بعيداً عن معارك “الضاحية” الصغيرة واستقطاباتها ، مجلس 2023 افضل مجلس على الإطلاق عبر تجربة الكويت الديمقراطية وإليك الدليل ؛ تم فيه توافق حكومي نيابي غير مسبوق ، تمخض عنه خريطة تشريعية راقية نتج عنها إقرار قوانين من العيار الثقيل مجرد التفكير بها فيما مضى يُحلْ المجلس ! .
ومن المفيد هنا الإشارة إليها علي النحو التالي :
– تنظيم غرفة التجارة -إلغاء الوكيل المحلي – تعديل قانون الهيئة العامة للصناعة – إلغاء الوكالات العقارية – مكافحة احتكار الأراضي – المدن السكانية – تعديل التركيبة السكانية – شركة الصناعات التحويلية – ضم فئات جديدة للتأمين الصحي “عافية” – قانون المسئ – رفع الحد الأدنى لرواتب المتقاعدين .
كل ذلك تم بأقل من 8 شهور ، وفي هذا المقام لابد لنا أن نثمن دور “الأحمدين” مع حفظ الألقاب “السعدون” بخبرته وحنكته السياسية و “النواف” بإيمانه بالديمقراطية والعمل المؤسسي الجماعي للبرلمان ، ويحسب له ولحكومته عدم المشاركة بإنتخابات مناصب المجلس ولجانه فكان هذا الموقف له الأثر البالغ لإنشاء اللجنة التنسيقية الحكومية النيابية التي أثمرت عن الخريطة التشريعية ، ولنا ان نتخيل حجم المكاسب والمنافع لو اكمل المجلس مدته القانونية ؟!.
مجلس 2023 بهذا النهج مَثَّلَ صدمة كبيرة للدولة العميقة ، ولمعرفة طبيعة وحجم هذه الصدمة ؛ يكفي أن أذكر لكم أنه تم الطعن بقانون تنظيم غرفة التجارة أمام المحكمة الدستورية فور حل المجلس؟!
ختاما :
لست مضطراً لتكرار ما تعرفون عن إرتدادات موجات الدولة العميقة ، فسجلها مملوءْ عبر تاريخ حركات التحرر في العالم ، إبتداءً من حركة التحرر في فرنسا التي حدثت في 5 مايو 1789 ، ومروراً بحركات التحرر في امريكيا الجنوبية في سبيعنيات القرن الماضي ، وانتهاءً بحركات التحرر في الوطن العربي في مطلع الألفية ؛ هذه ليست دعوة للفوضى وإنما استحضاراً للتاريخ لفهم وتحليل الواقع بالتالي إستشرافاً للمستقبل . فالصراع مع الدولة العميقة كما ذكرنا في مرات عديدة وفي مناسبات كثيرة ، ليس سهلاً وله موجات ارتداد عظيمة ، فلا تيأسوا.
اللهم قدر للكويت رجال دولة اقوياء ، شرفاء ، امناء
ودمتم بخير.
د.حمود حطاب العنزي
أضف تعليق