آراؤهم

البدون.. وقدسية التعليم

لو رجعنا بالتاريخ إلى الوراء في فترة الستينيات والسبعينيات وبداية الثمانينيات، وكيف كانت أوضاع معظم البدون لقلنا بأن اغلبهم كانوا يتمتعون ببعض المزايا التى كان يتمتع بها اخوانهم الكويتيين، بل قد تتساوى ربما في بعض الحقوق بالمثل فقد كان البدون يشارك زميله الكويتي في فراش واحد اثناء دورات الألتحاق في خدمة الوطن والعلم بالمؤسسات العسكرية كالجيش والشرطة وفي وزارات وهيئات الدولة المختلفة كانوا يشكلون فريق عمل واحد وفي المدارس و جامعة الكويت ايضا كانوا زملاء وطلبة علم يجلسون قرب بعض فلا فرق بين الأثنين وتمييز فكلاهما طلاب معرفة ومستقبل في خدمة بلدهم الكويت لكن وللأسف الشديد بدأت السلطة بين ليلة وضحاها تتجه الى مسار ونهج جديد للتعامل مع هذه القضية بشكل مغاير وخطير مبني على اوهام ومخاوف لا اصل لها فالتغيير يفترض ان يكون للأفضل وليس العكس الى ان اتت الحكومة بسياسة جديدة تشكل على قرارها لجنة منبثقة من مجلس الوزراء عام 1986 وبدون أسباب تذكر، وقف جميع هذه الحقوق الاجتماعية والإنسانية تجاه الأخوة البدون، ومنعهم من كل هذه الأمتيازات مجتمعة وبدأ التضييق عليهم والخناق بشتى الطرق والأشكال ليكون بذلك أمرا واقعيا لاتراجع عنه للمرحلة القادمة فلم نعرف منذ ذالك التاريخ الى يومنا هذا المبررات والدواعي الحقيقة لهذه الإجراءات التعسفية والمجحفة غير انها لأسباب وتداعيات أمنية صرفه كما قيل فهل البدون قد شكلوا خطر وتهديد او قاموا بأعمال تخريبية مخلة بأستقرار وأمن الوطن  وأن حدث ذلك من قله قليلة لايتجاوزون اصابع اليد عشرة او مائة فردا لماذا يعمم العقاب  على الكل ففي شرع الله لاتزر وازرة وزره اخرى وفي القانون ايضا الأنسان وحدة مسؤول عن جريمته فلماذا يطبق على الجميع هالأمر ويحكم عليهم بالموت تدريجيا يبدو ان الحكومة في ذاك الوقت أرادة هالأمر وبدون تفسيرات وتوضيح للرأي العام  لذلك علينا ان نسلم  بالقول المأثور دائما الحكومة ابخص  فليس مهم تدمير وقتل الأنسان ببطئ دام الحكومة ادرى واعلم وبعد مرور اكثر من 28سنة من هذا القرار المدمر لحياة آلاف من البشر وبغض النظر على ماآلت الية اوضاع  هذه الفئة  ومأساتهم اليومية هل كانت الحكومة على صواب بالتأكيد لا وألف لا فلو فكرت السلطة في ذالك الوقت قليلاً وتراجعت عن هذا القرار الكارثي لكان الحال  افضل بكثير وربما لاتجد اليوم مشكلة اسمها ( بدون ) التي  اصبحت تقلق الحكومة والمجتمع وتسبب حرج وإستياء دولي للكويت من منظمات حقوق الأنسان الدولية وهل بعد هذا القرار اللاواعي والمدرك لجسامت وخطورة الأمر وضياع اعمار الشباب ومستقبلهم قد استوعبت وفهمت السلطة الحالية الدرس أم مازال هناك متسع من الوقت لدى الحكومة وفترة امنية اخرى مطلوبة وضرورة  ملحة قد تحتاجها الحكومة الحالية كل شئ ممكن في ضل حكومة ومجلس أمة يكون فيه قيمة الأنسان وكرامته في آخر سلم أولوياته وإهتمامه مااقسى الأنسان حين يتجرد من آدميته ويفقد عقله ومبدأه وفطرته السليمة لتتحكم به مصالحه ونفسهٌ  العنصري البغيض وأخيرا قد نفهم ونسلم بالأمر الواقع وبكل الأجراءات الآنفه لكن الذي لايمكن ان نفهمه وأن يقبله عقل وضمير منصف كيف يحرم ويمنع براعم واطفال من حق التعليم فالتعليم حق شرعي واخلاقي مقدس لكل انسان سوي وعاقل فالله المستعان ولا حولة ولا قوة إلا بالله العلي العظيم . وقد صدق بيت الشعر العربي
وظلم ذوي القربى اشد ألما
على النفس من ضرب الحسام المهند