عربي وعالمي

جنازة إليزابيث الثانية.. أسرار حدث تاريخي يُحضّر له منذ 60 عاما

منذ أكثر من 60 عامًا وبريطانيا تحضّر لجنازة الملكة إليزابيث في أقصى درجات السرية، وقد كانت للملكة شخصيا لمسات على الترتيبات الخاصة بهذا الحدث، فهي التي اختارت التلاوات والمقاطع الموسيقية وحتى الكفن والعربة التي ستحملها إلى مثواها الأخير.

هذا ما قدمت به صحيفة “لوباريزيان” (Le Parisien) الفرنسية لتقرير عن مراسم جنازة الملكة إليزابيت الثانية، تحدثت فيه عن أسرار ما سيجري هذا اليوم قبل أن يوارى جثمانها التراب.

وأوضحت أن اليوم الاثنين 19 سبتمبر/أيلول هو يوم حداد في المملكة المتحدة، مشيرة إلى أن آلافا من الجنود والشرطة وأعدادا كبيرة من موظفي الخدمة المدنية في العاصمة البريطانية احتشدوا لحضور جنازة إليزابيث الثانية.

ويبدو، حسب لوباريزيان، أن أي شيء لم يترك للمصادفة، فمن المتطوع البسيط إلى رئيس الأساقفة مرورًا بالملك؛ كل شخص يعرف بالضبط الدور المنوط به.

ولاحظت مراسلة الصحيفة في لندن التي أعدّت هذا التقرير، دلفين كارغايان، أن أرضية كنيسة وستمنستر من الأرض إلى السقف مغطاة بسجادة سميكة طولها 1500 متر، مشيرة إلى أن هذا المكان نفسه الذي تُوّجت فيه إليزابيث الثانية.

ولفتت إلى أن المملكة المتحدة تعتزم أن تقدم اليوم أحد أجمل عروضها وهي تودع ملكتها، بل تريد لهذا الحدث، الذي يُعدّ له بسرّية تامة منذ أكثر من 60 عاما، أن يدخل كتب التاريخ بوصفه حدثا استثنائيا.

ويتولى دوق نورفوك الإيرل مارشال التنظيم الرسمي لأحداث اليوم الاثنين، وهي مهمة ورثها كابرا عن كابر منذ 350 عاما، فعائلته هي التي تتولى تتويج الملوك البريطانيين ودفنهم، وقد ظل مارشال يستعد لهذا منذ 20 عامًا، ويساعده منذ وفاة الملك أكثر من ألف موظف حكومي وآلاف الجنود الذين يعملون بلا كلل لإنجاز المهمة كما ينبغي.

ويمثل هذا الحدث، وفقا للصحيفة، تحدّيا أمنيا ودبلوماسيا هائلا، مع قدوم أكثر من ألف رئيس دولة وشخصية مرموقة، مما يجعل من إنجاح هذا الأمر رهانا يتعلق بالكبرياء الوطنية.

وذكرت الصحيفة أن الملك إدوارد السابع، نجل الملكة فيكتوريا، كان من حوّل مراسم الجنازة الملكية إلى مشهد عسكري حقيقي، مع استخدام عربة بندقية تنقل نعش الملك المتوفى، يسحبها 142 بحّارًا من البحرية الملكية بحبل، وهو تقليد ولد من حادث أثناء جنازة الملكة فيكتوريا، إذ استبدلت الخيول المذعورة في وقت قصير بمجموعة من البحارة، تولوا مهمة سحب تلك العربة.

وأضافت أن الزي الذي سترتديه الملكة والأغراض الشخصية التي أرادت أن تدفن معها بقيت سرا، وسترث ابنتها آن خاتم خطوبتها.

وفوق التابوت، سيوضع الصولجان الذي هو رمز القوة الملكية، وكرة ذهبية يعلوها الصليب المسيحي، فضلا عن التاج الذي صنع لأبيها الملك جورج السادس، وهو مرصع ببعض من أكثر الجواهر التي لا تقدّر بثمن في العالم.

وقبل وضع النعش في القبر، سيُزال التاج والصولجان والكرة الذهبية من التابوت. وكما تملي التقاليد، سوف يكسر اللورد تشامبرلين عصاه البيضاء على قبرها، وهو ما يرمز إلى نهاية فترة حكمها.

وسيكون أول من يحثو عليها التراب ابنها ووارث ملكها الملك تشارلز الثالث.

المصدر : الجزيرة نت 

الوسوم