يتوجه الايرانيون يوم غد الجمعة الى صناديق الاقتراع لاختيار 290 نائبا من أصل سبعة الاف مرشح في الانتخابات التشريعية الايرانية.

وكثف المرشحون خلال الساعات الأخيرة قبيل بدء الصمت الانتخابي من شدة حملاتهم الانتخابية خاصة عبر منصات التواصل الاجتماعي واللقاءات العامة لكسب اصوات الناخبين وسط تكهنات بفوز القوائم الانتخابية للتيار الأصولي المحافظ على غريمه التقليدي التيار الاصلاحي.
وقبل يومين فقط من موعد الانتخابات توصلت الاحزاب الاصولية المحافظة الى قائمة انتخابية موحدة في محاولة منها للحد من تشتت اصوات ناخبيها والفوز بأكبر عدد من المقاعد النيابية التي استحوذ عليها غريمهم التيار الاصلاحي في الدورة السابقة.
وتضم هذه القائمة اكبر قائمتين انتخابيتين للمحافظين وهي (ائتلاف القوى الثورية) (وجبهة الصمود) يترأسها المرشح الرئاسي الخاسر محمد باقر قاليباف الذي تولى في السابق عدة مهام أبرزها عمدة العاصمة طهران وقائد قوات الأمن الداخلي.
وتضم القائمة الى جانب قاليباف ايضا المرشح الرئاسي الخاسر مصطفى ميرسليم ورجل الدين المعروف مرتضى آقا طهراني وبعض الوجوه البرلمانية كالنائبة فاطمة رهبر وزهره الهيان والنائب بيجن نوباوه ومحمود نبويان.
وجاء في الرسالة المشتركة التي وقعها امين عام (جبهة الصمود) رجل الدين المحافظ مرتضى آقا طهراني ورئيس البرلمان الأسبق غلام علي حداد عادل التأكيد على وحدة القوى الثورية للمشاركة في الانتخابات مع القبول باختلاف وجهات النظر الموجودة بينها.
أما التيار الاصلاحي الذي أشتكى كثيرا من رفض طلبات ترشح مرشحيه فقد قرر المشاركة في عدة قوائم انتخابية أبرزها (أنصار الاصلاحات) و(ائتلاف من أجل ايران) وقائمة (حزب الاعتدال والتنمية) القريبة من الرئيس الحالي حسن روحاني.
فيما قرر المجلس الأعلى لجبهة الاصلاحات الذي يضم تحت مظلته جميع الاحزاب الاصلاحية عدم طرح أي قائمة انتخابية في العاصمة طهران مخولا احزابه حق المشاركة من عدمها لخوض السباق الانتخابي بشكل منفرد دون الإنتساب الى المجلس.
وفي هذا الصدد قال عبدالواحد موسوي لاري وزير الداخلية في حكومة الرئيس الاصلاحي الأسبق محمد خاتمي لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) ان “الاصلاحيين يعولون على زيادة نسبة المشاركة الشعبية في الانتخابات لرفع فرص فوزهم باكثر عدد من المقاعد في حين يرغب التيار الأصولي المحافظ بمشاركة محدودة تضمن فوزه بالانتخابات”.
بدوره رجح الأستاذ الجامعي والمحلل السياسي المعروف صادق زيبا كلام فوز مرشحي التيار الاصولي في هذه الدورة من الانتخابات قائلا “لن يحصل في هذه الدورة من الانتخابات تنافسا بين الاصوليين والاصلاحيين وانما الفائز سيكون من مرشحي جبهة الصمود وانصار الرئيس الأسبق محمود احمدي نجاد” على حد زعمه.
وتوقع زيبا كلام ان المشاركة في مراكز المحافظات وكبريات المدن لن تكون كبيرة مبينا ان المدن الصغيرة ستشهد منافسة أقوى بسبب التنافس المناطقي والقبلي والقومي بين المرشحين.
في المقابل يبدو ان معسكر المحافظين أو ما يعرف بالاصوليين بات على ثقة كبيرة من فوزه بنتائج الانتخابات خاصة بعد توحيد صفوفه حيث اعرب عضو اللجنة المركزية لحزب (المؤتلفة الاسلامي) محمد حسن غفوري فرد عن اعتقاده” ان حظوظ الاصوليين كبيرة جدا للفوز في هذه الدورة النيابية”.
وقال غفوري فرد ان “انتخاباتنا دائما ما كانت تحسم في الدقائق الأخيرة ولذا لا يمكن التنبؤ من الآن بنتائجها لكن تبقى حظوظ فوز التيار الأصولي كبيرة جدا”.
وسيغيب عن هذه الدورة من الانتخابات التشريعية رئيس البرلمان الحالي علي لاريجاني الذي تربع على كرسي الرئاسة لمدة 12 عاما الى جانب رئيس كتلة (الأمل) الاصلاحية محمد رضا عارف التي فازت بجميع مقاعد طهران في الدورة السابقة.
ويتنافس اكثر من 7 آلاف مرشحا لشغل 290 مقعدا نيابيا منها خمسة مقاعد للأقليات الدينية.
ويحق لنحو 57 مليون مواطن ايراني منهم اكثر من 28 مليون امرأة التصويت في هذه الدورة من الانتخابات النيابية التي ستجرى يوم غد الجمعة بالتزامن مع الانتخابات التكميلية للدورة الخامسة الحالية لمجلس خبراء القيادة.