برلمان

نوف الروضان للصرعاوي: أين العدالة يا عادل؟

أصدرت السيدة نوف ناصر الروضان بياناً اليوم ترد فيه على اتهامات النائب عادل الصرعاوي التي وجهها لها ولمجلس إدارة الهيئة العامة للإستثمار في جلسة مجلس الأمة يوم الأربعاء الماضي. وفيما يلي نص البيان:

أين العدالة ؟! ” يا ” عادل “!!

نوف ناصر الروضان

 

توضيحاً لما ورد على لسان عضو مجلس الأمة السيد / عادل الصرعاوي في جلسته الأخيرة لدى مناقشة ميزانية الهيئة العامة للاستثمار ، وفي معرض حديثه عن شركة الأوفست، وما تلفظ به من إساءات واتهامات لي ولأسرتي لا تبرير ولا سند لها، ناهيك عما تمثله من مسلك غريب غير معهود تجاوز كل القيم والأعراف، فقد وجدت من الضروري تقديم هذا التوضيح، حيث لم يكن متاحاً الحديث تحت قبة البرلمان للدفاع عن نفسي، وهو المكان الذي اختاره السيد العضو للتعريض بسمعتي وسمعة أسرتي دون وجه حق أو حتى ” سبب معروف “.

 

في البدء أود أن أسجل كل الاحترام والتقدير لأسرة الصرعاوي الكريمة، وأعتذر لروح العم الفاضل ” عبد العزيز الصرعاوي ” رحمه الله فيما قد يكون في توضيحي هذا أي خدش يطالهما، كما أسجل بالاعتزاز والامتنان ما تفضل به معالي وزير المالية السيد / مصطفى الشمالي من موقف كريم في التصدي للاتهامات الباطلة وتوضيح الحقائق لإحقاق الحق وإنصافي، كما أشكر كل الأخوة النواب والشرفاء الذين عبروا بشتى الوسائل عن استنكارهم ورفضهم لما تلفظ به السيد العضو من إساءات ووقوفهم مع الحق .

 

يقول المولى العزيز في كتابه الكريم ” إذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ” صدق الله العظيم، وكنت أتمنى فيمن ائتمنه المواطنون على شرف تمثيلهم أن يكون واضعاً الله نصب عينه، حريصاً على التحقق مما يصله من معلومات، ولا سيما عندما يتصل الأمر بذمم الناس وكراماتهم وسمعتهم، قبل أن يزجّ نفسه في أتون التشهير والتشكيك والافتراء والإساءة إلى الشرفاء والمخلصين من غير سند أو دليل.

 

وبكل أسف، فقد عمد ممثل الأمة إلى خلط غريب للأمور وقلب للحقائق وتوزيع التهم في كل الاتجاهات، لتحويل الجاني إلى ضحية، وتحويل الشريف إلى جاني، فإن كان هذا التصرف عن جهل وغياب للمعلومات فهو عمل غير مسئول وتسرع مذموم، وإن كان التصرف مقصوداً رغم معرفة الحقيقة فهي جريمة بحق الله والوطن، ولتوضيح الحقائق نبيّن التالي:

أولاً ـ    ضمن إطار مسئولياتي المهنية في عملي في الشركة الوطنية للأوفست تم تكليفي بإعداد التوصيات المتعلقة بشأن المشروعات المقدمـــة للشركة ، وبعد دراستي لها أبديت بعض الملاحظات والمحاذير ، بما يستهدف تأمين سلامة الإجراءات المتبعة بخصوص الدخول في الصناديق الاستثمارية ودرء أي شبهات من شأنها الأضرار بالمال العام .

ثانياً ـ   على أثر ذلك فوجئت بردة فعل عنيفة من المسئولين واتهامهم بتجاوز حدودي وممارسة إجراءات تعسفية لم أدرك أسبابها ، وقد كان في تقديري بأنني قد أديت واجبي على نحو مهني وموضوعي خالياً من التشكيك أو التجريح أو الاتهام لأي طرف .

ثالثاً ـ   وعلى أثر استمرار التعسف الإداري المتعمد ضدي ، فقد رفعت الأمر إلى الهيئة العامة للاستثمار بكتاب تضمن شرح كيفية إدارة المشروعات في شركة الأوفست ولم يتضمن أي طلب شخصي ، بل كان الكتاب مذيلاً باستعدادي لتقديم استقالتي من الشركة .

رابعاً ـ  وقد يكون من المفيد الإشارة إلى تأكيد 4 جهات رقابية مستقلة ومختلفة على وجاهة الملاحظات والمحاذير التي سبق وأن أشـــرت إليها في كتابي ، وهذه الجهات هي:

1 ـ    ديوان المحاسبة ( أعوام 2008 ، 2009 ، 2010 ).

2 ـ    مكتب التدقيق الداخلي للهيئة العامة للاستثمار.

3 ـ    وزارة الماليــــــــــة.

4 ـ    مكتب التدقيق العالمي التابع لشركة الأوفست ذاتها ” ديلويت”.

 

خامساً ـ  في ضوء تأكيد الملاحظات من قبل الجهات الرقابية ، قامت وزارة المالية بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة لهذا الغرض، كما صدر قرار من مجلس إدارة الأوفست بإحالة التجاوزات والمخالفات المتعلقة بأحد الصناديق للنيابة العامة استناداً على تقرير ديوان المحاسبة، وبناء على ما تقدم تجدر الإشارة إلى ما يلي:

1 ـ   إن ما قدمته عام 2008 في مذكرتي التي رفعتها للهيئة العامة للاستثمار وما ورد فيها من قناعات شخصية بشأن المحاذير التي أشرت إليها في بعض تعاملات شركة الأوفست لم تعد “إدعاءات شخصية”، بل أصبحت اليوم “مخالفات موثقة ” أكدتها الجهات الرقابية التي سبق الإشارة إليها ، وتم مباشرة الإجراءات القانونية في شأنها.

            وعليه فإن كان للسيد العضو تحفظات فهي تحفظات تطال هذه الجهات الرقابية وعلى رأسها ديوان المحاسبة الذي يردد دائماً بأنه مرجعيتنا.

2 ـ   ليعلم السيد العضو بأنني قد تعرضت لصنوف من التعسف الإداري من النقل إلى إدارة أخرى والتجميد والاضطهاد منذ تقديمي للمذكرة التي وضعت فيها استقالتي تحت تصرف الهيئة العامة للاستثمار ، وليعلم كذلك بأنني ومنذ بداية عملي في 2007 وحتى يومنا هذا فأنا بنفس درجتي ومسماي الوظيفـــــي ولم أتلــق أي ترقيــــة ولم أحــــظ بأي ” ترضيات ” كما يحلو للسيد العضو تسميتها.

3 ـ   ألا يثير التساؤل وعلامات الاستفهام أن ينصرف الاهتمام والتركيز على موظفة بسيطة تجرأت بإبداء رأيها في شأن بعض ممارسات الشركة في عام 2008 ، في حين يتم التغافل عن نتيجة عملها التي كشفت مخالفـــات ، بما قد يترتب عليها من أضرار بالمال العام ويتم تناسي محاسبة من تسبب في ذلك من المسئولين؟!!

4 ـ   إذا كان للسيد العضو قناعة ثابتة موثقة بأن هناك ” ترضيات ” ومجاملات ومظالم ، فهل يساءل عنها موظفة بسيطة في أحدى الشركات ، أم جهات الاختصاص المسئولة؟!!

5 ـ   ما هي الرسالة التي يريد السيد العضو توجيهها للعاملين الشرفاء في أجهزة الدولة المختلفة إن كان جزاء الوقوف في وجه الخلل هو هذا التجريح والتشهير؟!!، وأي إصلاح يمكن أن يتحقق في مثل هذه الأجواء؟!!

6 ـ   ليعلم السيد العضو، ولكي يرتاح ويتأكد بأن ليس لي مطامع أو طموحات في أي مناصب أو ” ترضيات “، فإنني قد تقدمت باستقالتي منذ عام 2008، كما إنني تقدمت باستقالتي كذلك لرئيس مجلس إدارة الشركة الجديد منذ تعيينه بما ينتفي معه كل ما ذهب إليه السيد العضو من السعي لمنصب أو تمييز.

7 ـ   تحمس السيد العضو لتشكيل لجنة تحقيق غامضة الأهداف، ولم يحدد ما يريد التحقيق بشأنه في خلط غريب للأمور، وهو يعلم بأن دوري لم يتجاوز تقديم مذكرة في عام 2008 أكدت مضامينها الجهات الرقابية، وعلى رأسها ديوان المحاسبة، وليس لدي ما أخشاه من التحقيق ، ولكن ماذا يستهدف التحقيق ؟! ، وهناك رأي واضح وموثق للجهة المرجعية المعتمدة ” ديوان المحاسبة “.

8 ـ    أما ما تلفظ به السيد العضو حول ” المستشار ” وأخوة ” المستشار ” وأبنائه، فإنني سأترفع عن التعليق عليه، حيث يعلم السيد العضو قبل غيره تاريخ ومكانة ونزاهة ” المستشار ” وإخوانه وأسرته، وهم جميعاً أرفع وأغنى من أي دفاع.

 

السيد العضو المحترم عادل الصرعاوي

لقد ظلمت نفسك، وظلمت أسرتي يا ” عادل ” وأن الظلم ظلمات، وإن أكبر الإثم فيمن يخاصم في باطل وهو يعلمه، وعليه فإنني أسأل المولى العلي القدير بكل إسم له أن يجزيك خير الثواب والجزاء إن كنت مستهدفاً للحق والعدالة، متيقناً صادقاً في كل ما قلت، مخلصاً في نواياك، كما أسألك جلت قدرتك أن تجزيه بما يستحق إن كان ظالماً متجنياً، مجانباً للحقيقة والعدالة والإنصاف، ويشهد الله بأنني صادقة في كل ما قلت، وقد عملت مخلصة في أداء مهام عملي، حريصة على إرضاء الله والضمير، وأن أكون دائماً عند حسن ظن من وضع ثقته بي ، وآخر قولي ” حسبي الله لا إله ألا هو، عليه توكلت وهو رب العرش العظيم “.