محليات

خطبة الجمعة غداً : من دروس “كورونا”… روح التعاون والإحساس أن الجميع في مركب واحد

عمّمت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية «خطبة الجمعة» التي ستُلقى من فوق منابر المساجد اليوم، متضمنة أبرز الدروس المستفادة من جائحة كورونا، بعد إعلان مجلس الوزارء الانتقال للمرحلة الخامسة من مراحل العودة للحياة الطبيعية، وانتهاء القيود التي فرضت لمواجهة الجائحة، مشيرة إلى أن من أهم تلك الدروس والعِبر ما أبداه أهل الكويت، أفراداً وجماعات ومؤسسات حكومية وخاصة، من روح التعاون والتكاتف، والإحساس أن الجميع في مركب واحد وأن لكل فرد دوره في قيادة المركب إلى بر الأمان.

وجاء في الخطبة أنه «وقد أوشكت الحياة أن تعود إلى طبيعتها، بعد أن عانت البشرية من جائحة كورونا وشدتها، كان لنا في تلك الجائحة دروس كثيرة، وعِبر ومواعظ للمتعظين جد كبيرة، إذ كان للجائحة وقع عظيم، ووطأة شديدة لم تسلم منها دول وحكومات، ولا شعوب وأفراد وجماعات، فالعالم كله قد تأثر بأضرارها واصطلى بنارها وتضرر بآثارها، فكان منها الدروس والعبر، والآثار الظاهرة لكل مَنْ اعتبر».

وأضافت أن «من تلك الدروس ظهور ضعف الإنسان أمام قدرة الله جل وعلا، فالإنسان في غاية الضعف والعجز والفقر، وقد ظهر لبني الإنسان عيانا أن القوة المادية وحدها لا تكفي، وأن الركون إليها منفردة نقص في الإنسان وعجز، وأن الله تعالى هو الملجأ عند حلول الكوارث ونزول البليات، والركن الركين الذي لا يغلب في الشدائد والملمات، ومنها أن الأمور كلها، من خير وشر ونفع وضر وغنى وفقر، وصحة وسقم ونعم ونقم، إنما هي بيد الله وتقديره جل جلاله».

وبيّنت أن «من الدروس بروز الحاجة الملحة إلى المصادر الموثوقة في استقاء المعلومات في المعرفة عامة، وفي ما يتعلّق بالجائحة من الجهات الرسمية وذات الاختصاص خاصة، وضرر أخذ المعلومات من غير مصادرها الحقيقية، لأن نشر الدعاية والأكاذيب والإشاعات المغرضة قد يحطم النفوس، ويؤدي إلى إثارة الفوضى والبلبلة والتلاعب بعقول الناس ونفسياتهم، إضافة إلى ظهور نعم الله الكثيرة على البشر التي لم يكونوا يشعرون بها ويعرفون قيمتها إلّا حين تعطّلت فيها الحياة حتى عادت شبه حياة، فتوقفت المعامل والمصانع، وأغلقت الشركات والمؤسسات، وعطلت المدارس والمؤسسات والوزارات، وتوقفت الرحلات الجوية والبرية، وأغلقت الأسواق والمحلات، وتعطلت حركة التجارة والصناعة وأكثر جوانب الحياة، فبان بها ما كان من فضل الله العظيم على الناس».

وذكرت أن «من الدروس المستفادة من جائحة كورونا اتخاذ الأسباب الشرعية المباحة للوقاية من الأمراض وعلاجها بالأدوية المشروعة المتاحة، وجعل ذلك من كمال التوكل عليه سبحانه وتعالى.

وتبيّن للعباد أن العافية لا ثمن لها يرتضى، وأن الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراها إلّا المرضى، فكم رأينا من خوف وهلع، وحذر وترقب وفزع! إذ عاش العالم شهوراً عصيبة، وقاسى أوقاتاً رهيبة، وبان أن الأمن والإيمان أعظم نعم الله على الإنسان».

وتابعت «من الدروس المستفادة، ما رأيناه من أثر التكاتف والتعاون في أيام المحنة بين جميع الجهات والمؤسسات وعلى مستوى الأفراد والجماعات، فقد شعر الناس بأنهم في مركب واحد، إن نجا نجوا جميعا، وإن غرق هلكوا جميعا، وما رأيناه أيضا من اجتماع للأسر كل في موضعه، يلتقون على المحبة ويفترقون على المودة، وكل حريص على الآخر من أن يمسه سوء أو مكروه».

وختمت الخطبة بالإشارة إلى أن «من أعظم الدروس المستفادة ازدياد معرفة عظمة الإسلام في تنظيم الحياة من كل جوانبها، وعنايته بشؤون الدنيا والآخرة معاً وبصحة الإنسان، إذ سبق العالم ومنظماته الصحية في تشريع الحجر أو العزل الصحي، وأمر بالطهارة في البدن والثياب والمكان والأواني وغيرها؛ فعن أبي هريرة أن رسول الله قال (لا يورد ممرض على مصح)، ونهى عن الضرر والإضرار فلا يضر الإنسان نفسه ولا غيره، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله (لا ضرر ولا ضرار)».