عربي وعالمي

الجبير: اتفاق روسي أمريكي لوقف إطلاق النار في سوريا .. محتمل

قال وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، إن المباحثات الروسية الأمريكية حول وقف إطلاق النار في سوريا، “لازالت جارية وهناك احتمالات للتوصل إلى تفاهم حول هذا الشأن، التي يتحدد بعدها جدية بشار الأسد وحلفائه في مبدأ وقف إطلاق النار”.

جاء ذلك في تصريحات له، اليوم الأربعاء، من مقر السفارة السعودية في بريطانيا، وتطرق فيها إلى مواقف بلاده من قضايا شتى من بينها سوريا واليمن والعراق والعلاقات مع إيران، ونشرتها وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس).

وأكد الجبير أن “الشعب السوري لا يستطيع قبول بشار الأسد على رأس السلطة بعد القتل والتهجير والتدمير الذي ألحقه بالبلاد، وأن الشعب السوري هو الذي يقرر بدء فترة انتقال سياسي التي يجب أن تكون بدونه (أي الأسد)”.

ولفت إلى أن إعلان “جنيف 1” دعا إلى انتقال السلطة من بشار الأسد ومغادرته الأراضي السورية.

وحول المتغيرات في الشأن السوري بعد اجتماع لندن الأخير بخصوص سوريا، قال الجبير إن “الوضع لم يتغير، وما زال نظام بشار الأسد يمارس قمع المدنيين”، معرباً عن اعتقاده بأن النظام السوري لن يغير نهجه خلال الفترة القادمة.

وأشار إلى أن “المعارضة السورية قدمت رؤية جدية لحل الأزمة السورية تشمل انتقال السلطة وتكريس العملية الديمقراطية، بينما لم يطرح النظام السوري في المقابل أي خطة بديلة للوصول إلى حل”.

وجددت الهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة السورية موقفها الرافض لأي دور لـ”الأسد” خلال المرحلة الانتقالية للبلاد، وذلك ضمن رؤيتها للحل السياسي لسوريا، والتي تتكون من ٣ مراحل كشفت عنها في وقت سابق اليوم بلندن.

وتطرق وزير الخارجية السعودي إلى الوضع في اليمن، وقال إن اليمن “تم اختطافه من مجموعة قليلة لا تتجازر 50 ألفًا من مجموع الشعب اليمني (في إشارة الى الحوثيين)”، متسائلاً: “هل يُعقل أن يسيطر هذا العدد القليل على اليمن بالقوة؟”.

وتصاعدت المعارك في معظم الجبهات اليمنية، منذ 6 أغسطس/آب الماضي، بالتزامن مع تعليق مشاورات السلام، التي أقيمت في الكويت، بين الحكومة من جهة، والحوثيين وحزب المؤتمر الشعبي العام (جناح الرئيس السابق على عبد الله صالح)، من جهة أخرى، بعد استمرارها لأكثر من ثلاثة أشهر، دون اختراق جدار الأزمة، وإيقاف النزاع المتصاعد في البلاد منذ العام الماضي، وكذلك تشكيل “الحوثيين” وحزب “صالح”، المجلس السياسي الأعلى لإدارة شؤون البلاد.

كما اتهم وزير الخارجية السعودي إيران بـ”دعم الإرهاب”، قبل أن يتساءل: “لماذا لا تهاجم الجماعات الإرهابية مثل داعش والقاعدة إيران؟، معتبراً أن وجود قيادات تنظيم “القاعدة” في إيران وعدم تسليم طهران لهم يدل على “علاقة التنظيم بطهران”.

واعتبر أن إيران “تحاول تسيس الحج من أجل تحقيق مكاسب سياسية وهو الشيء الذي يرفضه العالم الإسلامي”، محملاً إياها مسؤولية غياب الحجاج الإيرانيين هذا العام بعد رفض السلطات التوقيع على اتفاقية الحج، رغم “التسهيلات” التي قدمتها المملكة.

وفي وقت سابق اليوم جدد الرئيس الإيراني حسن روحانی اتهامه للسعودية بـ”منع حجاج بلاده من أداء الفريضة هذا العام”، واتهم الرياض بما وصفه “دعم الإرهاب” في العراق وسوریا والیمن.

واعتادت المملكة أن تصدر سنوياً تحذيراً لحجاج إيران من إقامة مراسم “البراءة من المشركين”، وتقول الرياض إن تلك المراسم من شروط طهران هذا العام للسماح لمواطنيها بأداء الحج.

وإعلان “البراءة من المشركين” هو شعار ألزم به المرشد الإيراني الراحل “آية الله الخميني”، حجاج بيت الله الحرام (من الإيرانيين) برفعه وترديده في مواسم الحج من خلال مسيرات أو مظاهرات تتبرأ من المشركين، وترديد هتافات بهذا المعنى، من قبيل “الموت لأمريكا” و”الموت لإسرائيل”، باعتبار أن الحج يجب أن يتحول من مجرد فريضة دينية عبادية تقليدية إلى فريضة عبادية وسياسية.

الجبير تطرق أيضا للشأن العراقي، قائلاً إن “مشكلة العراق هي إيران وتدخلها في الشؤون العراقية وإدارة المليشيات الشيعية المسؤولة عن كثير من المجازر” التي وقعت في العراق الذي أدى بدوره إلى تصاعد الصراع الطائفي؛ ما أتاح المجال لتنظيم “داعش” الإرهابي أن يتنامى.