عربي وعالمي

تحليل اخباري: ترامب يُنجز مهمة كوريا.. ويتفرغ لإيران

شكَّلت قمة سنغافورة التي جمعت دونالد ترامب وكيم جونغ أون التي كانت مستحيلة قبل أشهر قليلة حدثاً عالمياً سيخلق تداعيات كبيرة على المشهد الدولي.
والبيان المهم الذي خرجت به القمة سيعطي الرئيس الأميركي فرصة ذهبية للقول إن سياسة القوة والتهديد التي استخدمها مع بيونغ يانغ أثمرت نتائج ملموسة.
صحيح أن نزع السلاح النووي من بيونغ يانع لن يتم في اجتماع واحد، بل عبر عملية مطولة قد تمتد سنوات، لكن ترامب نجح في إنهاء التهديد النووي الكوري الشمالي، وفي المقابل نجح كيم جونغ أون – الذي يمثل الجيل الثالث من السلالة الحاكمة في كوريا الشمالية- في إضفاء شرعية على نظام حكمه وأنهى عزلة بلاده المستمرة منذ عشرات السنين واستطاع الحصول على ضمانات أمنية.
وإذ نحتاج أشهراً عدة لنتبثت من نجاح القمة لأنها تتعلق ببرنامج نووي معقد للغاية، سيزيل الرئيس دونالد ترامب عن كاهله واحداً من أصعب الملفات التي واجهته، وكادت تتسبب بحرب نووية، ليتفرغ للملف النووي الإيراني، وقد أعرب في مؤتمره الصحافي أمس عن أمله أن يعود الإيرانيون «لبحث صفقة جَدِّية في الوقت المناسب بعد فرض عقوبات».
وبات واضحاً أن الإدارة الأميركية الجديدة تنظر إلى إيران على أنها التحدي الأكبر، فالخلاف مع كوريا الشمالية يتعلق بالملف النووي فقط، بينما إيران تشكل الخطر الأكبر بالنسبة لأميركا ليس بسبب برنامجها النووي فقط وإنما بسبب إثارتها حالةً من عدم الاستقرار في جميع أنحاء الشرق الأوسط وتهديداتها المستمرة لحلفاء واشنطن.
ومن هذا المنطلق فقد يلجأ الرئيس الأميركي إلى اعتماد إستراتيجية بخصوص إيران تعتمد على ما يلي:
1 – زيادة الضغوط الاقتصادية على ايران والتصدي للجهود الأوروبية الساعية إلى إنقاذ الاتفاق النووي الذي أعلن الانسحاب منه.
2 – محاولة تشتيت الموقف الأوروبي من خلال التمسك بنظرية نجاح الضغوط على كوريا الشمالية وإمكان تطبيق الأمر نفسه مع إيران.
3 – التصدي المتصاعد لإيران وأداوتها في المنطقة وربما إعطاء الضوء الأخضر لإسرائيل للقيام بهذا الدور.
في المقابل، ستراقب إيران مدى نجاح مخرجات قمة سنغافورة وانعكاسها على مستقبل اتفاقها النووي، ومع توقع تصاعد الضغوط الأميركية عليها في المرحلة المقبلة فستلجأ إلى أحد الخيارين: إما التراجع وتقديم التنازلات في ما يتعلق ببرامجها النووية والبالستية إضافة إلى أدوارها الإقليمية، وإما أن ترتكب أخطاء قاتلة مثل استئناف برنامجها لتخصيب اليورانيوم أو الانخراط بشكل أكبر في أزمات المنطقة وهذا الأمر سيقود حتماً إلى صدام مباشر مع أميركا وإسرائيل واندلاع حرب يقول البعض إن الصقور الذين يقودون الإدارة الأميركية حالياً يدفعون باتجاهها ويرون أن الدبلوماسية ليست خيارًا متاحًا مع طهران.