آراؤهم

“ضرير ولكن يسمع”!

بصفاء نية الإستجوابات الثلاث كانت موضوعية وليست فئوية والمصلحة العامة هي الغاية الأسمى للمستجوبين والضمائر الحية هي من تقود باقي النواب أثناء سماعهم لمدولات الإستجواب،السيادة للشعب والإستجواب هو نوع من أنواع تكريس سيادة الشعب كما نص عليها الدستور هذا كله كان يجول في ذهن مواطن يسير كضرير بين مُبصرين أو مُبصر بين أضراء،فلا يرى ما يرونه ولا يَروْن مايراه.
ولكن الضرير يسمع،والحقائق أن لم تُشاهد فهي تُسمع فلذلك هي “عنيدة” كما يطلق عليها ريغان.ولذلك طيب نواياه اصطدمت بوقائعها القاسية على أمثاله النادرين في زمن الذئاب الخبيثة. حاولت أن أقنعه ليبقى على نواياه الطيبة فكان فشلي ذريعاً، كما كان محتوماً.

كيف لي أن أقنعه بأن يبقى على طيب نوياه وهو من سمع عن نواب وقعوا على كتاب طرحة ثقة في وزير تتراوح مدته بضعة أشهر بخصوص تجاوزات متراكمة منذ سنوات في القطاع النفطي ولم يجتمع نفس العدد في تقديم كتاب عدم تعاون لرئيس الوزراء بصفته رئيس المجلس الأعلى للبترول منذ ست سنوات؟
كيف لي أقنعه بأن الطائفية والعنصرية والقبلية أمراض طاب منها الجسد الكويتي وهو يسمع أن النواب أصطفوا في الأستجوابات أمام الملأ وعلى رؤوس الأشهاد كلن بحسب قبيلة وطائفته وعائلته؟

بالأخير كيف لي أن أقنعه بأن السيادة للشعب وهو لا يملك إلا على أفضل تقدير إرسال ممثليه إلى البرلمان ليسمع عن وعودهم الإنتخابية التي تتساقط كأوراق الشجر في فصل الخريف واحدة بعد الاخرى،فأي سيادة تلك التي للشعب؟فالشعب في آخر إنتخاباتين نيباية ساهم بأعلى نسب تغيير بتاريخ الكويت أكثر من 50% بالأولى وأكثر من 60% في الأخيره،فهل تغير شيء؟أليست حالة غضب عارمه،أليست سخرية أن نقول السيادة للشعب؟

بعد كل تلك الصدمات أو أقول الصفعات يجد نفسه المواطن الضرير محسود على علته لكى لا يرى قبح الديموقراطية لدينا مُزرياً.

اعتذر أخيراً لم أكن أود أن أضع فوق الإحباط إحباطاً ،وفوق اليأس يأساً ،فاعتبر عزيزي القارئ هذا المقال محاولة لإخراج البخار الغاضب لا أكثر.

“غالباً الكلام الذي تخشى أن تقوله هو الذي يجب أن يقال”جورج برنادرد شو.