المستشار هادي صالح الحربي
آراؤهم

إستراتيجية العودة الآمنة إلى مقاعد الدراسة

إن وباء كورونا وما فرضه من تنفيذ مستويات عالية من القيود والاحترازات في جميع أنحاء العالم بسبب حالة لم يسبق لها مثيل وهي لا تزال تؤثر على حياتنا.
حيث سيكون من الصعب قياس التأثير الكامل للحالة على الطلبة والطالبات في الصحة النفسية حتى الخروج من هذا الوباء.

وسوف تتفاوت تجارب الطلاب في هذا الوباء حيث البعض سيشعر بالأمان ويحظى بوقته وفئة اخرى من الطلبة سيكون الأمر صعباً و مؤلماً. لذا سوف يتحتم على المؤسسات التعليمية المعلمين دعم الطلاب من خلال التحديات التي يواجهونها في مرحلة العودة للدراسة.

وتهدف هذه الاستراتيجية المختصرة الى تحديد حجم التحدي الذي تواجهه المؤسسة التعليمية وطلابها وما هو المطلوب من خلال خطوات إرشادية تعيننا جميعاً على العودة الآمنة الى مقاعدنا الدراسية.

أولا: ( ماهو مطلوب من المؤسسة التعليمية)

نعلم ان فئة من الطلاب سيكون لهم أقارب أو أصدقاء ماتوا أثناء الوباء بسبب كورونا . وفئة اخرى من الطلاب تعرض والديهم لخسائر مالية جسيمة سواء بفقد مشاريعهم أو وظائفهم وأيضا اثر العزلة الطويلة عن الأقارب والأصدقاء المهمين في حياتهم.

وبغض النظر عن نوع الخسارة فإن الكثيرين من الطلاب سيواجهون هذا الأمر بشعور بالحزن والاستياء والانسحاب او الغضب لذلك يتطلب من إدارة المؤسسة التعليمية تقديم المشورة النفسية و الدعم المعنوي والانشطة التي تساعد على تخطي هذا الواقع.

ثانيا: ( ماهو مطلوب من الاسرة التعليمية)

من الضروري أن يدرك المعلم حجم التحديات التي تواجه العملية التعليمية وخصوصا عودة الطلاب الى مقاعد الدراسة بعد ازمة عالمية لم يشهد العالم الحديث مثلها والاختلافات المتوقعة من نفسية الطلبة ودرجة الاندماج في العملية التعليمية لذلك سوف يكون لزاما على المعلم ان يمارس الدور العاطفي والاكاديمي لتخطي هذه المرحلة الحساسة وكذلك اهمية العمل والتعاون مع الزملاء والادارة المدرسية و اولياء الامور بروح الفريق الواحد من أجل الصحة النفسية للطلاب قبل العملية التعليمية.

ثالثا: ( الإرشادات الاحترازية ضد كورونا في المؤسسة التعليمية)

يتطلب تطبيق نظام جديد للسلامة الطلابية بما يتماشى مع الإرشادات الاحترازية ضد كورونا والمتوقع أن تستمر الى أجل غير معلوم لذلك قد تفرض هذه الاحترازات تغييرا في أعداد الطلاب في القاعات الدراسية وكذلك مدة المحاضرة وإجراءات حضور وانصراف الطلاب وأية تجهيزات أو نظم تتعلق بالتهوية وتنقية الهواء ومواد التعقيم
لذا سوف نبينها حسب الآتي:

١- الزام جميع العاملين والطلاب بارتداء الكمام والحد من دخول الزائرين.

٢ – الالتزام بالتباعد حسب التعليمات ( توزيع الطلاب داخل القاعات الدراسية بمسافة مترين)

٣ – ضمان عدم اختلاط المجموعة الطلابية مع مجموعة أخرى طوال اليوم الدراسي ( يتطلب توزيع فترات الاستراحة وحضور وانصراف الطلاب )

٤ – ضمان عدم استخدام الكتب او الوسائل التعليمية بشكل مشترك وإن تطلب الأمر مثل المختبرات والادوات العلمية فيجب ان يتم تعقيمها حسب الاجراءات قبل أستخدامها من مجموعة طلابية أخرى.

٥ – إلغاء الانشطة الميدانية التي تتطلبها المناهج من خلال المجموعات الطلابية.

٦- استخدام علامات التنبيه للتباعد وارتداء الكمام ونشر يافطات التوعية الصحية باستخدام الصور بدل العبارات المكتوبة لإيصال المعلومة للجميع.

٧- المحافظة على الالتزام بالتعليمات وخصوصا في استخدام المرافق المشتركة ودورات المياه

٨- بسبب إجراءات التباعد قد يتطلب الامر فترتين للدراسة في اليوم ( صباحية ومسائية) او قسمة ايام الأسبوع بين المجموعتين كل مجموعة ثلاث أيام ( يمكن تعويض اي نقص بالساعات الدراسية من خلال المنصات الالكترونية

٩- ضمان عدم إجراء الاختبارات الورقية القاعات الدراسية والاعتماد على المنصات الإلكترونية للواجبات والاختبارات.

١٠- إستمرار التنظيف والتعقيم للقاعات الدراسية والمرافق والأدوات الدراسية حسب الإرشادات.

١١- ضمان تجهيز قاعات الدراسة بأجهزة تنقية الهواء.

١٢- توفير مطهر آمن لليدين في القاعات والممرات والساحات والحث على استمرار التطهير طوال الوقت

١٣- اجراء فحص دائم للحرارة عند الدخول
للقاعات الدراسية

١٤- ضمان أستمرار نظام التعلم عن بعد للحالات الطارئة او الحالات المعرضة للاصابة بالوباء بسبب وضعهم الصحي.

١٥- استمرار الارشاد و الدعم النفسي لجميع العاملين بالمؤسسة التعليمية وخصوصا الطلاب.

بلا شك إن تنفيذ هذه الاستراتيجية تتطلب تظافر الجهود من جميع الأطراف وهم المسئولين في الدولة والمؤسسات التعليمية والمجتمع بما يضمن عودة آمنة لابنائنا الطلبة والطالبات في جميع المراحل الدراسية.

المستشار هادي صالح الحربي

تعليق واحد

  • مثل هذه الاستراتيجية ، يجب أن تكون محل إهتمام القياديين في وزارات الدولة سواء التربية أو التعليم العالي.
    إن هذه الاستراتيجية هي خلاصة خبرات تربوية وتدريبية وإدارية تصب في الصالح العام.
    الف شكر للمستشار هادي الحربي،،،

أضغط هنا لإضافة تعليق