آراؤهم

“٢٠٥٨”

أعلم أنني لم أكتب منذ أربعين يوماً ، لم يكُن تكاسلاً بل رحلت إلى زمن لم يتصوره البعض منكم إلى الآن ، فكل يوم مرّ عبارة عن سنّة ممّا تعدّون ، و الآن مرحباً بكم في عام ٢٠٥٨م.

-أبي عزيز ، لقداشتريت خريطة العالم من المتجر الذي بجوارنا ، هل لك أن تروي لي تاريخاً لم أعشه؟

-حسناً يا ولدي ، هذه اليمن ، قبل أربعين عاماً كانت هناك حرباً أهلية تخللتها عمليات للتحالف الدولي والتي كانت تسمى “عاصفة الحزم” ، خلّفت هذه الحرب آلاف القتلى و أكثر من مليون نازح حسب تقارير أممية ، و لا ننسى تفشي الكوليرا و المجاعة التي سحقت أهل اليمن سحقاً ، فزاد بها الجهل و الفقر و التّخلف ؛ لنذهب غرباً ، هنا الصومال ، فقد اندلعت حرب أهلية و أدّت نتائج الحرب إلى تدميرها بالكامل و أصبح أكثر من مليون صومالي متضرر من الجفاف و يعاني ٣٦٣ ألف طفل من سوء التّغذية الحاد ؛ هنا ليبيا ، من أثرى الدول النفطية ، قد مزّقتها أيضاً الحروب الدّاخلية فخلّفت حوالي ١٠ آلاف من القتلى و أكثر من مليون مواطن ليبي يعاني من حالة انعدام الأمن الغذائي بينما هاجر أكثر من ٢٧٠ ألف إلى أوروبا وفق تقرير للمرصد الأورومتوسطي ؛ وهذه العراق ، بعدما كانت منارة العالم في الفن و الثقافة بالستينات أصبحت بعد ٢٠٠٣م بؤرة للإهاب و الفساد و الصّراع الطائفي ، فكل يوم تشغّل التلفاز تجد خبر انفجار هناك ؛ لنذهب إلى جارة العراق، سوريا .. قد مزقتها الحرب الحرب الأهلية و أصبحت ساحة صراع للنفوذ الدولي ، فأدّت هذه الحرب إلى أكثر من ٧ مليون مهاجر بالإضافة إلى ٥ مليون لاجىء حرب ؛ و فلسطين؟ لم تعد قضية العرب الأولى! ، أليس منكم رجل رشيد يغيّر أحداث هذه الروايه لأقصصها على ابني؟!