محليات

رداً على هجوم صحف كويتية على موقف تركيا من أحداث سوريا
السفير التركي: أنقرة أعادت عدداً كبيراً من “الإرهابيين” إلى دول الخليج

وقال السفير التركي لدى البلاد مراد تامر ان التعاون الاستخباراتي بين بلاده ودول الخليج حد من تسلل “الارهابيين” الى العراق وسوريا، وان انقرة اعادت عدداً كبيراً من المتسللين الى دول الخليج.
وذكرالسفير التركي ان كل ما يجري هو بسبب النظام السوري، ولاحظ ان «داعش» لم يدخل في حرب ضد نظام الاسد. واكد على تميز العلاقات الكويتية – التركية، معرباً عن امله في ان يزور رئيس الوزراء التركي الكويت قريباً.
وأكد السفير التركي لدى البلاد مراد تامر متانة وتميز العلاقات التركية الكويتية التي لم تتأثر بتطورات المنطقة، معللا ذلك بحكمة سمو امير البلاد والاحترام الذي يحظى به على مستوى العالم.
وكشف تامر، خلال مؤتمر صحافي عقده امس في مقر السفارة التركية، ان الجانبين يخططان لزيارات متبادلة على مستوى وزراء الخارجية قبل نهاية العام الجاري، معربا عن امله ان تكون هناك زيارة لرئيس الوزراء التركي الى الكويت قريبا.
واكد السفير تامر ان التعاون التركي الخليجي للحد من تسلل الارهابيين الى سوريا مستمر، والتعاون الاستخباراتي بين دول الخليج وتركيا عبر تقاسم المعلومات الاستخباراتية بهذا الشأن.
واضاف السفير التركي ان الهدف من المؤتمر الصحافي الرد على بعض المقالات التي تنشر في الصحف الكويتية بشأن المواقف التركية تجاه مايجري في سوريا والعراق، وان التواصل والتعاون الاستخباراتي مع دول الخليج بدأ قبل ان يكون مع الدول الاوربية بفترة طويلة، مؤكدا ان هذا التعاون جاء بفوائد كثيرة، حيث استطعنا ان نحد من تسلل عدد كبير من الخليجيين الذين كانوا ينوون الدخول الى سوريا والانضمام لـ«داعش»، وسُلم معظمهم الى دولهم.
 
تأثر سلبي
واوضح ان المنطقة مملوءة بالمشاكل الجدية، وهناك مقالات كثيرة تنشر في الصحف الكويتية، بعضها يعكس الحقيقة وبعضها الاخر يكون ناقصا، مشيرا الى ان بلاده تعتبر من اكثر الدول المتأثرة سلبا مما يحدث في المنطقة، خاصة موضوع «داعش» الذي يمثل المشكلة الاكبر بالنسبة لنا جميعا، مضيفا اننا نقرأ في الصحف الكويتية تارة بان الجيش التركي مطالب بالتدخل في هذه الحرب، وتارة اخرى نقرأ بان السلطنة العثمانية تعيد امجادها اذا تدخلت في سوريا، مؤكدا ان بلاده ليس لديها تلك التوجهات، التي تعبر عن غياب المعرفة بالتاريخ وعدم تحليل لما يجري كما يجب.
 
مقالات
وبيّن ان بعض المقالات تتحدث عن غياب المساعدات التركية لكوباني، وهذا بعيد عن الحقيقة تماما، مشيرا الى ان كوباني خالية حاليا من النساء والاطفال الذين انتقلوا الى المخيمات داخل الاراضي التركية، بينما المحاربون الموجودون حاليا فاننا نظر اليهم كارهابيين، مضيفا: عندما تسألون الاشخاص المتواجدين حاليا في كوباني نجدهم لا يريدون التدخل التركي ومن جانبنا لا نريد التدخل.
وأردف: في الوقت الذي تقوم به الدول الاخرى بمحاربة «داعش» عن بعد، لماذا يدخل الجيش التركي في هذه المعركة؟ مؤكدا ان السياسية التركية ضد ان يقتل المسلم اخاه المسلم.
 
مساعدات
ولفت تامر الى ان كوباني تبعد عن تركيا 600 متر، وتركيا تستقبل حاليا الجرحى الذين اصيبوا في كوباني، مضيفا ان هذه المنطقة محاصرة حاليا من 3 اطراف من قبل «داعش» ولايوجد لها اي تواصل مع العالم سوى الحدود التركية، ووصلت مدة الحصار قرابة 40 يوما.
 
«داعش» لم يحارب الأسد
تحدث السفير تامر عن بداية ظهور تنظيم الدولة الاسلامية في الشام و العراق، مبينا ان التنظيم يشمل المنطقة كلها وليس فقط العراق وسوريا، هذه المجموعة كانت جزءا من الجيش السوري الحر، وكان لديها علاقات جيدة مع الجيش الحر، رغم انهم لم يحاربوا انذاك بجدية كبيرة النظام السوري، وتمترسوا دائما في الصف الخلفي في المعارك ضد النظام، مضيفا بهذه الطريقة الجيش الحر اصبح في وضع سيئ جدا، فيما هذه الجماعات اصبحت قوية.
واضاف ان هذا التنظيم الارهابي اصبح بالتساوي مع القاعدة وجبهة النصرة، وبعد فترة فصل نفسه عن الجيش السوري الحر، بمساعدة عوامل جانبية ووجد لنفسه مكانا في غرب العراق وشرق سوريا ومن هنا بدأ الانتشار، وقتها لم يكن للتنظيم اية معارك مع الاكراد، موضحا: بعد ان سيطر التنظيم على الوضع في سوريا توجه الى العراق.
 
مقاتلو «داعش»
وبين السفير التركي ان مقاتلي «داعش» كانوا حينها يقاتلون بابسط الوسائل، ثم اصبحت لديه معدات واسلحة تضاهي معدات الجيش العراقي من صواريخ ودبابات، وقد رأينا جميعا ان العالم وقف انذاك متفرجا امام ما يحدث، مضيفا عندما كان يتم ذبح العرب في بعض المناطق العراقية كان العالم يقف متفرجا، اما عندما وصل تنظيم داعش الى اربيل وبدأوا بتهديدها تحركت اميركا وبدأت بالتحالف مع الاكراد، مؤكدا انه كان يفترض على الاميركان ان يتحركوا منذ البداية للقضاء على «داعش» قبل تمدده.
4 مليارات
واوضح السفير ان تركيا لديها حدود مع سوريا تبلغ 911 كلم، واذا جمعنا هذه المسافة مع الحدود العراقية يصبح لدينا حدود بطول 1295 كلم، وحاليا يعيش اكثر من مليون ونصف المليون سوري في تركيا كلاجئين، حيث انفقت عليهم السلطات 4 مليارات دولار، مؤكدا ان المساعدات التي جاءت للسوريين من الخارج لم تتجاوز 200 مليون دولار.
وأكد السفير التركي انه يجب على السوريين انقاذ انفسهم قبل انقاذ العراقيين، فتركيا تقدم المساعدات من خلال تدريب المعارضين السوريين على اراضيها، ليعودوا لمحاربة النظام السوري و«داعش»، مضيفا ان بلاده سمحت ايضا باستخدام بعض القواعد العسكرية التركية لتقديم المساعدات الانسانية من قبل قوات التحالف، كما ان الحدود التركية مفتوحة دائما امامهم بالمساعدات الانسانية.