آراؤهم كتاب سبر

القنوات الشعرية!!!

ولولا خصال سنها الشعر ما درى *** بناة العلى من أين تأتى المكارم
عندما ظهرت القنوات التي تهتم بالشعر والموروث الشعبي استبشر الناس بها خيرا، وظنوا أنها ستكون البديل الناجح للمسلسلات والأفلام والأغاني الساقطة، وأنها ستسهم في تعزيز الإيجابيات في المجتمع وستحارب مظاهر التفسخ والانحلال التي ضربت بأطنابها في المجتمع، وذلك لأن موروث الآباء والأجداد موروث عظيم، جله مستمد من الشريعة الإسلامية، وكل شاعر يسير على نمط شعراء الشعر الشعبي الأوائل سيجد نفسه لا محالة في قائمة المحافظين!!!
ولكن الراصد لمسارات هذه القنوات يجد انحرافا خطيرا طرأ عليها في الآونة الأخيرة؟!، فبعد أن كانت تعنى بالبرامج الثقافية التي تسهم في بناء عقلية المشاهد، أصبحت تعنى بالبرامج الفنية والسهرات الغنائية!!!!
وبعد أن كانت تستضيف كبار الشعراء والرواة الذين أمتعونا بقصائدهم ورواياتهم التي تحث على الفضيلة ومكارم الأخلاق، أصبحت الآن تستضيف شاعرات الأغلفة!! اللائي لم يسحين من الله ولم يخجلن من خلقه!!، بظهورهن بهذه الملابس الفاضحة، وكأنهن ذاهبات لعرس نسائي، وليس إلى حلقة يشاهدها آلاف الرجال!!!، والأدهي أن بعض الشاعرات تتبجح بذكر انتمائها للقبيلة وكأنها (جايبه راس الدريعي)،ولم تعلم بانها نقص ووصمة عار للقبيلة وليست مصدر اعتزاز وفخر!!!
نرجع على القنوات فنقول:
أسباب انحراف هذه القنوات عن المسار التي اختطته لنفسها في البداية كثيرة من أهمها، أن كثيرا من القنوات غيرت نشاطها من ثقافي إلى تجاري، فصار شغلها الشاغل هو كيف تستطيع تحقيق أعلى إيرادات وكسب أكبر قدر ممكن من التصويت!!!!
السبب الثاني أن جماهير الموروث الشعبي قليلون ولا تزيدهم الأيام إلا قلة، فهم بالنسبة لجماهير القنوات الهابطة كالشعرة السوداء في الثور الأبيض، لذلك أصحاب هذه القنوات وتحت ذريعة الجمهور عاوز كدة، خلعت لباس الفضيلة واكتفت بقميص النوم !!!!!
لذلك كنا نحن الذين استبشرنا خيرا بهذه القنوات كحال القائل عندما قال:
المستغيث بعمر عند كربته *** كالمستغيث من الرمضاء بالنار!!!!

عبدالكريم دوخي المنيعي 
تويتر :do5y