كتاب سبر

يا سيدي علمتنا معنى الوطن

الصدمة كانت رهيبة والمنظر كان مرعبا والفوضي تعم المكان وعادة المخربين الخبيثه الضربه الارتدادية
هنا اهتز كياني وشعرت بالخوف الشديد ونشف ريقي وانعقد لساني وانا اري سيدي ووالد الجميع يترجل من سيارته ويخطو ببطء شديد وهو صايم تحت حر الظهيرة وبعد الحدث بدقائق لا يأبه بما يخبئ القدر وما قد يكون ممكن ان يحدث في لحظات الفوضي العارمه رغم تحذير رجال الامن فكان رده حفظه الله هذولا عيالي.  يالله كم كانت كبيره ومعبره هذه الكلمه.  
دعوت الله في كل خطوه ان يحميه من شر الخطر. فموقف مثل هذا لا يتقدم به الا الشجاع المؤمن المحب لوطنه وأبنائه.
والحمدلله الذي لا يحمد علي شي سواه الذي أتم علينا نعمة الامن والامان والمحبه لهذه الاسرة الكريمه التي بايعناها علي الحب والولاء وبايعتنا علي مثله. 
ياسيدي ان موقفك لا تعادله كل المواقف وما قمت به لا يقدر بثمن حتي لو كانت الأرواح فسر علي بركت الله ونحن حزامك بكل نسيجنا الاجتماعي عسي الله لا يفرق شملنا ويحفظ بلادنا الطاهره. 
فشكرا لن توفيك حقك يامن سكبت الطمأنينة في قلوب اهل الكويت بشجاعتك ورحمتك وتواضعك. 
يا اهلي وأحبابي أبناء وطني.
في الشهر الفضيل وفي يوم جمعة مباركة وأثناء السجود هزت الكويت الفاجعة المذهلة التي اودت بأباء وبأخوة وأبناء لنا بعيدا عن التصنيفات المذهبيه البغيضه التي نكرهها. وليس لها في قاموس اهل الكويت الطيبين ذكر سوي في النفوس المريضه.  فمن تواجد في هذه اللحظات اخ وصديق وجار وحبيب تشاركت معه الحب والعشره والصداقة في الفريج والمدرسة والملعب والعمل والديوانية   ولم اسأل او يسأل هو في يوم ما عن الأصل والفصل والمذهب  ولن اسأل هذا السؤال الحقير ما حييت.
لن أقول الا طوبي لكم يا اخوة لنا غدرت بهم غربان الظلام ولكن يبقي العزاء انكم نلتم الحظ الكبير في التوقيت والمكان الذي نلتم به الشهادة فيا لها من خاتمة يتمناها كل مسلم. 
ان من يعرف الكويت وأهل الكويت جيدا يعرف ان الشدائد والازمات لا تزيدهم الا تلاحما وتكاتفا وقربا لبعضهم البعض والدلائل والاحداث شاهدة علي ما أقول  والتي كانت في أوج تجليها في الساعات الأولي للفاجعه والتفاف المواطنين وعلي رأسهم والد الجميع وولي عهده الأمين وكل الشيوخ والوزراء والمسئولين في مشهد اجزم انه لا يحصل الا في وطن النهار الذي تربينا وترعرعنا جميعا علي ترابه الطاهر.
خاب مسعاكم يا غربان الحقد الاعمى يامن حاولتم كثيرا في دق اسفين الشقاق بيننا ولكن هيهات ان تصلوا لمبتغاكم. لأنكم لم تدرسوا تاريخ الكويت جيدا شلت ايديكم وعقولكم وفكركم الاعمى.
لقد تألمنا جميعا أبناء الوطن الجميل بكل مكوناته.وكانت الفاجعة اكبر من ان نتحملها جميعا. والصدمة اكبر من وقع الانفجار علي قلوبنا الضعيفه ولكنه القدر المكتوب الذي لا مفر منه.وكأنه قدرنا كلما تراخينا قليلا وتناسينا انفسنا تأتي مصيبة لتصحينا مجددا ولتعيد بنا روح التلاحم والمحبه ورب ضارة نافعة.
كلنا للكويت والكويت لنا فدعونا نعيد شحن نفوسنا بالمحبة والاخوه والتلاحم فنحن في محيط يغلي وعسي الله ان يكفينا شروره. فالوطن للجميع والحب والولاء لترابه الطاهر وغير ذلك فهو هراء، وعزاؤنا للكويت بكل مكوناتها وعظم الله اجرنا وعساها اخر الاحزان ان شاء الله. 
اخر الكلام. 
جزا الله الشدائد كل خير    فقد عرفتني صديقي من عدوي