عربي وعالمي

وزير الخارجية السعودي يؤكد أن قمة جدة لم تناقش التعاون العسكري مع الكيان الصهيوني

أكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان اليوم السبت أن قمة (جدة للأمن والتنمية) تضمنت عددا من المخرجات التي يؤمل أن يكون لها انعكاس إيجابي كبير على إرساء الأمن ودعم التنمية في المنطقة.
وقال الامير فيصل في مؤتمر صحفي اليوم السبت عقب ختام القمة انها ركزت على الشراكة مع الولايات المتحدة لافتا الى أن «شراكة المملكة مع الولايات المتحدة قديمة ومستمرة والاتفاقيات التي وقعتها الرياض مع واشنطن لم تأت بين يوم وليلة».

وأكد أن هذه القمة أظهرت نضوج العمل العربي المشترك مشيرا الى ان كلمات القادة أكدت أن دول المنطقة تعرف ما تريد ولا تنتظر أحدا ليحقق لها ذلك.

وأوضح انه لم يتم خلال القمة طرح أي نوع من التعاون العسكري أو التقني مع الكيان الصهيوني بتاتا، مضيفاً أنه «لم يتم الحديث عما يسمى (الناتو العربي) ولا يوجد شيء بهذا الاسم وهو أمر غير مطروح»

وأشار الى «أن السعودية طرحت منذ 5 أعوام فكرة تكوين منظومة دفاع عربي مشترك لرفع مستوى التنسيق العربي فيما يتعلق بالأمن والدفاع إلا أن هذا الأمر لم يكن مكان بحث في القمة كما أن من الأولويات لدى السعودية تطوير التنسيق العسكري والدفاع العربي المشترك ورفعه إلى مستوى أعلى مما هو قائم الآن».

وفي رده على سؤال حول المحادثات مع ايران قال الامير فيصل «إن المحادثات التي تمت مع إيران حتى الآن إيجابية لكنها لم تصل إلى النتائج المرجوة بعد وكان للعراق دور مهم وأساسي في دفعها إلى الأمام بشكل يجعلنا نستطيع أن نستمر في المحادثات» معربا عن الامل بأن «نشهد بعض التطورات الإيجابية في المحادثات مع إيران مستقبلا ونحن في السعودية ملتزمون بالبحث عن تفاهمات مناسبة ونتطلع إلى أن تكون إيران بنفس الروح ونتفاءل بذلك».

وشدد على «أن يد السعودية لا تزال ممدودة إلى إيران»، مشيرا الى الحرص على إيجاد مسار للوصول إلى علاقات طبيعية معها وهذا يرتبط بإيجاد تفاهمات تعالج مصادر القلق لدى السعودية ودول المنطقة في ما يتعلق ببعض الأنشطة الإيرانية.

وحول ما يتعلق ببرنامج إيران النووي اعتبر «ان المسار المفضل هو الحوار والحل الدبلوماسي والأمر يعود إلى إيران لتقرر ما إذا كانت ستختار المسار الدبلوماسي».

واضاف «لم يكن هناك أي رسائل تم تحميلها لرئيس الوزراء العراقي إلى إيران أو حملها إلى القمة».

ولفت وزير الخارجية السعودي إلى أنه لم يتم في القمة مناقشة إنتاج النفط بالتحديد مبينا ان (أوبك بلاس) أفادت أخيرا بأنها مستمرة في تقييم أوضاع السوق وستفعل كل ما هو ضروري لتحقيق التوازن في الأسواق.

واكد الامير فيصل «ان السعودية بأهميتها في المنطقة ودورها في مجموعة العشرين وأهميتها في المنظومة الاقتصادية العالمية لا يوجد لاعب فاعل إلا ويحتاج التعامل والعمل معها وكان هذا قائما مع الإدارة الأمريكية الحالية والإدارات السابقة».

وذكر أن السعودية تؤمن بقوة في منظومة العمل الدولي والعمل المتعدد وتدعم استمرار التوجه لحل كافة النزاعات والخلافات من خلال المنظومات القائمة.

وحول ما ورد في كلمة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان حول انتاج السعودية 13 مليون برميل يوميا قال الامير فيصل «إن ما ذكره ولي العهد هو الطاقة الإنتاجية القصوى التي ستصل إليها السعودية وان ولي العهد السعودي أشار إلى أهمية أن يكون هناك استثمار مستمر في توافر مصادر الطاقة الاحفورية حتى نصل إلى مصادر كافية من الطاقة المتجددة في المستقبل لتخفيف الاعتماد على الطاقة الاحفورية».

وقال الأمير فيصل «اننا نحتاج نهجا متوازنا في تطوير منظومة الطاقة العالمية للوصول إلى الحياد الصفري فالتغير المناخي يؤثر علينا ويشكل تهديدا على اقتصاداتنا ومجتمعاتنا لكن لا نستطيع أن نضحي بالنمو الاقتصادي للدول خصوصا الدول النامية التي تعتمد اقتصاداتها على النفط».

ورأى ان الكثير من الدول الأفريقية ودول أمريكا اللاتينية والآسيوية لا تستطيع التحول السريع إلى الطاقة المتجددة ومسارها التنموي يتطلب الحصول على طاقة أحفورية بأسعار مقبولة.

لكنه اعتبر أن هذا «لن يكون متاحا إذا لم نستمر في المديين القصير والمتوسط بالاستثمار في مصادر الطاقة الاحفورية وفي نفس الوقت تطوير آليات الاستفادة من مصادر الطاقة الاحفورية بطرق نظيفة تخفف العبء على الكوكب والبيئة لكن إذا لم نستثمر بذلك الآن سنرى ارتفاعا كبيرا مستقبلا في أسعار الطاقة لأنه لن تكون هناك طاقة كافية متوافرة».

واضاف «ان المملكة تستطيع إنتاج 13 مليون برميل يوميا ولكن بعد عدة سنوات لن يكون هذا كافيا لأنه لن تكون هناك طاقة أحفورية كافية ولن تكون هناك أيضا طاقة متجددة كافية وهذا سيترتب عليه تضخم كبير وأزمات اقتصادية يعود أثرها بالمقام الأول على الدول الأقل نموا وهذه كانت رسالة السعودية على لسان ولي العهد بأن المملكة تعمل ما تستطيع وتتصرف بمسؤولية وتستثمر بشكل كبير في ظل رؤية 2030 في الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر ووسائل نقل الطاقة المتجددة».

وحول اعلان المملكة مؤخرا فتح أجوائها لجميع الناقلات الجوية التي تستوفي متطلبات هيئة الطيران المدني السعودية أكد أن المملكة ملتزمة ببروتوكول شيكاغو الخاص بعبور الأجواء مشيرا إلى أن كل طائرات دول العالم سيسمح لها بعبور الأجواء السعودية طالما تطبق القوانين في هذا المجال وقرار فتح الأجواء للطيران المدني لا يعني أي تمهيد لقرار لاحق.

واختتمت في وقت سابق اليوم السبت قمة (جدة للأمن والتنمية) برئاسة ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء السعودي الامير محمد بن سلمان وبحضور قادة ورؤساء وفود دول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة الأمريكية والأردن ومصر والعراق.

الوسوم