نشر الممنوع

في مقال منع من النشر
عبدالله المسفر العدواني: أسبوع الإنسانية يا حكومة!

تحت عنوان “أسبوع الإنسانية يا حكومة”..يكتب عبدالله العدواني مقالاً منع من النشر حيث يكتب، متناولاً من خلاله القرار الحكومي بترشيد الإنفاق على العلاج في الخارج.
سبر تنشر المقال والرأي لكم: 
وكأنما الحكومة تتعمد أن تفسد علينا العرس وتفسد علينا الفرحة بتسمية الكويت مركزا انسانيا عالميا وسمو الأمير قائدا للعمل الانساني.. فبينما الاحتفالات تعم الكويت والفرحة تعلو الوجوه تطل علينا حكومتنا الرشيدة بقرارات تقشفية جديدة وتحرم المواطن من مزايا صحية هو احوج ما يكون اليها.
وها هو مجلس الوزراء يعتمد قرارا بالموافقة على اعتماد قيمة جديدة للمخصصات المالية للمرضى الذين يتقرر ارسالهم للعلاج بالخارج ومرافقيهم وبدلا من أن يرتفع حجم هذه المخصصات اتساقا مع الواقع ومع الغلاء الحاصل في كل دول العالم نجد المجلس يقلل من قيمة هذه المخصصات.
مجلس الوزراء يخدعنا بالقول بأن ما اقره من مخصصات هو بما يعادل الحد الاقصى المعمول به في جميع دول مجلس التعاون الخليجي وهو للمريض 75 دينارا و50 دينارا للمرافق الأول وتذكرة سفر فقط للمرافق الثاني.. فهل هذا كل ما تقدمه دول التعاون لمواطنيها؟ ولماذا لا نكون نحن أفضل بعد أن أصبحنا نمتلك خدمات صحية هي أسوأ الموجود في دول التعاون؟
كنا نتوقع من مجلس الوزراء أن يعدل المئة دينار التي تمنح للمريض لتصبح مئة وخمسين لا أن تتراجع إلى خمسة وسبعين.. الناس تتقدم ونحن نتأخر.. الناس تتطور ونحن نتراجع.. الحياة إلى غلاء مستمر ونحن إلى تقشف ولا نحرك ساكنا فإلى متى يا حكومة؟
القرار الحكومي اللا انساني جاء في ظل فوضى العلاج بالخارج وكنا نتوقع أن تتخذ الحكومة اجراءات للحد من الواسطات والمحسوبيات في العلاج بالخارج بدلا من أن تأتي على المواطن المريض حقا والذي يستحق كل عناية ورعاية ودعم معنوي ومادي وطبي.. وكان من المفترض تنظيم وتوحيد اجراءات ومميزات العلاج بالخارج والضوابط اللازمة بالفعل لا الاكتفاء بتخفيض المخصصات المالية فقط.
ونحن نعيش اسبوع الانسانية تخلت الحكومة عن انسانيتها ولم تنظر للإنسان المريض بعين الرحمة والرأفة بل وبسرعة غريبة يخرج هذا القرار كما هو دائما أي قرار ضد المواطن.. بينما القرارات التي في صالح المواطن حبيسة الادراج.
إذا كانت الحكومة تسعى لترشيد النفقات والمحافظة على المال العام فلماذا دائما تكون الشريحة الأولى هي المواطن محدود الدخل البسيط؟ ولماذا يكون القرار متعلقا بأمر غاية في الحساسية وإنساني بحق؟ وأين أنتم من أصحاب المليارات الذين مصوا دماء الشعب والدولة؟؟
للأسف يا حكومة كل يوم تثبتين فشلك الذريع وأنك لا تمتلكين أي رؤية أو حكمة وتتعاملين بحدة مع الامور فإما تتركين الأمر برمته وتفتحيها بحري أو تغلقي صنابير المياه التي تروي عطش المواطنين بشكل كامل.. وتكون افعالك مستغربة ومستهجنة.
هل سألت الحكومة نفسها كم ستوفر من هذا القرار وكم عدد الذين يعالجون بالخارج لتنظر كم ستوفر على خزينة الدولة؟ هل نظرت الحكومة للمال العام المهدر بالملايين في وزارات الدولة على بنود الترف والتنفيع وحسبت كم ستوفر إذا ما حدت من هذه البنود؟ هل نظرت الحكومة للمناقصات والأوامر التغيرية التي يحترفها بعض شركات الهوامير وحسبت كم ستوفر إذا ما لغت هذه الاوامر بل اين خطة التنميه و37 مليار التي ذهبت مع الرياح؟
نعم حاليا هناك بعض النواب يطالب الحكومة بالعدول عن هذا القرار ولكننا نطالب جميع النواب بتوحيد الجهود والمطالبة الجماعية بالعدول عن هذا القرار غير الانساني مع الاصرار على تحسين الخدمات الصحية في الداخل.. فالصحة تاج على رأس الإنسان وهي أعز ما يملك.