عربي وعالمي

صحف: أنفاق غزة تهديد حقيقي لـ”الاحتلال الإسرائيلي”

تطرقت عدة صحف (إسرائيلية) اليوم الأربعاء إلى موضوع أنفاق غزة وكيفية مواجهتها، معتبرة أنها باتت “تهديدا حقيقا” و”تحديا كبيرا” يجب التصدي له بكل الإمكانيات. 
ونقل المراسل العسكري لصحيفة “يديعوت أحرونوت” يوآف زيتون عن رئيس هيئة أركان (جيش الاحتلال الاسرائيلي) غادي آيزنكوت، قوله إن أنفاق غزة باتت تهديدا مركزيا، وتحظى باهتمام متقدم من قبل صناع القرار في الدولة.
وكشف آيزنكوف أن (الجيش الإسرائيلي) عثر على 33 فتحة نفق في غزة خلال الحرب الأخيرة في صيف 2014، موضحا أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تسعى لأن تشكل هذه الأنفاق نقطة توازن عسكري قبالة إسرائيل، بحيث تتمكن من خلالها إرسال مجموعات عسكرية وتنفيذ “عمليات دامية” داخل إسرائيل، بحسب وصفه.
وبيّن أن “مواجهة أنفاق حماس الهجومية باتت المهمة الأولى للجيش خلال العام 2016″، وذلك عبر عمل مكثف يبادر به الجيش “لإحباط تهديد الأنفاق”.
تحذير ومخاوف
على صعيد متصل كتب أريئيل كهانا في صحيفة “مكور ريشون” أن أنفاق غزة باتت تهديدا حقيقيا أمام (إسرائيل)، ولابد من العمل ضدها، وإلا فإن إسرائيل قد تواجه إخفاقا تاريخيا كما حصل قبل أربعة عقود مع حرب يوم الغفران في أكتوبر 1973 مع مصر.
وأضاف أنه “يجب توجيه التحذير الأمني بصورة واضحة إلى المستويين السياسي والعسكري في إسرائيل، لأن حماس تواصل خرقها اتفاق وقف إطلاق النار الذي وقع عقب انتهاء الحرب الأخيرة في غزة عام 2014، من خلال تقوية السلاح الذي بين يديها، ليس فقط القذائف الصاروخية، وإنما الأنفاق أيضا التي تواصل حفرها داخل الأراضي السيادية لإسرائيل”.
كما ذكر كهانا أن الجيش الإسرائيلي يعرف جيدا أن مواد البناء التي تدخل قطاع غزة بكميات كبيرة بموافقته تستخدمها حماس لبناء المزيد من شبكات الأنفاق التي تحفرها تحت أقدام الإسرائيليين أنفسهم، حسب تعبيره.
انتقاد الحكومة
واعتبر كهانا أن السلوك الرسمي لإسرائيل تجاه شكاوى الإسرائيليين في الجنوب عن سماع أصوات حفريات أنفاق تحت منازلهم، لا يتصف بالمسؤولية. كما أن معظم شبكة الأنفاق التي تم كشفها خلال حرب غزة الأخيرة قبل أقل من عامين، لم يتم إيجاد حل جذري لها.
وبحسب رأي الكاتب ذاته فإن رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع موشيه يعالون يكرران الخطأ ذاته، قائلا إن الأمر لا يتعلق بعمى سياسي من المستقبل القادم فحسب، وإنما من نتائج فاشلة من تجارب الماضي، وهو ما يدفع إلى التساؤل: طالما أن حماس عادت إلى حفر الأنفاق وتطوير القذائف الصاروخية من جديد خلال أقل من عامين من الحرب الأخيرة، فما فائدة الكميات الهائلة من المتفجرات التي سقطت فوق غزة؟ وماذا حقق الجيش الإسرائيلي من نتائج حقيقية؟
قلق وتهديد
من جهته قال (الأكاديمي الإسرائيلي) في جامعة بن غوريون البروفيسور زئيف تساحور في صحيفة “يديعوت أحرونوت” إنه آن الأوان للقضاء على تهديد الأنفاق في ضوء القلق الذي يساور سكان جنوب إسرائيل على حدود غزة، لأن نتنياهو لم يف بوعوده نحوهم في إقامة الجدار الأمني الذي يعترض خطر الأنفاق، لأنه ربما لا يعلم، وقد يعلم ويخفي عنهم أنه ليس هناك من حل تقني يمكن من خلاله وقف تمدد الأنفاق عبر الحدود مع غزة.
وأفاد تساحور أن منظومة بناء الأنفاق ماثلة أمام عيون (الإسرائيليين)، وكل جولة على الحدود تظهر كيف تقوم حماس ببنائها، وهو ما يعني أن إسرائيل باتت أمام سباق مع الزمن، فمن يصل أولا حماس أم (إسرائيل)؟ وهل تنجح الأولى في اجتياز الجدار عبر الأنفاق، أم تتمكن الثانية من تطوير حلول تقنية للعثور على الأنفاق؟
وأضاف “فور قرار إسرائيل إنهاء حرب غزة الأخيرة “الجرف الصامد”، ورغم أن الأهداف المعلنة لها لم تتحقق، فقد قدم نتنياهو للإسرائيليين القاطنين قرب حدود غزة وعودا واضحة تتمثل في إجراءات حماية أمنية وموانع ميدانية ضد الأنفاق، وبعد مرور عام ونصف تبين أن موازنة 2016 لا تشمل تكاليف إقامة هذا الجدار الحدودي مع غزة للتصدي للأنفاق.