كتاب سبر

محمد الفجي قصة لن يفهمها الجبناء

عذرا يابو خالد.. إن من كان جبانًا متشردًا هائما علي وجه ويتسكّع بالفنادق ذات الخمسة نجوم ولم يكن له أي دور إيجابي لنصرة قضيتنا إبان الغزو الغاشم ومن كان مختبئًا في سرداب بيت أحد أقربائه طوال السبعة أشهر المظلمة في تاريخ الكويت هم من تصدّر المشهد بعد التحرير ولا زال، وصدق القائل إن الكفاح والثورات والمقاومة يقوم بها الأبطال الشجعان، ومن يجني ثمار النصر دائمًا هم الجبناء المنزوين في الظل. 
إنها حقيقة ثابتة، سمعنا عنها وأمد الله في أعمارنا لنراها علي أرض الواقع المرّ مع شديد الأسف والأسى أيضًا، أقولها متحسرًا علي بلدي الجميل الذي أراه يضيع امام عيني يوميًا من سيئ إلى أسوأ.
إن من يعرف بوخالد  يعرف معني الرجولة والشهامة والخلق الرفيع، لم يستجدِ من أحد للوقوف معه في محنته التي آبى ألا يتطرّق لها بتاتًا لا لقريب ولا لبعيد والتي اجزم وأنا بكامل قواي العقلية، بل وأقسم لو أراد بوخالد أن يتنازل قليلاً عن كرامته وعزته، لوجد كل الأبواب تنفتح أمامه قبل غروب شمس النهار. 
ولو بني خيمته في احدى ساحات الكويت لسددت كل الديون المتراكمة عليه ولو كانت بالملايين، ولكنه يأبى أن يتطرّق أي كان لهذا الموضوع حتى من أقرب الناس إليه، وهذه خصوصية لا نريد الخوض فيها. 
عذراً يا بوخالد ومثلنا يخجل من الاعتذار، ولكنه الجحود والغيرة التي مزّقت ما تبقي في قلوب بعض الخبيثين من أهل الكويت، ولكن ثق تمامًا بأن الكثيرين مثلك من الشرفاء والأبطال ومن كان لهم دور مشرّف أثناء الغزو قطع عنهم الماء والكهرباء بفعل فاعل لا يجهل أمثالك.. ولهذا أسباب عديدة جدًا بعد أن تصدّر المشهد الجبناء. 
ماذا تتوقع من جبان وجاحد وطماع يفزع ويرتعب لضجيج في غرفة مجاورة في بيته هل هذه النوعيه تمتلك أخلاق الفرسان، أبدًا.. بل تحتمي خلف المنصب الخادع لتمارس كل جبروتها وطغيانها وعنجهيتها، ولا تحب ان ترى الرجال الشجعان الذين صالوا وجالوا في الليالي حالكة السواد التي مرت بتاريخ الكويت. 
لأنهم بكل بساطه يذكرونهم بجبنهم وبمواقفهم المشبوهة التي مارسوها لتصل بهم الي اعلي المناصب في البلاد الان. 
عذرا يا بوخالد. ليست بلادك كما كنت تتمناها ويتمناها الشرفاء أمثالك بل أصبحت أرضا خصبة لكل من هب ودب وتزلف لشيخ متنفذ او مسئول ذو منصب وحرامي ليصل لمبتغاه وليكون بعدها اداة في يد ولي نعمته. 
لم ينظروا لها كبلد جميل بناها آباءنا وأجدادنا وصبروا علي حرها وبردها وشظف العيش بها ليسلموها لنا بلدا جميلا يحسدنا عليه كل العالم بل رأوها كعكة قابلة للتقسيم لبضع عشرات فقط وصلت أرصدتهم للمليارات ولم يشبعوا ولن يشبعوا أيضاً، إنهم لا يريدون ان تقطع الكيكه بالتساوي ليأكل منها أهلها الطيبون بل حاسوها في رجل حمار كما يقول الشياب. 
ولكنها رحمة الله بنا كبيرة ان جعل كل الخيرات تحت الارض والتي اجزم لو كانت بيدهم لباعوها وباعونا معها قبل ان ترمش أعيننا. ومن غير رحمة ولا رأفه، عليك فقط بمشاهدة المنظر من بعيد لتري الحال التي وصلنا اليها وكيف كنا وأين وصلنا، إن الوطنية ياعزيزي بهتت وذهبت في خبر كان. ولم تعد الوطنية اللي علي خبرك واحتفالاتها الجميله وغناويها التي تحرك المشاعر وتنتزع الآهات والدموع من فرط الحب الجارف للبلاد والتي جعلت منك ومن امثالك من الشرفاء تضعون أرواحكم علي اكفكم من اجل تحرير الكويت. 
بل أصبحت وطنية أعلام واحتفالات زائفة تفوح منها رائحة الفساد المالي والمناقصات المشبوهة لفلان وفلانة وتسديد الفواتير مسبقة الدفع، وطن النهار الذي نعرفه وعشقناه وكافحنا لتحريره سيعود قريبا جدا يابو خالد.. وستعود انت أيضاً معززا مكرما الي بلد عشقتها وضحيت لأجلها كما ضحي اسلافك   
وإن غداً لناظره قريب.