آراؤهم

أنا كويتية وأفتشل !


أنا كويتية وأفتشل !
نعم كويتية .. أباً عن جد ..  !
صحيح ان الولايات المتحدة مسقط رأسي لكنني لا اشعر بأي ولاء فطري نحوها !
نشأت وترعرعت في حي الروضة “ريحة أهلي” و تربيت في مدارس “السرة” وثانوية “قرطبة” وجامعة الكويت !
بالرغم من قبولي في بعثة إلى “كندا” لدراسة علوم الكمبيوتر .. إلى أنني آثرتُ ان أمكث في ديرتي خوفاً من الوحدة ..
أحب السفر لكن شيئا ما بداخلي يكره الابتعاد عن هذا الوطن .. كلما طالت مدة السفر كلما زاد الضجر من الغربة و زاد شعور الشوق والحنين لـ بيتي ، سيارتي ، سكة “فريجنا” ، الأفنيوز و 360 .. لن أبالغ إن اعترفت باشتياقي لغبارها ، حرها ، وكل ما فيها !


بل حتى أنني اشعر بالحنين لجيراننا وكل وجه كويتي حمّل في طيّاته قسّمات وملامح الجنسية الكويتية !
أحيانا كثيرة وفي أثناء تواجدنا خارج الكويت كانت تنتابنا انا واختي حالة غريبة من الشوق فنقارن لهجات دول الخليج بلهجتنا بحوارات متبادلة طريفة تعقبها ضحكات عفوية لينتهي حوارنا الظريف بيقين و جزم ان لغتنا هي الأحلى ، الأرقى والأجمل !
أو ان يجمعنا مطعم “بيلا إيتاليا” اللذيذ في ربوع لندن تحديداً في أكسفورد .. وفي اثناء انتظارنا للمقبلات والطلبات ، نسرح بعيداً نتأمل “مجبوس عمتي حصة” و “ممّوش بيتنا مع دقوس الصبّار” و”المعبوچ الأخضر الملهلب” و ذاك الأكل الكويتي و ريحته الخنينه !


كل شيء في السفر ينتشلنا لنرجع بمشاعر الشوق و الولّه إلى ديرتنا الحبيبة الكويت ..
كل هذا وغيره كثير إن دلّ يدل على حبنا الفطري لهذا الوطن الغالي ..
“أنا كويتية وأفتشل” قلتها في مواضع عدة رغم حبي الكبير وعشقي لها ..
**لكنها طبيعية؛ فالأم التي لا ينافسها احد في حبها لأبنائها أحياناً تعاتبهم غاضبة وتقول “فشلتوني” !! **
عندما أهبط في مطار “سان فرانسيسكو” ومطار “لندن هيثرو” وغيرها من المطارات ..
عندما أمشي في طرقات “ميلان” وأتجول في ساحات  “باريس” و مدنها ..
عندما أقود سيارة في “مدريد” وأتسوق في “لندن” ..
عندما احجز منتجع في “المالديف” وأسبح في شواطيء تلك الجزر الساحرة..
عندما أصادف اشخاصاً و شعوباً أرى في وسط عيونهم الدهشّة ما ان يعرفوا انني انتمي لجنسية دولة نفطية غنية !
عندما أصادق أناساً من مختلف الدول فأجد في ردات فعلهم التعظيم والاحترام الكبيريّن ما أن يعلّموا أنني كنت اعمل في جهة حكومية !!
عندما يسألني أحدهم عن نوع سيارتي فتعطيني ردة فعله إيحاء أنني من طبقة مخملية ارستقراطية !
عندما يحدث الكثير والكثير أشعر بـ “فشلة” كبيرة تعتريني لا أستطيع البوح بها أمامهم !
ماذا عسايّ ان اقول ؟؟؟
هل أقول لهم ان دولتي الغنية تعطي الألوية “للهوامير” بل أن الحصة الأكبر والحظ الأوفر يقع على “الأجانب” و “الوافدين” !!؟
هل أقول لهم ان الجهات الحكومية هي اكثر الأماكن فساداً ؟؟
هل أحكي لهم مزاجية قوانينا و تطبيقاتها ؟؟
هل أصف لهم حال مطارنا و طيراننا ؟ أم حالة شوارعنا وفضيحة كهربائنا ؟؟
هل أبح لهم عن الغش التجاري والأغذية الفاسدة وجشع التجار “المبالغ فيه” ؟؟
هل أسرد لهم  قصص “البوق” و “النهب” التي تمر بعضها أمامنا او تلك التي نسمع بها يومياً ؟؟؟
هل أعترف لهم صراحةً ان كل صرح يقوم تحت رعاية أشخاص على حسابهم هي تلك الأماكن التي نفخر بها ..


وعدا ذلك فإن كل شيء تحت رعاية الحكومة أو أقلةً يمثلها هي اكثر الأماكن رداءةً ؟؟؟
هل أخبرهم عن مسارحنا ؟ و متاحفنا ؟ او مدارسنا ؟؟
أم اعطيهم نبذة عن مجلس الأمة و بعض النواب ؟؟
ماذا عسايّ أن اقول ؟؟
عندما تسألني أمريكية “شغوفة” “متحمسة” عن مكان “حديقة الحيوان” .. كيف يمكنني أن أدلها عن مكان “أعلم يقيناً” انه ما ان تراه إما ان “تتشمت ساخرة” او ان “تُصدم لما ستراه ممثلاً لإحدى اماكن الترفيه والسياحة في الكويت !!
عندما تسألني قريبة لي عن أماكن السياحة في الكويت .. أول تلك الأجوبة تكون بداهةً قوائم بمجمعات ومقاهي لا اكثر !
عندما أجلس في إحدى طاولات مطعم فندق ريجنسي ويجلس خلفي مجموعة “اجانب” يسألون بحسن نية عن مصادر الطاقة البديلة في الكويت “غير النفط” .. فأرتبك وأنحرج بقدر انحراج ولد ديرتي اللي ماسك الوفد !!
وعلى غرار مباريات الدوري الأوروبي الحالي ، والله في اثناء كل مباراة اشاهدها اسرح بعيدا أتخيّل حالة و ردة فعل وتعليقات المنتخب الملكي “ريال مدريد” عندما زارنا !!
قال لي أحدهم أن استضافتهم كلّفت 4 ملايين !!!!
“وأنا اقول جان على الأقل صرّفت هالملايين و رقعّتوا فيها ملاعبنا .. على الأقل لنكون أهلاً لإستقبال ضيوفنا بوضع مشّرف نفخر فيه” !!
ماذا عسانا ان نقول وكيف عسانا ان نرد ؟؟
نعم الكويت ديرة عز وخير “غصبن على اللي مو عاجبه” !
لكن على قولة المثل : “باب النجّار مخلّع” !
أكثر دولة مبادرة بالخيرات هي الكويت في حين أن أرضها من اكثر الدول تعطشًا لمن ينميها ويطّورها بدون طمع ولا جشع ولا نصب وبوق ولا نماين ردّية لا لها ذمة ولا ضمير !
اتقوا الله في وطنكم !
والله الذي لا إله إلا هو بوقكم أتعبّنا ! نهبكم وفسادكم شوّه لؤلؤة الخليج المعهودة !!!
باختصار : فشلتوووونا !!!!!
تهاني الرفاعي
www.QanoonKw.com