كتاب سبر

بين حانا ومانا ضاعت لحانا

هذا هو أسلم تعبير يمكن ان ينطبق على أحوال البلد هذه الأيام وبعد أن أصبحت  محاكمنا الموقرة كالمول التجاري من كثر ما ارتادها مواطنو بلاد الشفافية والديموقراطية التي نتغنى  بها دائماً لنقنع او بالاحرى لنكذب على أنفسنا بأننا نتنفس ديموقراطية، حكمت أخيراً المحكمة الدستوريه وانتهينا.
 
ولم تكن الثالثة ثابته كما يقال، بل قال القضاء كلمته الفصل  سواء أعجبتنا ام اغضبتنا فلا مجال للنقاش والمجادلة عندما ينطق القضاء فالكل يخرس ويبلعها حلوة كالرهش هذه الأيام ام مرة كالقهوة.
  
الآن بماذا يمكن أن نبدأ بعد أن تراكمت مشاكلنا إلى حد التشابك. وبماذا عسانا أن نمنّي أنفسنا لتنهض بلادنا من هذا النوم الذي طال مداه؟.
هل هناك بصيص من أمل ان تصفو النفوس وتُطهر البلاد من عناصر الفساد الذي عاث ولاث سنوات طويلة في خيرات البلاد حتي اصبح معه الإصلاح حلما طال انتظاره؟.
هرمنا وشابت الحانا ولحي أبنائنا أيضاً وهم يمنون النفس ان يتحرك قطار التقدم والازدهار والتنمية المعطلة بفعل فاعل، ولكن لا بوادر أبدا لكي نتأمل خيرا، والأسباب عديدة.
 
وأول هذه الأسباب وأهمها عدم جدية الحكومة في تنفيذ المشاريع والتعلل بالدورة المستندية وبيروقراطية التخلف التي نعيشها ونتعايش معها من زمن بعيد ومازلنا، والسبب الاخر الذي لا يقل أهمية هو وجود اصحاب المصالح او لنقل أدوات المتنفذين في كل مفاصل الدولة وهم من لهم اليد الطولى في تعقيد كل ما لا يتماشي مع مصالح المعازيب 
وهناك اسباب اخرى لا تقل اهمية أيضاً ومنها عدم تطبيق القوانين التي مازالت علي الورق ولا تطبق سوى على المسكين الغلبان الذي ذنبه الوحيد هو المشي في طريق مستقيم ظناً منه انه في بلد قانون محترم.
…………..
تابعت كما تابع غيري فيلم “إسمعني” لمجموعة من الشباب الطموح والذي يقطع القلب ولكنني لم اندهش كما اندهشت مجموعة بجانبي من نفس جيلهم..  لماذا؟.. لأنني لم أر جديداً أبدا فيما دار من حديث وهموم ومشاكل، فما ذكروه وعانوا منه بل هي نفس المشاكل التي عاني منها آباؤهم من الستينات إلى الآن ولم يكن هناك جديد يا أبناءنا الأعزاء فلا  تتفاءلوا خيرا الا اذا كُنْتُمْ سذجاً إلى هذه الدرجة.  
……….. 
“14 يوما هزت الكويت”.. مجموعة كلمات لشخصيات عاشت الازمة السياسية في فترة ما من تاريخ الكويت  التي نشرتها جريدة القبس بضوء اخضر او بأمر السيد الفاضل جاسم الخرافي وفي هذا الوقت ما هو المطلوب من هذه الرساله و في هذا التوقيت والي اين يراد بها ان تصل؟.
 
وهل هناك ارتباط لهذا الموضوع وبالشكوى التي قدمت للنائب العام من السيد جاسم الخرافي ضد من سرب المسجات هذه الأيام ويدعي ان هناك شريطاً صوتياً لكلام خطير يدور في الخفاء بين شخصيات لها ثقلها؟.  
ام هي حرب مراكز القوى التي تبحث عن تبادل المواقع والمواقف بعد ان شعرت بمخططاتها وتسريباتها التي انتشرت في الآونة الاخيرة  تتكشف  وتثير الكثير من الغموض. 
لننتظر غداً.. وإن غداً لناظره قريب. ً