آراؤهم

مشاكلنا في هزائمنا

 ماذا نقول لأطفالنا حين يشتد بهم الكبر، وحين يبدأون السؤال، لماذا نحن صامتون ولا كلمة لنا ؟ ونرى في أعينهم عدة تساؤلات وأسئلة، ويتمنون الإجابة عليها حتى ولو كانت الإجابة غير مقنعة! لماذا نحن واقفون ولا نتحرك لما يجرى من حولنا من ظلم وإهانه للإنسان العربي؟ ولماذا خيوط الغرب النجسة ترمى سهامها إلينا نحن العرب ونحن صم بكم أليس لنا القدرة على مجابهة ومواجهة هؤلاء الغرب؟! ما الذي ينقصنا وهذه كلها تساؤلات أطفالنا الصغار، ويقولون ما الذي ينقصنا هل هو المال أم العقل أم الخبرة أم القوة أم ماذا؟ وهل سيأتى يوم ونرى شعوبنا العربية قوة واحدة ويهابها الجميع، أم سنظل مكتوفي الأيدى وضعفاء، فماذا نحن فاعلون في هزائمنا المتتالية من وعد بلفور وإلى الآن، فاصحي أيتها الشعوب العربية؛ قد يأتى يوم ويثور أطفالنا فيه عليكم،  ثورة تمحى الأخضر واليابس ثورة غضب شديدة تطفئ الصور المخزية التي فعلتها حكوماتنا بهزائمها ونكساتها وبصمتها العربي المذل.
فالخوف والجبن والذل الذي يقبع فيه المواطن العربي هو المسؤول الأول والمباشر عنه، وإننى آسف على هذا الكلام، فوالله ما أشاهده من هزائم مخزية واحدة تلو الأخرى لأمتنا العربية يعجز اللسان عن النطق به، فالله تعالى قال عن أمتنا ” كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر” هذه هي الأمة الصحيحة التي طبقت أقوال الله تعالى ورسوله الكريم، هذه هي الأمة التي هزت ودمرت عروشاً؛ مثل: كسرى والروم وكل العقائد الفاسدة، هذه هي الأمة التي امتدت إلى جميع بقع العالم وانصهرت مع جميع الأديان، فإلي متى يا أمتنا الحالية نرى الهزائم فيك وهل سنتصور يوماً أن أمتنا العربية ستنتهي وتزول، ولا نعرف فربما يأتى هذا اليوم، فما يحصل في وقتنا الحالي لا يطمئن أبدا، فمنذ ولادتنا ونحن نسمع عن تلك الحروب التي مررنا بها من احتلال فلسطين والعدوان الثلاثي وحرب أكتوبر واجتياح لبنان والحرب العراقية الإيرانية وغزو الكويت واحتلال أفغانستان والعراق وكثيرة هي!
وها نحن الآن في موجة جديدة وستايل يختلف عن تلك الحروب، إنها ثورات الشعوب والعصر المنبوذ، والتي تم تصديرها من الغرب التعيس؛ ليخرب كل أمل وحلم عربي، وكل ذلك بسبب انقساماتنا وغياب قياداتنا المشتركة التي طالما كانت عنوان للانتصار، ولكن للأسف الخوف وعدم الثقة انهزت في حكامنا العرب، الأمر الذي وصلنا إليه الآن من ثورات هائجة مستميتة، فها هم حكامنا يغزون البلاد بشعاراتهم المزيفة ويدمرون الخبرات بهدف القومية والعروبة الزائفة، وبعدهم كل البعد عن شريعتنا الإسلامية التي أنزلها الله على رسولنا الكريم، وتواطؤهم مع أعدائنا هو سبب انكسارنا، وخوفهم العجيب من أمريكا وإسرائيل هما سبب تعاستنا الآن، وهنا أستذكر قول رسولنا الكريم (ص) عندما قال: ” يوشك أن تتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكله على قصعتها، قالوا: أمن قلة نحن يا رسول الله، فقال الرسول الكريم: بل أنتم كثُر، ولكنكم غثاء كغثاء السيل “، فحب الدنيا والمصالح الدنيوية والملذات والجري وراء الشعارات الرنانة واستلطاف الحكومات الجائرة هي سبب هزائمنا، فلنبصر ولو قليلا ونفتح عقولنا ونأخذ عبرنا من رسولنا الكريم؛ فإنه هو المثل الأعلى الذي نقتدي به وبأقواله وهو الذي حذرنا بقولة: ” إذا رأيتم العلماء على أبواب الأمراء فذاك شر الزمان، وإذا رأيتم الأمراء على أبواب العلماء فذاك خير الزمان “، فماذا يدور في بالك أيها القارئ الآن، هل نحن في شر الزمان أم خيره ؟؟؟
الإجابة واضحة وضوح الشمس الساطعة، ولا تحتاج إلى تفسير وبرهان؛ فحال عالمنا العربي هو خير دليل وللأسف ، وكما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه ” نحن قوم أعزنا الله بالإسلام، فكلما ابتغينا العز بغيره أذلنا الله” فيا كثرة الذل الذي نحن فيه الآن،  وفى زماننا هذا، وهل سيأتى يوم، ونقول لأطفالنا حلت كل مشاكلنا ولا هزائم لنا، ولكن سنقولها  ونحن واثقون بأنها أحلام فقط .        

عــادل عبــــداللـة القنــاعــى
adel_alqanaie@hotmail.com