عربي وعالمي

مواجهات في عاصمة الغاز الإيراني.. والضحايا عرب

تجدد التوتر بين النظام الإيراني وسكان إقليم بوشهر الذي تقطنه غالبية سنّية في جنوب البلاد، وذلك إثر احتجاجات شعبية اندلعت في منطقة عسلوية التابعة للإقليم التي تضم أضخم منشآت الغاز في جنوب إيران.

فقد اندلعت مواجهات واسعة بين متظاهرين وقوات الأمن في بوشهر أمس غداة مقتل شاب عربي برصاص الأمن إثر تلاسن بينه وبين خفر السواحل في الميناء عندما كان في طريق عودته من سفينة صيد للأسماك.

وأضافت المصادر أن الشرطة فتحت نيرانها على غاضبين نظموا وقفة احتجاجية إثر الحادث، مما دفع بالمتظاهرين إلى إضرام النار في عربات تابعة للشرطة. وأكدت منظمة «هرانا» الحقوقية الإيرانية، نقلاً عن شهود عيان، أن عددًا من المتظاهرين أصيبوا بنيران قوات الأمن خلال المواجهات. وتابعت المصادر أن الاحتجاجات توسعت بعد قمع وقفة «تجمع سلمي» أمام مركز للشرطة في عسلوية، ووفقا لإحصائية أولية فإن رصاص الشرطة أصاب 5 متظاهرين، حالة اثنين منهم حرجة بسبب خطورة الجروح.

وذكر موقع «علوم الدار» الذي يهتم بنشر أخبار العرب في الساحل الشرقي للخليج العربي، عبر حسابه في شبكة «تلغرام»، أن السلطات أعلنت حالة الطوارئ أمس، واستدعت وجهاء المنطقة والشيوخ إلى اجتماع مشترك مع المسؤولين المحليين للسيطرة على الأوضاع الأمنية، وإعادة الهدوء إلى المناطق المضطربة.

ووفقا للموقع، فإن المحتجين طالبوا بـ«إقالة المسؤولين الأمنيين في المدينة ومحاكمة المسؤولين عن الحادث، ووضع حد لتجاوزات الجهات الأمنية». ويعد ميناء منطقة عسلوية من أهم المراكز الاقتصادية، حيث يستقر فيها أكبر منشآت لتصدير الغاز في إيران، بسبب القرب من حقل غاز الشمال المشترك بين إيران وقطر في الخليج العربي.

وارتبط اسم ميناء عسلوية خلال العام الماضي بالإضرابات العمالية الواسعة، احتجاجا على الأوضاع المعيشية وتأخر السلطات في دفع الرواتب. كما أن سكان المنطقة يتهمون السلطات بتهميش أبنائهم في الوظائف والاعتماد على الوافدين من المناطق الإيرانية الأخرى، في محاولة للإخلال بالتركيبة السكانية.

ويواجه سكان المنطقة، كغيرهم من الأحوازيين العرب وأبناء القوميات الأخرى في إيران، مضايقات السلطات بسبب انتمائهم المذهبي والعرقي، كما تحرمهم السلطات من ممارسة الشعائر الدينية والتواصل مع أقاربهم في دول مجلس التعاون الخليجي، فضلا عن فرض رقابة أمنية مشددة على أبناء المنطقة.