اقتصاد

مبادرة الحزام والطريق الصينية: “فخ أم فرصة” للدول العربية؟

ناقشت صحف عربية قمة مبادرة “الحزام والطريق” التي تستضيفها العاصمة الصينية، بكين، وشارك فيها رؤساء دول وحكومات وممثلو 37 دولة.

وتناولت الصحف أهمية المبادرة وأبعادها السياسية خاصة فيما يتعلق بدول الشرق الأوسط، كما تطرق بعض المعلقين إلى الانتقادات التي توجه لها.

وتقوم مبادرة الحزام والطريق، التي أطلقتها الصين عام 2013، على فكرة طريق الحرير التجاري في القرن التاسع عشر والذي ربط الصين بالعالم، وتهدف إلى توسيع التجارة العالمية من خلال إنشاء شبكات من الطرق والموانئ والمرافق الأخرى عبر بلدان عديدة في آسيا وإفريقيا وأوروبا.

وحضر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين اجتماعات القمة التي استمرت يومين.

في صحيفة النبأ الإلكترونية العراقية، وصفت ندى علي المبادرة بأنها “المشروع الأكثر طموحاً للرئيس الصيني”، موضحة أن المشروع “يأخذ بعداً سياسياً”.

وأشارت الكاتبة إلى “محاولات الصين لمد خط استراتيجي وشراكة استراتيجية تعرف بطريق الحرير الجديد من الشرق باتجاه أوروبا مرورا بإيران وتركيا، وكان هذا الخط يعتمد على ما تسميه إيران بمحور المقاومة لكن الآن تغيرت الاستراتيجيات”.

وأضافت أن: “بقاء تأثير الولايات المتحدة على الشرق الأوسط يعتمد على عدم مد هذه الشراكة وهذا الخط”.

وأشاد عبد الباري عطوان في صحيفة رأي اليوم اللندنية بالتجربة الصينية إذ قال: “رِهان بعض الدول العربيّة على أمريكا رهان خاسر، لأنّها تراهن على الماضي، ولا تملك الرؤية الصحيحة والثاقبة للمستقبل، والمستقبل في وجهة نظرنا هو المارد الصيني الذي بدأ يخرج بقوة من قمقمه وينافس لاحتلال مكانة عالمية متقدمة، بعد أن أكمل بناء بنى تحتيّة اقتصاديّة صلبة”.

وأضاف: “التجربة الصينيّة بجوانبها كافة، السياسية والاقتصادية والاجتماعية، تستحق الدراسة ومحاولة الاقتداء بمعظم جوانبها، والبداية في تعلّم اللغة الصينية الطّريق الأقصر في هذا المِضمار”.

أبدت الصحف الإماراتية والمصرية على وجه الخصوص تفاؤلاً حيال المبادرة وتعاون الصين مع الدولتين.

وقالت افتتاحية صحيفة البيان الإماراتية: “تعمل الإمارات في إطار هذه الرؤية على أن تصبح محطة حيوية على طريق الحرير، بالاعتماد على ما تتمتع به من مزايا نوعية، بما في ذلك امتلاكها بنى أساسية فائقة الحداثة وبيئة تشريعية وقانونية تحفز على نمو وازدهار الأعمال”.

ورأى أكرم القصاص في صحيفة اليوم السابع المصرية أن “الصين تبشر بمصالح مشتركة لدول العالم، ولا تكتفى فقط بالتوقف عند منافسة تقليدية، مع الغرب والولايات المتحدة على رأسه”.

من جهة أخرى، أبرزت صحيفة الشرق الأوسط اللندنية الانتقادات التي توجه للمبادرة الصينية، حيث قالت: “دافع الرئيس الصيني عن مبادرته المتهمة خصوصا بأنها ‘فخ ديون’ للدول الفقيرة مؤكداً أنها مجموعة مشاريع تخدم البيئة وقابلة للاستمرار مالياً بلا فساد. لكن منتقديه يتهمونه بأنه يعمل على تعزيز مواقع ونفوذ الشركات المتمركزة في الصين بشكل أساسي، لكنه في الوقت نفسه ينصب ‘أفخاخاً من الديون’ للبلدان التي تستفيد من قروض تمنحها المصارف الصينية”.