أعلن الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن أمس الجمعة أولويات الحكومة التي شكّلها، مؤكدًا أنها ستركز على تعافي الاقتصاد الأمريكي، وتنظيم عملية توزيع لقاحات فيروس كورونا المستجد. لافتًا إلى أن إدارته ستشمل الكثير من الأشياء التي تحدث لأول مرة في تاريخ بلاده، أبرزها أنها مكونة من أغلبية ذات أعراق مختلفة، حسب “سكاي نيوز عربية”.
وتفصيلاً، أوضح “بايدن” خلال مؤتمر صحفي أن “24 رجلاً وامرأة سيقودون حكومة الولايات المتحدة، ويعيدون الثقة لها”، مشددًا على أن جميعهم “مستعدون للقيام بعملهم من اليوم الأول”.
وقال الرئيس المنتخب: “كما وعدتكم، فإن هذه الحكومة ستبدو مثل الولايات المتحدة، فيها الكثير من الكفاءات التي في بلدنا. إنها حكومة تاريخية؛ إذ ستكون أول حكومة ممثلة بعدد مماثل من النساء والرجال، وأول حكومة في التاريخ فيها أغلبية من ذوي الأعراق المختلفة”.
وأضاف: “هذه الحكومة تضم أول وزيرة للمالية، وأول امرأة من أصول إفريقية في منصب وزير الدفاع، وأول مثلية”.
وأعرب عن أمله بأن يصادق مجلس الشيوخ بسرعة على تلك التعيينات، وتابع: “بدأت عملي بتعيين هؤلاء، وآمل أن مجلس الشيوخ يؤكد تلك الترشيحات بعدالة وبسرعة.. لا ينبغي أن تكون هناك أي مناصب شاغرة في وكالة الأمن القومي ووزارة الدفاع، خاصة في الفترة العصيبة التي نمرّ بها بسبب كورونا.. لا وقت لدينا لنخسره”.
وشدَّد بايدن على أن حكومته ستركز على “اتخاذ إجراءات سريعة لمساعدة الاقتصاد الأمريكي على التعافي”، قائلاً: “ملايين الأمريكيين لا يزالون يتألمون. وهذا ليس بسبب خطأ منهم. لقد خسرنا مئات الآلاف من الوظائف.. الوباء يشتد، والناس تخسر وظائفها”.
وأوضح أن المستشفيات والمطاعم والحانات خسرت أكثر من 372 ألف وظيفة، كما أن نحو 20 ألفًا خسروا وظائفهم الشهر الماضي. مشيرًا إلى أن الملايين “لا يستطيعون دفع إيجار البيت أو الحصول على الغذاء”.
وتابع: “علينا أن نقدِّم إغاثة سريعة للعائلات والشركات الآن، ليس فقط لمساعدتهم على الخروج من الأزمة، لكن لتجنب التكلفة الاقتصادية العظيمة التي ستحصل على المدى الطويل”.
وأوضح الرئيس الأمريكي المنتخب أنه سيضع الأسبوع المقبل حزمة لمواجهة أزمة كورونا، وقال: “اللقاحات تعطينا الأمل، لكن التوزيع كان كارثيًّا، وهذا أكبر تحدٍّ نواجهه كأمة؛ لأن هناك المليارات من الدولارات المخصصة لتوزيع اللقاحات وتطعيم ملايين الأمريكيين”.
واستطرد: “نحتاج إلى عشرات الملايين لإعادة فتح المدارس بطريقة آمنة. والمجتمعات تحتاج لعشرات الملايين أيضًا، والشرطة والإطفاء والعاملون في القطاع الطبي.. نحتاج إلى مساعدات أكبر تصل للعائلات والشركات الصغيرة. يحب أن تحصل العائلات على ألفَي دولار كمساعدات، وليس 600 كما هو الحال”.
وتابع: “هناك أناس يعملون أكثر من 40 ساعة أسبوعيًّا، ولا يزالون تحت خط الفقر؛ يجب أن يتلقوا على الأقل 15 دولارًا في الساعة”.
وأكد بايدن أن خطته الاقتصادية ستركز على مساعدة المؤسسات الصغيرة؛ ليقوم بـ”تصحيح إخفاق الإدارة السابقة”. لافتًا إلى أن “واحدة من 4 مؤسسات أغلقت”.
وتابع: “400 ألف من الشركات أغلقت، وستعلق محال أخرى خلال شهر آخر، وأكثر من خمس الشركات اللاتينية وأكثر من ربع الشركات للأمريكيين من ذوي الأصول الإفريقية أفلست”.
وأشار بايدن إلى أن المساعدات لم تقدَّم خلال إدارة الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب إلى مستحقيها، وقال: “طبعًا ساعدت الحزمة الاقتصادية الملايين من الناس ليحتفظوا بوظائفهم، لكن هناك مشكلات واضحة تكمن في أن الشركات التابعة للملونين لم تحصل على تلك الأموال”.
وأضاف: “إدارة ترامب قوضت المساءلة على كل دولار قد أُنفق، ماذا يمكن أن أقول!.. فمثلاً عشرات الآلاف من الشركات التي لم تكن لتحصل على إغاثة حصلت عليها، وبعضها حصلت على أموال لم تكن تحتاج إليها حقًّا”.
وشدَّد بايدن على أنه سيتم “التحقيق والنظر في أي فساد حدث في البرامج؛ حتى تصل الأموال إلى المؤسسات التي تستحقها، وتتم مساعدة الموظفين والمجتمعات”. لافتًا إلى أن أمريكا “في خضم أزمة وظائف، ربما هي الأعمق في التاريخ”.
أبرز التعيينات
أعلن بايدن خلال المؤتمر الصحفي أبرز التعيينات في المجال الاقتصادي في إدارته، وتشمل: وزيرة التجارة جينا رايموندو.
وقال بايدن في ملخص عن جينا رايموندو: “إنها من رود آيلاند، وهي ابنة رجل أعمال، وتذكرت دائما من أين أتت؛ فقد بدأت كتاجرة من الصفر، وأصبحت وزيرة للمالية في الولاية، واعتنت بالقضايا المالية، واليوم هي إحدى أهم الشخصيات الاقتصادية”.
وأضاف بأنها “ساعدت الأقليات والنساء في الحصول على الأموال، ووضعت برامج للتدريب؛ ليتمكن الناس في الولاية من الحصول على وظائف جيدة، وحققت 100 في المئة بالاعتماد على الطاقة المتجددة في رود آيلاند”. مؤكدًا أنها تتعامل مع الديمقراطيين والجمهوريين ليتعاون الجميع وجهًا لوجه لمواجهة كورونا.
وزير العمل مارتن وولش
وقال بايدن: “صديقي مارتن وولش من بوسطن، وهو من عائلة إيرلندية، أتت إلى بوسطن. أعرفه جيدًا، وهو قوي وصلب؛ ففي سن السابعة شُخص بالسرطان، لكنه تغلب عليه”.
وتابع: “في سن الـ23 أصبح رئيسًا لنقابة، وهو الآن عمدة في مدينة بوسطن، وناجح في عمله، والناس هم الأولوية بالنسبة له، خاصة أنه يحارب من أجل رفع رواتب الموظفين لـ15 دولارًا في الساعة”.
واعتبر أن وولش “يفهم أن الطبقة المتوسطة هي التي بنت أمريكا، وينبغي الاعتناء بها، وأن نقابات العمال تلعب دورًا كبيرًا في توحيد بلدنا”.
وزيرة المشاريع الصغيرة إيزابيل غوزمان
وقال بايدن إن إيزابيل غوزمان ترعرعت في ولاية كاليفورنيا، وعملت مع والدها في مؤسسة صغيرة بناها بنفسه؛ لذا فهي تدرك أهمية هذه المؤسسات.
أضف تعليق