أقلامهم

للناس كرامات..!

وكالة الأنباء الكويتية (كونا)، تأسست عام 1956 وأُعيد تأسيسها بمرسوم أميري عام 1976 بتاريخ 6 أكتوبر، وذلك لتجميع الأخبار وتوزيعها على المؤسسات الإعلامية لتزويدهم بالخدمة الإخبارية كأي وكالة أنباء عربية دورها الرئيسي هو إبراز قضايا الكويت إقليمياً ودولياً، وقد تبوأ وتعاقب على رئاستها العديد من الرجال المخلصين والوطنيين، وكأي مرفق عام هناك فترات نجاح وتميز مثلما هناك لحظات فشل وخيبة، على أية حال استبشرنا خيراً بنبأ تعيين الإعلامي القدير محمد القحطاني لرئاسة هذه المؤسسة العريقة لربما يعيد لها الحيوية والنجاح، لأنه ببساطة ابن كار، كما يقولون في مصر المحروسة، ولديه من الإمكانات والخبرات ما يؤهله للنهوض بالمؤسسة من جديد، ظناً منا أن الحكومة قد بدأت تعمل بمهنية واحتراف، وتتبع جادة الحق وطريق الصواب بتعيين الرجل المناسب في المكان المناسب بعيداً عن معايير المحاصصة، وهذا ولدنا وهذيك بنتنا ويامعود هذا ولد فريجنا، لكننا اكتشفنا أننا سذج وحسنو النية، فبعد أن استدعوا الرجل وأقنعوه بقبول المنصب وانتشر خبر تعيينه بالميديا وبارك له أهله والناس أجمعون عادوا وعطلوا مرسوم تعيينه ولا أحد يعلم ماذا حصل ولماذا وكيف وما الأسباب؟!

للأمانة الرجل قص الحق من نفسه واستقال زاهداً بالمكان قبل حتى أن يباشر عمله ويصدر مرسومه، فالموضوع متعلق بالكرامة وللناس كرامات، وليس كل الناس تقبل هذا السلوك المهين، فالرجل لا يستجدي أحداً، وجاء للعمل والانتاج والاضطلاع بالمهام والمسؤوليات وليس للبهرجة والكشخة كأغلب المسؤولين!

السؤال لسمو رئيس الوزراء الذي يخرج علينا بين فترة وأخرى باشقاً ليبشرنا بدولة القانون: لماذا مراسيم تعيين السادة أبناء الاسرة الحاكمة تمر «زتات»، بينما مراسيم تعيين أبناء الشعب تظل حبيسة الأدراج أو متأرجحة بين القبول والرفض؟! وزتات لغير الناطقين باللهجة الكويتية تعني السرعة والعجلة. ولهذا أنصح سمو الرئيس قبل أن يستدعي أحداً ويعرض عليه المنصب أن يتركد قليلاً ويشاور نفسه وغيره حتى لا يصاب بالخيبة ويسبب الإحراج للآخرين، وللأمانة لا أعرف الأخ محمد القحطاني على المستوى الشخصي، لكن دوره الإعلامي والوطني الكبير والمشهود ـــ ولا سيما أثناء فترة الغزو العراقي ـــ جعله يستحق هذا المنصب بامتياز، وللأسف خسرنا جهود وإمكانات الرجل، لكننا كسبنا شخصاً يقول «لا» في الوقت المناسب انتصاراً لكرامته وتاريخه!

بسام العسعوسي – القبس