آراؤهم

“الرؤية التي تحولت الى سراب”

لأنه كرسي مجلس الأمه منصب ،لأنه المناصب سُلطة،ولأنه السلطة فتنه، فلا يجوز لأنسان ان يدعي العفه ما لم يتعرض للفتنه.
كنت اظن وكنت مخطئ في ظني انه الشباب الذين وصلوا الى المجلس بحماسة ندواتهم ونقاء نوياهم التي لم تتلطخ بعد بجراثيم اللعبه السياسيه هم “الخميره” التي بحكم تركبيتها ستنمو على لبّ المجلس وستأخذ الشكل الذي كنا متوقين لنراه في قاعة عبدالله السالم،وسقط من ذهني ان الخميره الجافه لايمكنها ان تنمو او تتمدد بأكبر من حجمها او وزنها.
قد يبدو للبعض من هذه المقدمه اني اشكك بنوايا هؤلاء الشباب ويتوجب علي ان انوه بأنه هذا مالا اقصده،ولكني هنا امثل خيبة امل للتو فاقت من تأثير الصدمه للكثير من الشباب الذين خدعوا انفسهم انه التغيير في الكويت سيتم عبر بعض الافراد قليلين الخبره واصحاب رؤية تحولت مع الايام الى سراب…عايشنا معهم حلم التغيير في الانتخابات واستفقنا على واقع المواقف الخجولة والمهزوزه.

فهاهو ايمانويل ماكرون الذي ألهم فرنسا وشباب العالم بأسره بخطاباته اثناء حملته الانتخابيه”فرنسا بحلة شابه”،وهو من مارس السياسه كوزيراً للاقتصاد ثم مستشاراً لرئيس السابق فرانسو هولاند حتى اشتد عوده وأسس حملته “الى الأمام”ليصبح الرئيس الاصغر في تاريخ الجمهورية والامل الذي شّع في الاتحاد الاوربي واعاد له الحياة بعد طعنة خروج بريطانيا.الشباب “فكر” قبل ان يكون “عمر”،السبعيني بيرني ساندرز الذي اعاد الشباب الامريكي للاهتمام بالقضايا السياسية اثناء حملته في انتخابات الحزب الديموقراطي،التي ارعب من خلالها الشركات الضخمه لتدفع بكل قوتها باتجاه سقوطه واهداء ورقة ترشيح الحزب لمنافسته هيلاري كلينتون.فكم مسُن يحمل فكر “متحضر” وكم شاب يحمل فكر “مترهل”.

مابين الفضيلة والفضيحة انسان يؤمن بأهمية “النقد الذاتي” يفكر بتمعّن في اداءه،ويتسائل ماهي كانت اهدافه؟واين هو من هذه الاهداف اليوم؟وغداً،ماهي الوسيلة التي ستصل به الى هذه الاهداف؟
ادعو شباب المجلس ان يعودوا الى ندواتهم الانتخابيه فهي معيار نجاحهم،ويشاهدوها بأعين فاحصة كجانب من جوانب “النقد الذاتي”،وان يعودوا الى الحق فبذلك “فضيلة”،فالاسمرار بهذا الاداء الكارثي “فضيحة” لها عواقبها الوخيمه.