذ سيبتعد سيتي بأربع نقاط عن ليفربول مع وجود مباراة مؤجلة له، إذا انتهت سلسلة انتصاراته في 13 مباراة على ملعب آنفيلد.
غير أن الأولوية بالنسبة إلى كلوب هي إعادة اكتشاف التناسق الرائع الذي جعل فريق غوارديولا قريبا جدا في 2018-2019 قبل القضاء على كل المنافسين. وإن كان مع مشاكل إصابة أقل بكثير في الموسم الماضي.
وأوضح “عندما كنا قريبين بدرجة كافية، ربما يكون التفكير في اللقب منطقيا.. وهو ما لا أراه في الوقت الحالي.. عليك الفوز بالمباريات. إذا كنت تفعل ذلك في كثير من الأحيان بما فيه الكفاية، ففي لحظة معينة من الموسم، من الواضح أنه يمكنك أن تقول: ’حسنا، نحن الآن نتجه لتحقيق ذلك”.
وأضاف “في السنوات القليلة الماضية كنا في هذا الموقف، ولكن في الوقت الحالي لا، فلماذا نفكر في ذلك؟ ما يجب أن نفكر فيه هو جمع ما يكفي من النقاط التي قد تصبح متاحة في أبريل أو مايو مرة أخرى. نحن نحاول جاهدين حقا في موسم صعب للغاية وسنواصل المحاولة بنسبة 100 في المئة ويوم الأحد هو المحاولة المقبلة”.
وهناك تعقيد آخر في أفق ليفربول هو مباراة ذهاب دور الستة عشر لبطولة دوري أبطال أوروبا أمام لايبزيغ الألماني في 16 فبراير، مع حظر الحكومة الألمانية الوافدين من بريطانيا حتى 17 فبراير، لذلك تم اقتراح بودابست كمكان محتمل، لكن كلوب يعتقد أن المباراة يجب أن تلعب كما هو مخطط في لايبزيغ.
وقال: “مع كل الأشياء التي نقوم بها، أعتقد أنه كان من المعقول تماما إجراء استثناء. نعلم أن هناك سلالة أخرى، لكننا بالفعل في فقاعة ويمكننا اللعب في لايبزيغ دون نشر الفيروس. لكن القواعد هي القواعد وسنقبلها”.
أضف تعليق