عربي وعالمي

احتلت عناوين الصحف الأمريكية منذ أسبوعين
تأخرت خارج المنزل فزعمت أنها تعرضت لاعتداء عنصري.. والداها عاقباها بحلق شعرها

اتهمت السلطات القضائية في أمريكا فتاة مسلمة بالكذب وتضليل الشرطة بعدما زعمت تعرضها لاعتداء عنصري من قبل ثلاثة من مؤيدي الرئيس الأمريكي المنتخب ترامب في قطار بمانهاتن.

وظهرت الفتاة المسلمة (من أصول مصرية) في المحكمة بمانهاتن حليقة الشعر، كعقاب من والديها اللذين اعتبرا أنها جلبت لهما العار، بعد اعترافها بالكذب على الشرطة؛ لإخفاء سبب تأخُّرها في العودة إلى البيت، واكتشفت الأسرة أن الفتاة كانت برفقة شاب وخرجت معه لاحتساء الخمر، وفقًا لصحيفة “نيويورك ديلي” الأمريكية، الجمعة (15 ديسمبر 2015).

وكانت قصة تعرُّض الفتاة للاعتداء العنصري من قبل 3 من مؤيدي ترامب وهم في حالة سكْر، كما زعمت؛ احتلت عناوين الصحف الأمريكية منذ أسبوعين، بعد أن كتبت الفتاة القصة المختلقة على صفحتها في موقع “فيس بوك”، وتوجهت إلى الشرطة لتقديم شكوى.

وقالت الصحيفة إن الشرطة بدأت تحقيقات موسعة في جريمة كراهية، كما فرَّغ أفراد الشرطة كاميرات المراقبة وأجروا تحريات كبيرة استغرقت وقتًا وجهدًا كبيرين للتعرُّف إلى الجناة، وبعد ذلك تم استدعاؤها مرةً أخرى لمزيد من التحقيقات حول أوصاف المتهمين، فانهارت واعترفت أنها اختلقت القصة؛ حتى لا يكتشف والداها السبب الحقيقي لتأخُّرها.

وكانت الطالبة زعمت في روايتها أنها “كانت متوجهة إلى منزلها، عندما اعترضها 3 رجال، يبدو أنهم مخمورون، في القطار، ووجهوا إليها إهانات لفظية، وأخذوا يتحدثون عن ترامب، وأنه ليس لها مكان في الولايات المتحدة بعد الآن”.

وأضافت الطالبة التي تدرس الاقتصاد، أن الرجال الثلاثة تمادوا في عنصريتهم، وبلغ الحد بهم أن حاولوا نزع حجابها عن رأسها، لكنها تمسَّكت به وبدأت تصرخ في وجوههم.

وتابعت الطالبة (المولودة في نيويورك)، أن الأمر الصادم لها أنْ لا أحد من الركاب في القطار تدخَّل وساعدها، أو دافع عنها ولو بكلمة، بل ظل الجميع يحملقون فيها ولا يحركون ساكنًا حتى هرب الرجال الثلاثة.

وقالت إنهم ظلوا يقولون كلمات لها علاقة بالرئيس المنتخب دونالد ترامب، والإرهاب، وأشياء من هذا القبيل، ويقولون: “اذهبي إلى الجحيم، ليس لك مكان في هذه الدولة”، قبل أن تتراجع الفتاة عن كل هذه الأقوال وتؤكد اختلاقها.

من جانبهم، سارع أنصار ترامب إلى استغلال اعتراف الفتاة بتلفيق قصة الاعتداء عليها، إلى تأكيد كذب من يزعمون من المسلمين تعرُّضهم لحوادث شبيهة منذ انتخاب ترامب للرئاسة الأمريكية، كما حاولوا تحقيق مكسب سياسي على حساب الفتاة، لافتين إلى أن زيف قصتها يضرب مصداقية أنصار هيلاري كلينتون المرشحة الرئاسية السابقة، ويصب في صالح الدعم المعنوي لترامب.