كتاب سبر

المسرحية مستمرة

إذا أردت ان تتبعك الشعوب كالقطيع فشذب وزركش الخطاب الديني كما تشاء. فالدين هو الوسيله المثاليه التي تمتطي للوصول الي الغايات في كل العالم وليس فقط عالمنا الاسلامي. 
فما بالك في عالمنا العربي الذي اصبح ارضيه خصبه لمن يملك قوة الخطاب الديني والتفسيرات الهوائية والإبداع في فن الخطابه الذي تميز به اغلب رجال الدين السياسي. 
والذي يجد أرضا مناسبا جدا عند فئة الشباب وطلبة المدارس. وانا شخصيا عايشت هذا الوضع في أواخر السبعينيات وكنت من أشد المنبهرين والمتحمسين لهذا الخطاب ورجالاته فكنت يوما تجدني اذهب لمسجد العلبان في كيفان لمتابعة الشيخ القطان الذي يطلق علي منبرة منبر القدس وتارة اخري نذهب لحولي لمتابعة الشيخ ابو زنط وفي احدي المرات وجدت نفسي امام جهيمان العتيبي في العمريه والذي لم اعرفه سوي بعد هجومه الذي هز العالم الاسلامي داخل الحرم المكي. 
لقد استوقفتني الجمله التي تطرق لها الأخوة في مجلس التخطيط وقرأتها في الصحف وهي كما جاءت ( العقل الأصولي يسيطر علي مناهجنا الدينيه). 
ولهذا احببت ان أدلي بدلوي في هذا الموضوع الحساس جدا وما الذي دعي هذا الفكر الأصولي هو الذي يتفوق علي ما عداه. 
خاصة ونحن مجتمع منفتح ومتدين ولازال للعادات والتقاليد المحافظة مكانه طيبه بين أسوار كل البيوت. 
إذن هناك خلل ما ترتب عليه هذا التفوق للفكر الأصولي المتطرف وليس من طائفه واحدة مع الأسف بل من كل الطوائف الموجودة في المجتمع. 
حتي اننا نجد اغلب البسطاء المتسامحين ينزوون خجلا وخوفا من الخوض في مثل هذه المواضيع الحساسه. 
يا ساده يا كرام لو طبق القانون وكان هناك حزم من طرف الدوله لوجدنا الناس تمشي علي السراط المستقيم ولكن فلت الزمام من أيدي من بيدهم الزمام فرعت القرعا كما تشاء وخاضت الرويبضات في شأن العامه وتولت اراذل الناس المراكز الحساسه فوجدنا الفوضي الخلاقه تعوث في البلاد من غير حسيب او رقيب. فالناس هنا تلتزم وتحافظ علي النظام عندما يكون هناك التزام في الحكومه. اما غير ذلك فلكل طريقته في ما يراه. 
وهذه اكبر العلل وأهمها فان صلحت الحكومه وقياداتها صلحت الناس بالتبعية. وإلا لا تفرض علي ابنك ان يمتنع عن التدخين. وهو من يولع لك الزجارة. 
الإصلاح دائماً يبدأ من القاعدة فالمدارس والتعليم هي البدايه فدعونا نصلح التعليم لتكون مخرجاته هي قيادات المستقبل 
فبدلا من إلغاء التهم علي الدين وجعله هو الشماعه التي نلقي عليها اسباب تخلفنا لنرتقي بفكر أبناءنا اولا وليكون السلام والحريه والتعايش السلمي بين جميع المكونات هو الأساس الصحيح الذي نبني عليها كل الآمال للتتقدم بلادنا من خلال الحب والسماحة كما بناها الآباء والأجداد الأميين البسطاء. وجئنا نحن المثقفين المتعلمين فدمرناها بأسم الدين تارة وبأسم الحريه والديموقراطيه تارة اخري.
هذا فيض من غيض يا حكومه ويا مجلس التخطيط. فأين اللجان والمستشارين والدراسات التي ملأت الأدراج وشهادات الدكتوراه المضروبة التي صفقتم وكرمتم من حاز عليها وانتم تعلمون بخمبقتها. 
الكل يضحك علي الكل.  إذن المسرحيه مستمرة اذا لم يكن هناك نيه صادقه لإنقاذ الكويت. من كل الشوائب التي علقت بها. 
حز في نفسي ما حصل في نهائي كأس ولي العهد هذا الشيخ الطيب الذي لا يستحق منا الا كل الحب والتقدير
فما جري مهزلة علي الهواء مباشرة 
السؤال هل كان القادسيه بحاجه الي هذه ألمساعده أبدا فهو يفوق العربي مستوي وإمكانيات ولكن لاسامح الله من كان سببا في هذه المهزلة. 
عذراً يا سيدي سمو ولي العهد الشيخ الحبيب فالرسن فالت في كل المجالات مادام هناك من يري نفسه فوق القانون
وآخر دعوانا ان يحفظ الله الكويت وأهلها من بعض أهلها