آراؤهم

سُرّاق الأحلام

من حق كل إنسان أن يحلم ويسعى في تحقيق أحلامه ، تلك الأحلام التي عاشت معه صغيرا فكانت تنام حين ينام وتصحو حين يصحو لتتراقص أمام عينيه ، أحلام تختلف أحجامها بحسب همة أصحابها ، أحلام مشروعة لا ممنوعة ، أحلام سلمية لا صوت للرصاص فيها ، أحلام قد تكون بسيطة جدا وفي نظر البعض سهلة المنال ، لكنها في نظر الحالم شيء كبير يستحق الاحتفال بتحقيقه .

لكن قطاع طريق الأمنيات وسُرّاق الأحلام لهم رأي آخر فهم لم يتركوا حلما لهؤلاء البسطاء إلا وسطوا عليه فحلمك في نظرهم جريمة لا تغتفر وجناية ستجر عليك الوبال ، لذلك وحفاظا على مستقبلك من الضياع فإنهم يمنعونك من تلك الأحلام الوردية .

أحلام بسيطة هي في الأصل حق مشروع ولكن لبعدها عن متناول البسطاء باتت انجازا يصعب تحقيقه ، سأل احدهم أحد البسطاء ما هي أحلامك ؟ فقال : أن أتزوج وأملك بيتا وأكون أسرة ، فاستغرب السائل وقال : سألتك عن أحلامك ولم أسألك عن حقوقك !! .

باتت حقوقنا أحلاما لصعوبة تحقيقها ، فبين شاب وصل عمره إلى منتصف الثلاثينيات ولازال يحلم بالزواج ، وشاب يحلم بإكمال تعليمه ولو على نفقته الخاصة المجموعة من التسول اللا مباشر عن طريق اللجان الخيرية والمبرات ، وشابة تحلم بأن تنادى بأم فلان لكن قطار العنوسة دهس كل أحلامها ، وعجوز تتمنى أن ترى الكعبة وتقف بين الركن والمقام قائلة :”ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار” وشيخ يحلم بمجلس يكرم فيه ضيوفه بدلا من أن يغلق جواله إن علم بقربهم فبيت الإيجار لا يحتوي ديوانية ! ، وطفل يريد أن يفرح ويلعب كما يفعل أقرانه ،،،، وهلم جرا

أرأيتم ؟! هي أحلام بسيطة جدا جدا وقابلة للتحقيق ولكن في دولة العدل ، وسهل الوصول إليها لو تم إلقاء القبض على سراق الأحلام وقطاع طريق الأمنيات فهم أشد وأشر من سراق الأموال .

أحلام كانت لتتحقق لو أعطي كل ذي حق حقه ، أحلام كانت لتتحقق لو صار الحسد إلى زوال ، أحلام كانت لتتحقق لو أحب كل امرئ لأخيه ما يحب لنفسه ، أحلام كانت لتتحقق لو علمنا أن الأمر بيد الله وأن الأيام دول وأن من سرّه زمن ساءته أزمان .

طبتم

‏منصور الغايب