اقتصاد

برميل النفط المحلي خسر نحو 90 دولارا منذ يونيو 2014

قال محلل نفطي كويتي إن سعر برميل النفط الكويتي خسر نحو 90 دولارا منذ أن كان في أعلى مستوياته في يونيو 2014 عندما سجل 109 دولارات ليتراجع أمس إلى 14ر19 دولار للبرميل.
وأضاف المحلل النفطي محمد الشطي أن هذه المرة الأولى التي يهبط فيها برميل النفط تحت 20 دولارا منذ يناير 2002.

وعزا بلوغ الأسعار هذا المستوى المتدني إلى استمرار تخمة المعروض وزيادة الانتاج وعوده النفط الإيراني للسوق النفطي وكذلك ارتفاع مخزون النفط الأمريكي.
وذكر أن هبوط أسعار النفط لما تحت 20 دولارا للبرميل تشير إلى إمكانية بلوغها 15 دولارا مبينا أن تسارع وتيرة هبوط أسعار النفط الخام أوقع المراقبين في حيرة وجعل مهمة توقع مستويات الأسعار ربما تكون في حكم الاستحالة في ظل المتغيرات المتلاحقة.

وأوضح أن توقعات ارتفاع واردات النفط الخام إلى الولايات المتحدة الأمريكية تسببت كذلك في انهيار الأسعار مستفيدة الفروقات الحالية ما بين خام (برنت) والنفط الأمريكي وهو ما يعني ارتفاع المخزون وسط ضعف الطلب في ظل اعتدال فصل الشتاء في أمريكا وأوروبا مقارنة بالسنوات الماضية.

وبين الشطي أن الأسعار اليومية للنفط لا تعني شيئا عند قياس حجم الخسائر على الإيرادات لافتا إلى أن الأسعار السنوية “هي التي تؤخذ في الاعتبار من أجل التحليل والتقييم”.

وأضاف في هذا السياق أن سعر النفط الخام الكويتي هبط من 104 دولارات في عام 2013 الى 95 دولارا للبرميل في عام 2014 ثم إلى 46 دولارا خلال العام الماضي.

وأفاد بأن السبب الرئيسي لضعف أسعار النفط وتدنيه إلى مستويات لم يشهدها السوق منذ عام 2002 هو الزيادة الكبيرة في امدادات النفط في السوق خلال عام 2014 والتي كانت من خارج منظمة (أوبك) موضحا أن حصة (أوبك) من هذا الزيادة بلغت 50 في المئة في عام 2015.

وذكر في هذا الاطار أن الطلب العالمي على النفط ارتفع بواقع مليون برميل يوميا في عام 2014 بينما جاء ارتفاع الامدادات من خارج (أوبك) بواقع 4ر2 مليون برميل يوميا والتي يعد معظمها من النفط الصخري والتحولات في السوق الأمريكية والتي استفادت من بقاء أسعار النفط نحو 110 دولارات للبرميل بين العامين 2010 و2014 والتكنولوجيا وظروف اخرى.

وأشار إلى ارتفاع الطلب العالمي على النفط بواقع 5ر1 مليون برميل يوميا العام الماضي مستفيدا من ضعف الأسعار والتي ساعدت في تحفيز الطلب العالمي في البلدان المستهلكة وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية مع انخفاض أسعار الجازولين بشكل كبير بينما ارتفعت الامدادات من خارج (أوبك) بوتيرة أقل عند 4ر1 مليون برميل يوميا.

وأفاد بأن انتاج (أوبك) ارتفع من 1ر30 مليون برميل يوميا في عام 2014 إلى 1ر31 مليون برميل يوميا في عام 2015 وبزيادة مقدارها مليون برميل يوميا ليرتفع فائض المعروض بالسوق إلى 900 ألف برميل يوميا “وهو ما يعني ارتفاع المخزون للعام الثاني على التوالي بأعلى مستويات” مقارنه بالسنوات الخمس الماضية بالنسبة للبلدان الصناعية بما يفوق 270 مليون برميل.

وقال الشطي إن وتيرة هبوط أسعار النفط زادت بداية من الربع الأخير من العام الماضي وحتى الشهر الجاري وذلك جراء عدة أسباب والتي سترسم كذلك مستقبل أسعار النفط خلال هذا العام.
وأضاف أن هذه الأسباب هي أن اعتدال فصل الشتاء في أمريكا وأوروبا أسهم في ضعف الطلب العالمي على النفط الأمر الذي تسبب في استمرار ارتفاع المخزون النفطي العالمي ويزيد الضغوط على الأسعار فضلا عن تباطؤ نمو الاقتصاد الصيني وضعف العملة الصينية وتأثر البورصة الصينية والبورصات العالمية.

وذكر أن السماح بتصدير النفطين الإيراني والأمريكي للأسواق العالمية يعد كذلك من الأسباب التي أثرت على الأسعار إلى جانب هبوط في مراكز المضاربين في الأسواق الآجلة لعقود النفط الخام.

وحول توقعاته خلال العام الحالي أفاد الشطي بأن الطلب العالمي على النفط سيستمر بالتعافي بمقدار 25ر1 مليون برميل يوميا بينما ستنخفض الإمدادات من خارج (أوبك) لأول مرة منذ سنوات بواقع 480 ألف برميل يوميا مع ارتفاع الطلب على نفط (أوبك) بمقدار 770 الف برميل يوميا “وهو ما يكفي لاستيعاب عودة النفط الإيراني للسوق في ظل توقعات بارتفاع انتاج النفط العراقي.
وقال إن وكاله الطاقة الدولية أشارت في تقريرهاالمنشور خلال الشهر الجاري إلى وجود اختلال في ميزان الطلب والعرض للعام الثالث على التوالي بواقع مليون برميل يوميا رغم هبوط الامدادات النفطية من خارج الأوبك لأول مره منذ سنوات.

وبين أن مؤشرات الإصلاحات التي يسعى إليها المنتجين من خلال رفع الدعومات ستؤثر على مستويات الطلب وستؤدي الى ضعف نسبي في معدل تعافي الطلب العالمي على النفط خلال عام 2016.

وأوضح أن أسعار النفط ستشهد ضعفا خلال معظم العام الجاري “لكنها تتعافى بشكل طفيف وتدريجي في الربع الاخير” لافتا إلى أن نطاق تحرك أسعار نفط الإشارة (برنت) سيكون ما بين 30 و60 دولارا للبرميل وذلك على حسب اساسيات السوق وتحفيز نشاط الحفر في انتاج النفط الصخري بالولايات المتحدة.

وأكد الشطي أن تصريف النفط الخام يتم على أساس عقود سنوية طويلة الاجل تضمن منافذ آمنة وتقلل من إمكانية خسارة الأسواق “ولكنها لا تضمن التنافس”وبالتالي أية نفوط إضافية ستواجه صعوبة في تصريفها مع ارتفاع المخزون الى مستويات قياسية فضلا عن عدم تنامي الطلب بشكل كافي.

وتوقع هبوط أسعار نفط الإشارة برنت إلى 25 دولارا للبرميل مع ارتفاع انتاج ومبيعات النفط الإيراني لافتا الى أنه من المتوقع كذلك بلوغها 20 دولارا للبرميل في حال استمرار اعتدال درجات حرارة فصل الشتاء وضعف الطلب الموسمي على النفط.
وأضاف في هذا الاطار أن سعر النفط الكويتي سيكون في حدود 15 دولارا للبرميل بافتراض الفروقات عند 5 دولارات للبرميل بينه وبين نفط خام الإشارة مزيج برنت.