أقلامهم

بعد أن وصفت المعارضة بـ "السلفية" صاحبة الأجندات الخارجية
كيهان الإيرانية تحتفل بنتائح “الصوت الواحد”: ستحدث توازناً في المجلس وتقضي على التشنج

كتبت صحيفة كيهان العربي الإيرانية مقالاً مطولاً أمس تناولت فيها الأزمة الدائرة على الساحة الكويتية، كما كالت الاتهامات إلى المعارضة واصفة إياها بـ ” المعارضة السلفية صاحبة الأجندات الخارجية” وأبدت في الوقت ذاته ارتياحها لنتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة التي جرت وفق قانون الصوت الواحد. 

وقالت الصحيفة إن حكومة الشيخ ناصر المحمد وقفت موقفاً متزناً من أحداث البحرين وسوريا وإيران، إلا أن ذلك أثار “المعارضة السلفية” ودعاها إلى رفع عقيرتها لإقلاق الوضع السياسي الكويتي، ودفعه إلى الهاوية، كما اعتبرت أن انتخابات الصوت الواحد أنقذ الكويت.

 وذكرت الصحيفة إن الأزمة السياسية التي عصفت بالكويت وخلال الفترة الماضية التي لم تشهدها منذ تأسيسها والتي تعايش فيها الشعب الكويتي على روح المحبة والتعاون قد كانت طارئة ودخيلة على المجتمع الكويتي، لانه وعند التدقيق في سلسلة الاحداث المتوالية التي مورست تبين ان وراء الاكمة ما وراءها وان الرياح القادمة من الخارج هي التي غيرت مجرى الأمور في هذا البلد، بحيث أوجدت قلقا ورعبا لدى الشارع الكويتي الذي أصبح في مهب الرياح الصفراء العاتية.

وهنا نص المقال: 

لا يمكن للمحلل المتابع للأحداث من ان يمر مرور الكرام على ما جرى الا وان يضع اشارات واضحة ومن خلال تصريحات بعض مسؤولي المعارضة الكويتية الذين رفعوا راية الازمة ونخص بالذكر رئيس المجلس المبطل السعدون الذي قال وبوضوح وفي ديوانيته وخلال الإجابة عن سؤال هل لديكم اجندة من موضوع ازاحة رئيس الوزراء ناصر المحمد من سدة رئاسة الحكومة أجاب وبإصرار «نعم لدينا اجندة ولكن لم يفصح عن تفاصيلها او من يقف وراءها، الا ان بعض الأوساط الإعلامية والسياسية الكويتية كشفت وبصورة معلنة ان دولة خليجية او اكثر هي وراء زعزعة الأوضاع داخل الكويت، وكذلك ومما لا يمكن ان نغفله ان احداث المنطقة التي كانت مساوقة مع احداث الكويت قد كشفت الدور السيئ في تلك الاحداث.

ولابد لنا من الاشارة هنا الى الحكومة الكويتية التي اتخذت مواقف متعقلة وموزونة من احداث البحرين وسوريا، وكذلك موقفها المتعاطف مع ايران قد اثار المعارضة السلفية واغاضها مما دعاها الى رفع عقيرتها في اقلاق الوضع السياسي الكويتي وايصاله الى حافة الهاوية، وذلك من خلال بعض التصرفات التي هي غير دستورية ولا قانونية وكما اسلفنا لم يعهدها الشعب الكويتي من قبل.

 ولكن المفارقة هنا عندما اتخذت المعارضة الكويتية ساحة الارادة للتعبير عن وجهة نظرها والتي تجاوزت الى حد المطالبة باسقاط حكومة ناصر المحمد رئيس الوزراء والمطالبة بحكومة يخرج فيها آل الصباح من ادارته نجد ان الحكومة الكويتية قد تعاملت مع الموضوع بحكمة بالغة، التجأت الى تطبيق مواد الدستور التي الجمت المعارضة وجعلتها على الهامش وذلك من خلال عدم اعتراضها او مواجهتها كما فعلت «حكومات اخرى» مع المعارضين الذين لم تختلف مطالبهم مع مطالب المعارضة الكويتية مما حدا بالامير اصدار مرسوم الضرورة الذي ينص على تعديل صيغة الانتخابات والتي ابقت على خمس دوائر ولكن بصوت واحد لا باربعة اصوات الذي كان معمولا به من قبل مما وضع المعارضة امام موقف صعب لان تطبيق هذا القانون سوف يفقدها الاغلبية ولم يضعها في الموقع الضاغط الذي كانت تواجه به الحكومة. لذلك فانها اعلنت مقاطعتها الانتخابات، وكذلك جندت كل مالديها من وسائل اعلامية واستخدام الشبكة العنكبوتية وبشكل واسع لتؤثر في الشعب الكويتي بمقاطعة هذه الانتخابات، الا انه وبعد ان انهال المواطنون الكويتيون على صناديق الاقتراع وبصورة مذهلة وبنسبة بلغت %40 وهي نسبة عالية جدا اذا ما قيست في اجواء الضغط الاعلامي للمقاطعة، وبذلك وجهوا صفعة قوية للمعارضة واثبتوا ان صوتهم لم يعد له أي تأثير وانهم بذلك رفضوا كل المشاريع والاملاءات غير الوطنية.

ولذلك وعند قراءة ممعنة للذين فازوا في هذه الانتخابات لعضوية مجلس الامة يجد ان التوازن سيسيطر على المجلس، وان حالة التشنج والتأزيم التي كانت تمارسها المعارضة السابقة بتحريك من الخارج قد ولى عهدها وكذلك اكد ان خطوة قرار الصوت الواحد قد انقذت الكويت من حافة الهاوية وتمكن سمو الامير من ان يوصل سفينة البلاد الى بر الامان وان يعيد حالة التفاؤل والامل للشعب الكويتي لكي يعيش حياته وبصورة آمنة ومستقرة وبعيدة عن منغصات أصحاب الاجندات الخارجية”.