عربي وعالمي

تركيا تختار بين إردوغان ومنافسه الأتاتوركي

تجه الناخبون الأتراك اليوم للإدلاء بأصواتهم في أول انتخابات رئاسية وتشريعية متزامنة في تاريخ البلاد، دعا إليها الرئيس التركي المحافظ رجب طيب إردوغان، قبل عام من موعدها المقرر، على أمل الفوز بولاية جديدة من الدورة الأولى، والحصول على أغلبية برلمانية قوية.

وشهدت الحملة الانتخابية منافسة قوية، غير معهودة منذ سنوات، خصوصاً بين إردوغان وحزب “العدالة والتنمية” الإسلامي المحافظ من جهة، وأربعة أحزاب معارضة متنوعة أيديولوجياً، يقودها حزب “الشعب الجمهوري” العلماني الأتاتوركي، من جهة أخرى.

ويتنافس في الانتخابات الرئاسية 6 مرشحين، أبرزهما إردوغان ومرشح “الشعب الجمهوري” محرم إنجيه، الذي فاجأ الجميع بإثبات نفسه كشخصية تتمتع بكاريزما عالية، محولاً الحملة إلى مبارزة بينه وبين إردوغان.

وفي الانتخابات التشريعية، يتنافس “تحالف الشعب”، الذي يضم “العدالة والتنمية” مع حزب “الحركة القومية” اليميني المتشدد، و”تحالف الأمة”، الذي يضم “الشعب الجمهوري” وثلاثة أحزاب معارضة، بينما يخوض “الشعوب الديمقراطية” الكردي الانتخابات منفرداً.

وحتى أمس، ظل إردوغان الأوفر حظاً للفوز بالرئاسة، وفقاً للاستطلاعات، لكنه قد لا يتمكن من تجاوز حاجز الـ50 في المئة المطلوب للفوز من الجولة الأولى، ومن المرجح أن يكون إنجيه منافسه في حال إجراء جولة إعادة في 8 يوليو. لكن السيناريوهات كلها لا تزال مطروحة، بما في ذلك خسارة “العدالة والتنمية” الغالبية.

وانتهت أمس الحملات الانتخابية، وشهدت مدينة إسطنبول، أكبر مدن البلاد من حيث عدد السكان، مؤتمرات انتخابية كبيرة.

وأعلن إنجيه، أمس، أن 5 ملايين شخص حضروا تجمعه، ورسم صورة قاتمة لتركيا إذا فاز إردوغان، مشيراً إلى أن عملتها ستبقى ضعيفة، بينما ستواصل الأسعار ارتفاعها، في ظل غياب حل لمشكلة وجود 3.5 ملايين لاجئ سوري.

وأجرى إردوغان سلسلة من التجمعات الأصغر في إسطنبول، شهدت مشاركة كبيرة أيضاً، وقال أمام حشد في حي اسن يورت في إسطنبول “إن شاء الله سنتمكن مساء الغد من اختبار هذه السعادة معاً. هل أنتم مستعدون لتحقيق النصر؟”.

وحاول الاستخفاف بإنجيه، وهو أستاذ فيزياء سابق، لم يتول منصباً رسمياً رغم شغله مقعداً نيابياً طوال 16 عاماً، بقوله “أن يكون شخص أستاذ فيزياء شيء، وأن يدير بلداً شيء آخر”.

وأمس الأول، قال إردوغان متحدثاً عن الفترة التي قضاها في منصبه: “أخوكم الآن هو واحد من أطول القادة حكماً في الجمعية العامة للأمم المتحدة… نعم حكمت لفترة طويلة”.