كتاب سبر

خاف من العيمي لي إستعرب

غريب عجيب أمر الكويت والكويتيين..مجتمع فيه تقسيمات إجتماعية أكثر وأكبر بكثير من مساحتها الجغرافية ..حضر وبدو..سنة وشيعة..عرب وعجم..أصيل وبيسري..عيال بطنها وعيال ظهرها ( أخي القارئ هل لديك أقوال أخرى).
ومكمن الغرابة..ومحل العجب أنهم عند الأزمات ( لي حجت حجايجها ) يتوحدون بشكل يضرب به المثل ويكونون محل تقدير شديد من العالم كله ..وماحدث أيام الإحتلال العراقي الغاشم خير دليل ..كما ينقسمون بسهولة ويتفتتون مثل إستكانة الشاي أم نقط..التقليد.
لعبت وتلعب  بهم السلطة منذ عقود ..ومرماهم دون حارس..و “مشرع “..ومع ذلك تلف الحكومة حول نفسها وتتعالى على  أن تسجل أهدافا لأنها لا تريد إحراجهم بكثرة الأهداف ..ويضيع طعم اللعب وتتبخر الإثارة.
يأتي رجل ذو نفوذ مالي وإعلامي ويجرب حظه معهم فيجد أنها في غاية السهولة ..وبتعليمات من الحكومة يطلق بالون إختبار فينشغلون به عن أهم القضايا التي تهم البلد ..يتركون الفساد والسرقات والعقود المليارية فينشغلون بخبر نشر في صحيفة ..أو تغريدة على تويتر .. فلان تهجم على هذه الفئة من المجتمع ..لايهمهم أنه نكرة لم يسمع به أو يعرفه أحد ..يسلطون عليه ضوءا قويا حتى يكبر وتكبر حكايته …ثم فجأة ينساه الناس.
مجتمع يلوم السلطة على سوء إدارته للبلد حتى تكاد تضيع ولا يلوم نفسه على سطحية تفكيره ..وإنه يخلق من ” التافهين ” أبطالا ..يترك القرعه ترعى ..ثم يلوم السلطة و” الحلفاء ” بنهب البلد.
بصراحة بلد تخرج منه عبارة ” لاتخاف من العقرب ..خاف من العيمي لي إستعرب” وتصبح مثلا ..أو هذا جاي الكويت سباحة وهذا جاي من الشمال ..بلد لا يمكن أن يتطور.
والأمل فيى أن يأتينا الجيل العاقل ..والكويتي المنتظر ..الذي يؤمن بأن فعلا الوطن للجميع.