أكدت دراسة تشخيصية للحالة الاجتماعية للمجتمع الكويتي، أنه مجتمع شاب، حيث أن الفئات العمرية الأقل من 29 عاما فيه تعادل أكثر من %65 من حجم المجتمع، بينما الفئات العمرية الأكبر من 55 عاما لاتتجاوز %8 فقط من حجم المجتمع.
وكشفت الدراسة التي اعدها قطاع الاحصاء بوزارة العدل عن وجود عزوف عن الزواج لدى الكويتيين، حيث اتضح وجود تأثير عكسي بين الفئة العمرية وعدم الزواج، فكلما كبرت الفئة العمرية قلت حالات عدم الزواج. وبينت الدراسة أن أكثر من 64 ألف مواطن لم يتزوجوا حتى الآن، وأعمارهم من سن الـ25 إلى 64 عاما.
وأشارت الدراسة إلى أن إجمالي المتزوجين في المجتمع الكويتي، الذي يبدأ من سن الـ15سنة فما فوق، بلغت 429 الفا و84 مواطنا، أما غير المتزوجين فبلغ إجماليهم 267 ألفا و 726 مواطنا، أي أن غير المتزوجين أكثر من %60. وأكدت الدراسة تأثير الحالة العملية للكويتيين على مشكلة عدم الزواج، حيث أن ارتفاع حالات عدم الزواج لدى الذكور هم العاملون بوظائف حكومية، أما الإناث فكان الارتفاع بسيطا لحالات عدم الزواج في العاملين بوظائف حكومية، وأرجعت الدراسة أن يكون مستوى الدخل هو المؤثر الخفي وراء الحالة العملية.
تأثير النوع
وتطرقت الدراسة إلى التوزيع النوعي للمجتمع الكويتي وتأثيره على مشكلة عدم الزواج، موضحة ان هناك تأثيرا لاختلاف نسبة النوع في الكويت، لأن حجم الإناث في المجتمع يساوي %51 مقابل %49 للذكور، واشارت الدراسة إلى أنه ومع وجود التعدد لدى الرجال في الكويت كان يمكن أن يتم تحييد هذا الفارق، ولكن يغلب على الرجال الكويتيين الزواج بواحدة فقط من الكويتيات والتعدد بغير الكويتيات.
واشارت الدراسة الى ان %82 من الإناث يعتبرون الهدف من الزواج بالنسبة لهن لإنجاب الأطفال، بينما %38 بالنسبة للذكور يعتبرون الهدف من الزواج لذات السبب، أما لسبب تكوين الأسرة فجاءت نسبة الإناث %66، بينما فاقتها نسبة الذكور لذات السبب بنسبة %74، وبالنسبة للإشباع العاطفي وأن يكون هو السبب والهدف وراء الزواج، فجاءت نسبة %20 للإناث لهذا السبب ،أما الذكور فجاءت نسبتهم %44.
ورأى %48 من الكويتيات أن أسباب الزواج من الأجنبي هي عنوسة الفتاة، أما الكويتيون الذكور فرأوا أن %58 من أسباب الزواج من أجنبية هي غلاء المهور.
عوامل مادية
بالنسبة للأسباب المؤدية لتأخر سن الزواج في نظر الشباب الكويتي فقد إتضح أن %50 منها عوامل مادية، وقد جاء السبب الأول هو الحصول على وظيفة لتوفير متطلبات الزوج، تليها الأسباب المادية وتكاليف المعيشة، ومن ثم الرغبة في إكمال الدراسة، اما رابع الاسباب فهو اللامسؤولية عند الشباب، وخامس الاسباب غلاء المهور.
واشارت النتائج التفصيلية للعزوف عن الزواج من وجهة نظر الشاب الكويتي إلى انتشار الإنحرافات السلوكية والأخلاقية بالمجتمع بنسبة%47، يليه انتشار الأمراض الخطيرة بسبب كثرة العلاقات غير الشرعية بنسبة %37 ، وبعدها زيادة في معدلات الاكتئاب والقلق بنسبة %31 ، ثم فقد التقدير الذاتي والثقة في النفس بنسبة %27، ثم العقوق والسخط على المجتمع بنسبة %23، وأخيرا الميل للوحدة والانعزالية بنسبة %22.
أولويات
بينت الدراسة أن أولويات الهدف من الزواج بالنسبة للذكور تكوين الأسرة ثم الإشباع العاطفي ثم إنجاب الأطفال، في حين أن أولويات الهدف من الزواج بالنسبة للإناث إنجاب الأطفال ثم تكوين أسرة ثم الإشباع العاطفي.
الاختيار
جاءت أفضل الطرق لاختيار شريك العمر في الدراسة بالنسبة للذكور أن يكون الاختيار عن طريق الأهل، وجاءت أفضل الطرق لاختيار شريك العمر بالنسبة للإناث الاختيار الشخصي.
الحل
اكدت الدراسة أن الشباب اتفقوا على أهم المقترحات المطروحة لحل مشكلة العزوف عن الزواج، ألا وهي أهمية التوعية بموضوع مهور الزواج وعدم المغالاة بها، وقيام المؤسسات التربوية ببث روح المسؤولية والتفاؤل بالمستقبل، وكذلك غرس قيم الزواج.
التوصيات
أوصت الدراسة بخطط وقوانين من بينها بتفعيل المرسوم الصادر في 2006 القاضي بتأسيس مجلس أعلى لشؤون الأسرة للحفاظ على كيانها وتطويرها، وإنشاء جهاز خاص بالإرشاد الزواجي يتم فيه توحيد جهود كل الجهات لتقديم الخدمات الوقائية والعلاجية للمقبلين على الزواج.
أضف تعليق