عربي وعالمي

انتخابات حاسمة ببرلين تقرر مستقبل ميركل

يتوجه نحو 2.5 مليون من سكان برلين إلى صناديق الاقتراع اليوم الأحد، للإدلاء بأصواتهم في انتخابات يتنافس فيها 21 حزبا و927 مرشحا، لاختيار نواب البرلمان المحلي للعاصمة الألمانية وإدارات وعمد الأحياء الـ12 التي تتشكل منها.
واتسمت الحملة الانتخابية هذه السنة -بحسب تقديرات المراقبين- بالهدوء مقارنة بالانتخابات الأخيرة قبل أربعة أعوام، واحتلت مكان الصدارة في هذه الانتخابات قضايا إدماج اللاجئين والارتفاع الحاد في إيجارات المساكن، والحاجة لتحسين مستوى الأمن، وتنظيم الإدارات المحلية للمدينة التي تمثل في الوقت نفسه ولاية، والمطالبات بزيادة عدد الطرق المخصصة لسير الدراجات في شوارع برلين.
وتمثل انتخابات العاصمة الألمانية اليوم حدثا مهما قد يكون علامة فارقة في المشهد السياسي الألماني بعد الانتخابات المحلية المماثلة التي جرت قبل أسبوعين في ولاية ميكلنبورغ فوربومرن المجاورة، والتي حقق فيها حزب “البديل من أجل ألمانيا” اليميني نتيجة كاسحة بفوزه في المرتبة الثانية بعد الحزب الاشتراكي الديمقراطي، متقدما في تطور لافت على الحزب المسيحي الديمقراطي الذي تترأسه المستشارة أنجيلا ميركل، والذي مني بهزيمة ساحقة بهذه الانتخابات.

ظلال قاتمة
ومن شأن هزيمة الحزب المسيحي في انتخابات اليوم ببرلين أن تلقي بظلال قاتمة على المستقبل السياسي للمستشارة أنجيلا ميركل التي تتعرض لانتقادات حادة من أحزاب المعارضة وحتى من صفوف حزبها وشريكه المسيحي الاجتماعي الحاكم بولاية بافاريا الجنوبية الغنية، بسبب سياساتها بشأن اللجوء التي أدت لاستقبال ألمانيا أكثر من مليون لاجئ -معظمهم سوريون- العام الماضي.
وأظهرت نتائج استطلاعات جرت قبل وقت قليل من انتخابات برلين، احتمال فوز الحزب الاشتراكي الذي يقود الائتلاف الحكومي الحالي بولاية العاصمة، بنسبة تتراوح بين 21 و24% من أصوات الناخبين.
وعبّر رئيس حكومة برلين المحلية الحالي المرشح الرئيسي للحزب الاشتراكي بالانتخابات ميشيل موللر، عن عدم تفضيله تشكيل حكومة جديدة بالائتلاف مع شريكه الحالي الحزب المسيحي الديمقراطي، وهو ما يفتح الباب أمام احتمال بات مرجحا لتشكيل حكومة يسارية تضم الحزب الاشتراكي والخضر واليسار.
كما توقعت تقديرات الاستطلاعات مشاركة واسعة في انتخابات برلين المحلية تزيد على 60% من الناخبين، حيث أظهرت احتمال فوز الحزب المسيحي الديمقراطي والخضر واليسار، بالمراتب الثانية والثالثة والرابعة بهذه الانتخابات، وتوقعت حصول “البديل من أجل ألمانيا” على نسبة تتراوح بين 10 و15% من أصوات الناخبين البرلينيين.
وسيكون حزب البديل المعادي للوحدة الأوروبية واليورو واللاجئين والإسلام -حال فوزه بانتخابات برلين اليوم- قد دخل البرلمانات المحلية في عشر ولايات من الولايات الـ16 الألمانية، وهو ما سيعزز احتمالات وصوله -لأول مرة منذ تأسيسه عام 2013- إلى البرلمان الألماني (البوندستاغ) بالانتخابات العامة المقررة الخريف القادم.