كتاب سبر

“هوشة جهال” تقود حملة إذلال لمهنة التعليم في الجهراء

كتب صالح الرحمي:
@altyaar11
“هوشة جهال” تقود حملة إذلال لمهنة التعليم، ربما يستغرب القارئ من هذا العنوان، وربما لا يصدقه البعض، أو يعتقد بأنها عناوين للبهرجة الإعلامية، إنما من الغير معقول والأمر الذي يصعب تصديقه، بأن “هوشة جهال” تعقبها حملة لإذلال مهنة التربية والتعليم، مهنة المكافحين في ثغور حروب وزارة التربية التعيسة.
للأسف أن تكون هذه هي الحقيقة، فكلنا يتذكر خبر الهوشة التي حدثت قبل أيام وذهب ضحيتها أحد الأطفال الذي أصيبت عينه بجرح في مدرسة تابعة لمنطقة الجهراء التعليمية، عندما فتح تحقيق بالحادثة كان الأمر جدا طبيعي، فهو التصرف الطبيعي في مثل تلك الحالات، فكلنا نطالب بمحاسبة المخطئ ومعاقبة من يتهاون في أدائه الوظيفي، ولكن ما هو غير مقبول، ومن الأمور التي يغص بذكرها الذاكرون، أن يتم التكسّب من وراء تلك الحادثة من قبل من يتربصون بمهنة التعليم، وتحديدا بمن أثبتوا حبهم وتفانيهم في هذا الجانب.
فالتهديد الذي أطلقه “سكرتير” أحد أعضاء مجلس الأمة لوزارة التربية بالحادثة هز أركان الوزارة عن بكرة أبيها، ليتم بعدها تحويل التهديد إلى أفعال وزارية أمام عين سكرتير العضو، عن طريق تهديد مدراء ومديرات المدارس، وتحديدا في منطقة الجهراء التعليمية، من قبل مراقبي المراحل ومسئولي المنطقة، برسائل نصية وأحيانا شفوية، بالويل وكل الويل لمن لا تستطيع السيطرة على “الهوشات” حتى وإن كانت خارج أسوار المدرسة.
معالي الوزير، السيد وكيل الوزارة، السادة المسؤولين عن التربية، ما هكذا تورد الإبل، فكلنا يعلم مدى التسيب والإهمال في أركان وزارة التربية دون التحرك نحو الإصلاح ولو بمقدار شبر، لذلك يجب أن لا “نتعنتّر” على من خدموا الرسالة التربوية عشرات السنين بتلك الطريقة المهينة لهم، إرضاء وإكرامّا لعين “سكرتير العضو” الغاضب، يجب أن لا يكون المعلم هو الطوفة الهبيطة التي تتلقف صدورهم تكسباتكم السياسية، دعوهم وشأنهم فهم قادرين على النهوض بأجيال أفضل بكثير من تلك الأجيال التي ظهرت بعد قوانينكم وتكسباتكم.