دعت الكويت الى ضبط النفس والتهدئة والامتناع عن استخدام العنف خلال المظاهرات بالعراق معربة عن الامل بأن يتجاوز العراق الظروف الاستثنائية التي يمر بها وان تعود الاوضاع الى طبيعتها.
جاء ذلك في كلمة الكويت التي القاها مندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة السفير منصور العتيبي مساء أمس الثلاثاء خلال جلسة لمجلس الأمن حول الوضع في العراق.
ودعا مندوب الكويت إلى تفويت الفرصة عن من يسعى الى الاضرار بالعراق والعراقيين وإثارة الفتنة وزعزعة الامن والاستقرار من خلال استخدام الذخيرة الحية واستهداف المتظاهرين الابرياء ومهاجمة وتدمير الممتلكات العامة والخاصة.
وأعرب عن الامل بأن يتجاوز العراق تلك الظروف الاستثنائية التي يمر بها وان تعود الاوضاع الى طبيعتها قائلا “فما حصل بالأمس القريب كان خير دليل على وحدة الشعب العراقي وبكافه اتجاهاته السياسية وانتماءاته العرقية والطائفية بالقضاء على ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وتجاوز أحلك وأصعب الظروف”.
كما أعرب عن تمنياته للشعب العراقي بكافة مكوناته دوام الاستقرار والرخاء مرحبا بالخطوات التي اتخذتها الحكومة العراقية لتلبية تطلعات الشعب العراقي وتخفيف حده الاحتقان بما في ذلك تشكيل لجنة تحقيق في استخدام القوة ضد المتظاهرين وتقديم المسؤولين عن الانتهاكات والتجاوزات التي ارتكبت بحق المتظاهرين الى العدالة.
وقال السفير العتيبي “نتابع كبلد جار باهتمام كبير تطورات الأحداث في العراق نتيجة اندلاع المظاهرات منذ عدة اسابيع في عدد من المحافظات ويؤسفنا وقوع الآلاف من الضحايا المدنيين بين قتيل وجريح وكذلك من قوات الأمن ونتقدم بمواساتنا وتعازينا لأسر الضحايا”.
واضاف “ان العراق مقبل على مرحلة هامة لاستعادة عافيته وإذ ندرك فيها تماما حجم الظروف والتحديات الكبيرة التي تواجهه فإنه من المهم معالجتها من خلال حوار سلمي بناء ويستوجب ذلك دعم ومساندة المجتمع الدولي والأمم المتحدة في إطار احترام سيادة العراق ووحدته على أراضيه وعدم التدخل في شؤونه الداخلية”.
واكد العتيبي ان الكويت تدرك جيدا صعوبة تلك المرحلة ولم ولن تألوا جهدا في الوقوف الى جانب الاشقاء في العراق والمساعدة في تقديم الدعم والمساندة استجابة لاحتياجات الشعب العراقي وحكومته في سياق جهودهم الرامية لمعالجة التحديات الداخلية.
ورحب بالدور الحيوي الذي تضطلع به بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في العراق (يونامي) لتعزيز تلك الجهود تنفيذا لولايتها واقتراحها بالتشاور مع الرئاسات العراقية الثلاث لخارطة طريق لإصلاحات تتماشى وتتناسب مع الاطر القانونية والدستورية وتأخذ بعين الاعتبار تلبية المطالب الاساسية للشعب العراقي.
وفيما يعلق بمسألة المفقودين من الرعايا الكويتيين ورعايا البلدان الثالثة والتي يتابعها مجلس الأمن منذ ما يقارب ثلاثة عقود قال السفير العتيبي “لا مناص من تأكيدنا على اهمية هذه المسألة وحساسيتها للشعب الكويتي ولذويهم الذين ينتظرون بفارغ الصبر معرفة مصير احبائهم على مدى ال29 عاما الماضية اذ تعتبر من القضايا الانسانية التي نأمل بطي ملفها في اقرب وقت ممكن”.
وحث الدول الأعضاء في مجلس الامن على الاستمرار في مواقفها الداعمة ومساعيها الجادة لإيجاد حل ينهي معاناة أهالي المفقودين بمعرفة مصيرهم وإيجاد رفاتهم وبالأخص مساعي كل من المملكة المتحدة وفرنسا والولايات المتحدة بمساهمتهم الايجابية المتمثلة في تزويد اللجنة الثلاثية بصور خرائط ومواد ارشيفية تعود للفترة من 1990-1991.
واعرب السفير العتيبي عن امله في “ترجمة تلك المساهمات الى نتائج إيجابية والتي تلمسنا بوادرها في العثور على رفات لعدد من المفقودين الكويتيين والتي جاري العمل على تحليلها لتحديد هويتهم”.
واضاف ان الكويت تقدر التعاون البناء الذي تبديه الحكومة العراقية في اطار اللجنة الثلاثية واللجنة الفنية المنبثقة عنها برئاسة اللجنة الدولية للصليب الاحمر الجديرة بالثناء لما اضطلعت به من دور رائد في سعيها للكشف عن مصير بقية المفقودين الكويتيين وغيرهم من رعايا الدول الثالثة على مدى السنوات الماضية.
وتابع “وإذ أثمر هذا التعاون في التعرف على 236 مفقودا من أصل 605 فإننا نأمل أن يتواصل ويستمر هذا التعاون ويتم تكثيفه في المرحلة القادمة لتحقيق تقدم جوهري وملموس بتنفيذ خطط وبرامج العمل التي يتم الاتفاق عليها بين الدول الاعضاء في اللجنة الثلاثية”.
وفيما يتعلق بالممتلكات الكويتية اثنى السفير العتيبي على جهود السلطات العراقية وجهود كل من ساهم بتسهيل عملية إعادة الممتلكات الكويتية والتي تمت مؤخرا والتي هي عبارة عن 200 الف كتاب.
واوضح ان تلك خطوة ايجابية تأتي في إطار تنفيذ العراق لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة والمتعلقة بضرورة قيام العراق بإعادة الممتلكات الكويتية اليت تم الاستيلاء عليها اثناء الاحتلال املا في أن يستكمل العراق جهوده بإعادة كافة الممتلكات الكويتية وخاصة المحفوظات الوطنية.
وأضاف “ان ما تم اعادته يعتبر قليلا مقارنة بما هو مفقود كما أن المحفوظات الوطنية التي أشار إليها الأمين العام في تقريره المعروض امامنا لم يعثر عليها بعد منذ عام 1991 فلها قيمة وأهمية تاريخية بالنسبة لدولة الكويت”.
واشار الى ان هناك العديد من القوائم التي تم تقديمها في فترات سابقة والتي لم يتم استرجاعها وأهمها الارشيف الوطني للديوان الاميري وديوان سمو ولي العهد وديوان سمو رئيس مجلس الوزراء ووزارة الخارجية التي نهبت اثناء الغزو العراقي للكويت حيث ان هذه الوثائق لا يمكن تعويضها بثمن ويعود البعض منها الى القرن التاسع عشر.
وقال السفير العتيبي “في الوقت الذي نعبر فيه عن إشادتنا بالتعهد والالتزام الذي يظهره العراق في الوفاء بكافة التزاماته الدولية المتبقية التي نصت عليها قرارات مجلس الامن ذات الصلة تجاه الكويت إلا اننا نعبر كذلك عن رغبتنا الصادقة في إنهاء ما تبقى من تلك الالتزامات”.
وذكر ان الكويت تعتبر من أوائل الدول التي قدمت الدعم والمساعدة للأشقاء في العراق ليتسنى له تخطى العقبات التي تعتري طريق استتاب أمنه واستقراره وليمكنه من تنفيذ تلك الالتزامات التي مازالت متبقية منذ تحرير الكويت عام 1991.
وتابع العتيبي “نحن على ثقة بأن تنفيذ العراق لالتزاماته الدولية المتبقية تحت مظلة الأمم المتحدة سيوسع أفق العلاقة المتينة والمبنية على أساس احترام قرارات مجلس الامن ذات الصلة”.