عربي وعالمي

حلب.. توقف عمليات الإجلاء وتهديد باستهداف المدنيين

علقت ظهر الجمعة عمليات إجلاء المدنيين والمصابين التي كانت بدأت الخميس واستمرت خلال ساعات الليل وحتى صباح الجمع، بحسب ما أكد ناشطون سوريون لقناة العربية. إلى ذلك أكد مسؤول بمنظمة الصحة العالمية في حلب توقف عمليات الإجلاء، وقال إنه تم ابلاغ المنظمة والصليب الأحمر والهلال الأحمر بضرورة مغادرة المنطقة مع الحافلات وعربات الإسعاف.

وحول أسباب توقف عمليات الإجلاء، أفادت مصادر مطلعة للعربية أن جبهة فتح الشام وأحرار الشام منعتا إخراج 4000 شخص من بلدتي كفريا والفوعة. في حين هددت ميليشيات إيرانية باستهداف المدنيين ما لم يتم اخراج هؤلاء من البلدتين الشيعيتين.

تناقض في رواية النظام وميليشياته
من جهته، قال مسؤول في النظام السوري يشرف على الإجلاء، إنه تم تعليق عمليات الإجلاء من شرق حلب بسبب “عراقيل، ولعدم احترام المسلحين لشروط الاتفاق”، بحسب تعبيره.

في حين ادعت “الإخبارية” السورية التابعة للنظام، أن مقاتلي حلب يريدون اصطحاب “أسرى” معهم، ما اعتبر انتهاكاً للاتفاق. أما التلفزيون السوري التابع للنظام فقال إن المقاتلين أطلقوا النار على منطقة معبر الراموسة.

في المقابل، جاء الإعلام الحربي لميليشيات حزب الله ليظهر الرواية المتناقضة للنظام، إذ أفاد أن محتجين من بلدتي كفريا والفوعا أغلقوا معبر الراموسة، ويطالبون بعملية إجلاء المصابين والجرحى من البلدتين.

إلى ذلك، نقلت وكالة رويترز عن شهود عيان قولهم، إنهم سمعوا دوي انفجارات في موقع وجود الحافلات في شرق حلب.

وكانت عملية إجلاء المدنيين، التي بدأت صباح الخميس من شرق حلب، واستمرت ليلاً حتى ساعات الصباح الأولى الجمعة (السادسة والنصف تقريباً)، وسط جهود دولية لإصدار قرار إنساني في مجلس الأمن – الذي يعقد جلسة طارئة الجمعة – يضمن أكبر قدر من السلامة والحماية للخارجين من جحيم المدينة المنكوبة.

وفي هذا السياق، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزارة الدفاع في موسكو قولها في وقت سابق الجمعة، إن عملية إجلاء المدنيين والمسلحين من شرق حلب في سوريا ستتواصل اليوم الجمعة. ونسبت الوكالة إلى الوزارة القول إن أكثر من 6400 شخص بينهم أكثر من 3 آلاف مقاتل تم إجلاؤهم خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار.

في حين قال وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، اليوم الجمعة، إنه تم إجلاء ما يقرب من 8000 مدني، وإن قافلة سادسة حالياً “في الطريق لبلوغ بر الأمان”. وأضاف مغرداً على تويتر أنه تم إجلاء أكثر من 7000 مدني في أول خمس قوافل.

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أفاد أن الدفعات الثلاث نقلت بعض المقاتلين من فصائل المعارضة، بالإضافة إلى المدنيين والجرحى.

في المقابل، كشف المستشار القانوني للجيش السوري الحر، أسامة أبو زيد، في تصريح لـ”العربية” مساء الخميس أن المقاتلين سيكونون آخر من يخرج من شرق حلب، مشيراً إلى أن الأولوية الآن للمدنيين وخاصة الأطفال والنساء والجرحى.

وخرجت الدفعة الثالثة نحو الريف الحلبي، قادمة من مربع سيطرة الفصائل المعارضة عبر مناطق سيطرة قوات النظام، مروراً بمعبر العامرية – الراموسة، وذلك ضمن الاتفاق التركي – الروسي، الذي استؤنف الخميس بعد عرقلة إيرانية، حيث ربطت إيران والنظام خروج المدنيين من أحياء حلب المحاصرة بخروج جرحى ومصابين من بلدتي الفوعة وكفريا، ويقوم هذا الاتفاق على خروج آلاف المقاتلين مع الآلاف من عوائلهم ومن المدنيين الراغبين بالخروج من المربع المتبقي تحت سيطرة الفصائل، في القسم الجنوبي الغربي من أحياء حلب الشرقية.

نحو 2200 في الدفعتين الأولى والثانية
وكان المرصد أفاد في وقت سابق الخميس أن القوافل التي تحمل الدفعتين الأولى والثانية، وهم نحو 2200 من الخارجين من مربع سيطرة الفصائل نحو الريف الحلبي، والتي تتضمن أكثر من 200 حالة مرضية وجرحى مع المئات من أسرهم ومن المدنيين من الراغبين بالخروج من المربع الخاضع لسيطرة الفصائل بالقسم الجنوبي الغربي من الأحياء الشرقية لمدينة حلب، على متن عشرات الحافلات وسيارات الإسعاف، وصلت إلى منطقة الراشدين الرابعة الواقعة إلى الغرب من مدينة حلب.
فيما قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيان لها، إن نحو 3000 مدني وأكثر من 40 مصاباً من بينهم أطفال تم إجلاؤهم من شرق حلب الخميس في جولتين من الإجلاء.

مشهد يحطم القلوب
إلى ذلك، أعلنت مديرة بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ماريان غاسر، أن عملية الإجلاء قد تستمر عدة أيام، وأضافت في بيان الخميس أن مشهد وصول المهجرين إلى بلدة العامرية “كان يحطم القلوب”، وتابعت “الناس يواجهون خيارات مستحيلة، تستطيع أن ترى الحزن في أعينهم”.
وأفادت غاسر “كان هناك في البداية إطلاق نار قبل دخولنا شرقي حلب لبدء عملية الإجلاء الأولى. وحتى اللحظة الأخيرة، لم يكن يبدو أننا سنتمكن من الدخول. استخدمنا رافعة لإزالة بعض الحطام من الشارع حتى تتمكن سيارات الإسعاف والحافلات من المرور. كانت هناك سيارات محترقة ودخان يتصاعد من المباني المجاورة. الخوف وعدم اليقين كانا عنواني المشهد”.
وأضافت “عندما وصلنا، كان المشهد يدمي القلب. فالخيارات أمام الناس كلها صعبة ومستحيلة. وترى عيونهم تفيض حزنًا. كان الأمر مؤلمًا للغاية. لا أحد يعرف أعداد من بقوا شرقي المدينة، وعمليات الإجلاء قد تستغرق أيامًا. ولذا سوف نستمر في العمل جنبًا إلى جنب مع الهلال الأحمر كوسيط محايد، ونقدم المساعدة لأكبر عدد ممن يحتاجون إليها”.

الوسوم