فن وثقافة

ناقش في هاشتاقه كتابه "اليد واللسان"
الغذامي في “صالون ثقافي” تغريدي مع نخبة مثقفين : تويتر ” حشاش”!

إعداد عياد الحربي
  • الغذامي: تعلّم أقوام فصاروا شحاذين ..ورأينا عواما أعلى صوتا وأصدق عزيمة
  • في زمن الصورة صرنا في ثقافة تخلط الشفاهي بالكتابي وبالبصري دون فواصل
  • بطاقة الائتمان طائرة خاصة تجلب أنفع الكتب وأنت جالس في البيت 
 يوما بعد يوم يتغلغل موقع التواصل الاجتماعي تويتر في مفاصل الحياة ليلغي أشكال التقليدية كافة ، فبعد تأثيره البالغ على الصحافة الورقية وجعل الاخبار المنشورة على صفحاتها “محروقة” يقرأها القارئ ويفاجأ أنه يعلمها قبل نشرها ورقيا بيومين وربما اكثر ، بدأ تويتر يلغي اللقاءات الاجتماعية التي تحتاج الى الاستعداد بالكشخة والتوجه بالسيارة الى مكان اللقاء ، بل ربما أراح البعض من عناء السفر . المهم ليس حديثنا هنا عن تأثير تويتر ، بل هو مجرد مدخل للحديث عن هذا “الصالون الثقافي” الذي ينعقد “تغريدا” كل أحد بين  المفكر السعودي د. عبدالله الغذامي أستاذ النقد والنظرية في جامعة الملك سعود ، وبعض متابعيه من المثقفين لمناقشة كتبه وآخرها كتاب “اليد واللسان”.

نشأت فكرة  مناقشة كتب الغذامي مع متابعيه ومريديه في تويتر – او كما أسميناها هنا “الصالون الثقافي” – من أ. حمود بن محسن ، أ. مها عبدالله ،في محاولة جادة لتشكيل نوع مستحدث من ” التغريد النافع ” عبر حلقات علمية “عنكبوتبة” يتم التحليق حولها من مغردي طلبة العلم ومريدي الثقافة .

وهكذا اعتاد الغذامي أن يناقش متابعيه في  تويتر بشكل اسبوعي كل يوم أحد من الساحة 4 إلى الساعة 5 ويجيب على اسئلتهم فيما ورد عليهم من اشكاليات وانتابهم من تساؤلات حول كتبه ، بعد أن يتم تحديد اسم الكتاب واختيار عدد الفصول ، وتمم المناقشة والمساءلة عبر ” هاشتاق ” أو ” وسم ” تعارف عليه الجميع بـ ( #نقاش_الغذامي ) . والغرض من هذا ” الوسم ” هو تسهيل مهمة الحصول على ما تمت مناقشته من الكتاب وسهولة الحصول عليه .
 
في الأحد الفائت ناقش الغذامي مع متابعيه في “الصالون الثقافي” كتابه “اليد واللسان” ، وخلال المناقشة طرح بعض آرائه مثل تسميته تويتر بالنمام والحشاش ( من الحش ) ، وان الحصول على الكتب لم يعد يتطلب عناء السفر للمعارض ، بعد ان  “صارت بطاقة الائتمان تمد لنا طريقا للكتب كما مع أمازون والنيل والفرات وغيرها” .

وهو لا يرى في الامية شرا مطلقا ” فقد تعلّم أقوام فصاروا شحاذين ورأينا من العوام من هم أعلى صوتا وأصدق عزيمة … للوعي وجوه لا تحصرها الوسائل”، معتبرا اننا  “في مرحلة وزمن الصورة صرنا في ثقافة تخلط الشفاهي بالكتابي بالبصري دون فواصل”.

وفيما يلي نترككم مع أسئلة المتابعين وإجابة الغذامي على ” هاشتاق ” #نقاش_الغذامي :
 
سـ حمود بن محسن : نعلم ان الايدي العاملة لها دور كبير وغير ظاهر في تطور المجتمع وتقدمه بالرغم من انهم أميون ، ماذا لو انصرفوا للثقافة والعلم ؟
ج الغذامي : كل يبدع في مجاله وربما لو تركوا مجالهم لغيره خسروا أنفسهم وضاع أثرهم .
 
سـ بثينة الإبراهيم : ألا يمكن أن يكون عدد المخطوطات القليل في ذلك الوقت يناسب عدد القراء من الشعوب ذات التعداد القليل في ذاك الوقت قياسا إلى زمننا ؟
ج الغذامي : سؤال ذكي ، ولكن عندنا أرقام عن الجيوش وعن الحجاج وعن بيت المال والمحتاجين وهي كلها تجعل النسبة تخالف هذا الافتراض .
 
سـ مها عبدالله : سقراط حِوارياً وتفاعلياً وتواصلياً بشكل إنساني . هل أستطيع أن أقول مناقشتنا الآن تسير على نهجه ؟
ج الغذامي : لو تجنبنا الإجابة وأشغلنا أنفسنا بالسؤال على السؤال وكثفنا هنا نكون حينها مثله .
 
سـ بثينة الإبراهيم : أشرت الى أن عدد القراء قليل في الماضي لكن النخب كانت فاعلة ، لم اختلف الوضع الآن ؟ ما هي الأسباب إضافة إلى اكتساح ثقافة الصورة للساحة ؟
ج الغذامي : الحقيقة أن النخب في معظمها كانت من وعاظ السلاطين ومداحيهم شعرا ونثرا وشحاذة .
 
سـ مها عبدالله : نصف العلم أن تقول لا أعلم تذكرني بمقولة جدي راشد رحمة الله ” ما زين من قولة مدري ” .
ج الغذامي : رحمه الله وهذه ترجمة شعبية للمقولة وتمثل لها .
 
سـ مها عبدالله : هل تعتبر الفضائح على الانترنت من صور ومقاطع أو تغريدات مشوهة … من ” الحش ” النميمة ؟
ج الغذامي : يمكنني أن أسمي تويتر بالنمام والحشاش ( من الحش ) وهنا تجنبت تأنيث تويتر تأدبا .
 
سـ بثينة الإبراهيم : الكتابة باسم مستعار قد تفرضها ضوابط اجتماعية بعيدا عن “الحش والنميمة ” وبخاصة للنساء ، وهذا يعيدنا إلى “حكايات الجهنية ” مرة أخرى ؟
ج الغذامي : الأقنعة والتقنع لها مسببات متنوعة ، وهذه واحدة منها .
 
سـ منيرة الغدير : قراءتك للأمية ودلالاتها تناولت إشكاليات عدة ولكن المقارنات ليست متكافئة بين الهند والمجتمعات الغربية والعربية لأسباب ثقافية معقدة ؟
ج الغذامي : في قراءة المظاهر الثقافية / النسقية يمكننا الوقوف على خصائص الظاهرة بما إنها علامة دالة وتتغير ظرفيا كما تفضلت .
 
سـ غادة البريقي : يقول الشاعر اليكساندر بوب القليل من المعرفة خطر عظيم ، والجاهلية الحقيقية هي الاخذ بقليل من العلم وادعاء المعرفة ؟
ج الغذامي : نعم هذا أحد أسبابها مثله مثل غياب نقد صريح وشجاع للخطاب السائد .
 
سـ بثينة الإبراهيم : المشكلة في قول لا أدري تكمن في طرفين الأول ثقة المتلقي العمياء أحيانا بالعالِم فيُكبر قوله لا أدري مما يجعله يصمه بالجهل تعميما ؟
ج الغذامي : هذا ما يجعلها صعبة وشائكة ولا يقوى عليه سوى ذوي النفوس الكبيرة .
 
سـ مها عبدالله : مع رحلة حصولك على الكتب المفيدة / هل معارض الكتاب سهلت الحصول عليها أم ما زال هناك عوائق لنستعين بمسافر أو الانترنت ؟
ج الغذامي : صارت بطاقة الائتمان تمد لنا طريقا للكتب كما مع أمازون والنيل والفرات وغيرهما .
 
سـ منيرة الغدير : لو علمنا الناس في القرى القراءة والكتابة لاستطاعوا فهم حقوقهم الاجتماعية والسياسية ولعرفت المرأة المسنة على ماذا تضع بصمتها ؟
ج الغذامي : تعلّم أقوام فصاروا شحاذين ورأينا من العوام من هم أعلى صوتا وأصدق عزيمة ، للوعي وجوه لا تحصرها الوسائل .
 
سـ حمود بن محسن : حتى يعزز أحدنا رغبته في القراءة ويفتح شهيته بالتهام الكتب لا بد من وجود صديق يشاركه نفس النهم كما كان حالك مع صديقك السليم ؟
ج الغذامي : للمرحوم محمد السليم فضل علي في إثراء زمني وفي قراءاتي وتنافسي معه ، يرحمه الله كم كان عظيما وقويا وعامر الروح .
 
سـ منيرة الغدير : هل القراءة والكتابة فعل عمومي أم أنها عمل نخبوي وتخصصي ضيق ومحدود ؟
ج الغذامي : في تجربتي الشخصية أجدني أميل إلى النظر إليها بصفتها حيوية فردية ولا أكاد أتصورها غير ذلك .
 
سـ بثينة الإبراهيم : أحرص على تسجيل تاريخ اقتناء الكتاب واسم المكتبة والمدينة، وبخاصة الآن في فترة غربتي، هذا تأريخ للقراءة ؟
ج الغذامي : ستجدين معنى هذا بعد سنين وله طعم حينها وأثر نفسي عميق .
 
سـ منيرة الغدير : رسخ تاريخ الفلسفة تراتبية وعلاقة متعالية ما بين الشفاهي والكتابي مما أثر على معنى العلم والتعلم حاصراً  فهم الأمية بعدم القراءة ؟
ج الغذامي : نعم هذه من معالم فحولية النسق وشعرانيته ، كما تفضلت ولاحظت .
 
سـ منيرة الغدير : قراءتك التحليلية تتداخل مع الحكاية والسيرة الذاتية وكأن فعل الكتابة يستلهم الحكاية الشفوية وينقلها من الحاشية إلى النص ؟
ج الغذامي : تعلمت مع الزمن أن الحكاية هي أعمق الطرق لتوصيل أعقد الأفكار وجربت هذا في قاعة الفصل ثم انتقلت كمنهجية في كتابتي .
 
سـ مها عبدالله : والدتي الله يشافيها .. لديها سرعة في الحساب وحفظ التواريخ وخاصة الميلادية لكل الاقارب والاصدقاء وهي فقط حاصلة على الابتدائية .
ج الغذامي : صحيح وهي مثال على أن مصادر المعرفة متعددة وليست في نماذج محددة .
 
سـ غادة البريقي : ( الادب هو عقل غيرك تضيفه الى عقلك ) احببت هذه المقولة للجاحظ . ومتابعة ذوي الفكر النير في تويتر تمكننا من قراءة عقولهم وافكارهم ؟
ج الغذامي : نعم وهذه من ميزة تويتر على كل الأطراف .
سـ ساره الرشيدان : هل يرسخ التعليم الضعيف حاليا التوجه للشفهية علما أن الغرب اعتنى بيومياته وتاريخه في ظروف وعصور مظلمة ولقرون ؟
ج الغذامي : نحن مع مرحلة زمن الصورة صرنا في ثقافة تخلط الشفاهي بالكتابي بالبصري ، وحضرت كلها دون فواصل .
 
سـ حسين الغامدي : هكذا في معاجم اللغة الجهل ضد العلم .. وهنا محصور بضد العلم الموصل للتوحيد لا غير ؟
ج الغذامي : نحن هنا لا نستعيد ورقات المعاجم ولكننا نصنع رؤانا وأفكارنا ونصوغ مصطلحاتنا .
 
سـ ساره الرشيدان : كيف استطاعت التقنية أن تجمعنا ورسالتها لغوية غالبا رغم ميلنا للشفهية ؟!
ج الغذامي : كل ما هو دال فهو لغة ، واللغة علامات محكية أو مكتوبة أو ممثلة بحركة الجسد ولون السماء وحفيف الهواء ، كلها لغة .
 
سـ منيرة الغدير : ماهي أخبار” حصان الغذامي ” وكم شوطاً قطعنا في علاقتنا بالآلة والتقنية ؟!
ج الغذامي : تعرفين علاقتنا مع الآلة تبدأ بالخوف منها ثم تلين النفوس وتندفع نحوها ،هي هكذا حال الثقافة تحتاج لهزات كي ترى نفسها .
 
في ختام النقاش وبعد أن انتهى وقت المناقشة كتب د. عبدالله الغذامي : شكرا لكم وموعدنا الأحد القادم بحول الله وتحية لمها وحمود صاحبي المقترح الأصلي وكم سعدت بنقاش الليلة وهو حقا خير من موعد العصر .
 

“اليد واللسان”

المفكر السعودي د. عبدالله الغذامي أستاذ النقد والنظرية في جامعة الملك سعود .
طرحح  كتابه  ” اليد واللسان ” الذي يتحدث عن : القراءة والأمية ورأسمالية الثقافة ، ويناقش الفصل الثالث منه  الأمية والمخطوطات والشفاهية الإلكترونية ، اما الفصل الرابع فيتحدث عن : حكايات الكتاب وخدمة الكتاب .
 


تواصل مع الغذامي
 
·   لتحميل نسخة إلكترونية من كتاب اليد واللسان  وكتب اخرى للدكتور عبدالله الغذامي 
على هذا الرابط 
http://t.co/nSgpaIQx
 
·   حساب د. عبدالله الغذامي على تويتر : ( @ghathami ) .
·   الموقع الرسمي لـ د. عبدالله الغذامي www.alghathami.com  .