نشر الممنوع

كل التطورات التي شقت نسيج المجتمع سببها صراع أقطاب الأسرة

كتبت خلود الخميس مقالاً منع من النشر شخصت فيه حالة الانقسام التي يعيشها المجتمع، مرجعة هذا الانقسام إلى صراع أقطاب الأسرة الحاكمة على مراكز القوى حيث تم استخدام الشعب لاستنهاض النعرات الفئوية، وختمت مقالها بالحديث عن الحكومات السبع السابقة, التي كانت على علاقات مشبوهة وغير مبررة وغامضة مع شبكة من الخيوط المتصلة أخيراً في المستفيد الخارجي.. المقال يستحق القراءة والتعليق لكم:

ما الذي فرّق شعب الكويت شِيَعا ؟!

خلود عبدالله الخميس 
 
لو سألت أي كويتي لم يتعد المرحلة المتوسطة سيقول ” صراع أقطاب الأسرة ” ! فكل التطورات التي شقت نسيج التآلف بين مختلف أبناء الوطن الواحد, سببها, الرئيسي, نزاع على مراكزالسلطة بين أبناء الأسرة الحاكمة, وتم استخدام الشعب فيه باستنهاض نعرات الفئوية التي نجحت على مر العصور مع الشعوب للتلاحم في حضن البيئة الحاضنة ( قبيلة منطقة طبقة طائفة … )لأنها منطقة الراحة (comfort zone ) التي يعرفها الإنسان ويأمن لها ويؤمن بها وتحقق له حاجاته وتحميه من المظالم!
وهذا طبيعي عندما يصبح تطبيق القانون انتقائياً, وتوزع المناصب حسب العنوان في البطاقة المدنية! والتعيينات طبقاً للدائرة الانتخابية, وتُسلب الحقوق من أهلها جهاراً وتُمنح لغير مستحقيها فقط بسبب الـDNA! ولكن في مفهوم الدولة, فإنه تلاحم ضد الوطن, واحتماء مذموم بالعِرق والدم والحمّية, وغيرها من النعرات, التي لا تمثل مواطنة, ولا تنهض بوطن !
أبناء الأسرة خروجوا للشارع في صراعهم, بإخراجهم أتباعهم, ليذودوا عن بقائهم في مواقع القرار, للسيطرة على النفوذ, بمقابل توزيع غير عادل لثروات البلاد على الأتباع وكله بغطاء قانوني !
هؤلاء يظنون أن الوطن استاد كرة قدم, والشعب هو الجمهور الذي جاء ليشجع فريقين متنافسين! فأشعلوا بين الفريقين التنافس النتن لتصير البلاد ساحة حرب كلُ يظن أن إرادته لا تتحقق إلا بسحق إرادة الفريق الآخر !
وقد كتبتُ سابقاً مقالا هنا بعنوان ” التراشق بالشعب ” وهو ما يحدث الآن تماما, فلن تنطلي علينا قصة سب صحابة وتنادي القبائل وعلو بعض الأصوات الفئوية, وغلو بعض الشيعة والسنة,وغيرها من السلوكيات السلبية التي يمارسها الشعب ضد بعضه, على أنها ضمن سياق التطور الطبيعي للعلاقة بين الشعب!
فسواد ثقافة التطاول على الآخر, تمت لأن الطرف الذي  فعلها, فعلها لضمانه أن ظهره لن تمسه طائلة القانون, وإن حدث فإنه مستِند على من سينجيه!
ودليل ما أقول, التاريخ, فالقبائل والطائفة الشيعية والحضر, لم نسمع منهم الدعوى الفئوية من قبل! ومثالاً لا حصراً فعائلات” بهبهاني ودشتي ومعرفي والمتروك وبوفتين … ” وكل الرعيل الأول من تلك العائلات لم نسمع منهم من سب صحابي ولا أمهات المؤمنين, كذلك أبناء القبائل لم نسمع منهم نقد للتجار أو مصطلح “صفوي” للشيعة, وهو للعلم مصطلح سياسي غير ديني نسبة لشخص له أهداف توسعية استخدم التشيع لتحقيقها, وأهل الحاضرة, لم يكونوا أصحاب كِبر وذوي نظرة دونية للقبائل!
 
كل التقسيمات في المجتمع كانت متعايشة بلا شعور بالنقص والنقيصة, فما الذي استجد؟!
الذي استجدت ثلاثة عناصر, الأول, وهذا واقع وليس خيالاً خصوصاً مع اكتشاف شبكات للتجسس, محاولات خارجية معروفة تاريخياً, لجذب ولاءات أبناء الشيعة الأغرار بدعوى عقدية, والدين دائماً خير وعاء لتسويق فكرة خصوصاً عند العوام, فاستخدمت تلك الأطراف جهات التخلخل المجتمعي في الكويت, وهو, العنصر الثاني, الصراع على السلطة من أبناء الأسرة, في الوقت الذي يعتبر الشعب مشحوناً بحكومات فاسدة مرتشية وراشية وغلاء معيشة وسوء إدارة, فلا وظائف ولا صحة ولا عدالة في حفظ الحقوق, ففرط بواجباته تجاه الدولة, وعاد يبحث عن مظلة الأمان في فئته, وللأسف الشعب هو العنصر الثالث في مثلث تخريب الدولة!
صار أبناء الكويت يخونون بعضهم بعضاً, وبرعاية الحكومة! فهي كسلطة تنفيذية للقانون, بيدها إحلال الأمن الاجتماعي, بل هو واجبها, ولكنها تقف على مسافة رمادية في أكثر من مشهد, وهذا دليل تورطها, أو إعجابها, وبكلتا الحالتين ذلك يعني استفادتها!
الحكومات السبع السابقة, للأسف أن أقول هذا عن حكومة بلدي ولكنه حق وللتاريخ, كانت على علاقات مشبوهة وغير مبررة وغامضة مع شبكة من الخيوط المتصلة أخيراً في المستفيد الخارجي, مما جعلها تُقذف بالتواطؤ!
كل ذلك سبب ما نحن فيه, شعب يرتع في وطن بلا ولاء له, لإن الوطن لم يعد ذا فائدة للمواطن!
وأخيراً, إن تفرّق الشعب شِيَعا, لأنه ” يشد الظهر ” بأحد المتنفعين, فقد باع احترام نفسه وفئته ووطنه, لظهر هلامي لا بد أن يقصمه هول حِمل خيانة وطن, يوماً ما !
                twitter@kholoudalkhames