يا دار محنا أجانب ولا أغراب !

سأسرد لكم قصصًا قصيرة -واقعية- .. قد تكون مسلية للبعض لكنها في الحقيقة مؤلمة ! 

– لينا موظفة تتقن و ببراعة فن القلقسّة .. فتجدها تتمخطر أمام مكاتب المدراء و ( الإكبارية ) بل و أحياناً تشاركهم الفرحة فتعرّض وجهها – غصب – لتطلب لفلان قهوة فيشرب و تشرب معه ولا تسمع غير القهقهات و الكركرة !!؟

هي مجرد دقائق تصل أحياناً لسويعات .. بعدها تخرج وهي بكامل كبريائها و تنفخ حالها على وجه من يمر أمامها – فهي لتوها خرّجت من عند المدير .. الوكيل .. و لربما الوزير .. أياً كان .. المهم ذو منصب

بعدها بأيام .. تندهش لحيازتها صلاحيات ليست من حقها .. و فجأة بعد ما كانت وظيفتها الأساسية دعاية و إعلان .. تجدها تنظم اجتماعات و تترأسها بل تحاضر فيها و تذكر المدير بمواعيده .. يعني بالكويتي صارت ايده اليمين !!

و في أثناء أشهر حملها تسحبها إجازة إلى ما بعد الولادة لا طبية لا عماة عين و بمرتب كامل 2000 دينار ! نوط ينطح نوط !! ؟؟

و إحنا ياالكويتيات نفحط و و نطحس و ملعون خيّرنا وفوق هذا رواتبنا يا نازلة مقصّملة يا يمنون علينا بإجازتنا !!؟

–

طوني موظف عادي بإحدى الشركات الخاصة .. ما هي مهنته بالضبط ؟ الله يسلمكم يقف عند أي منتج و يعطي الزبائن المعلومات الكافية الوافية عنه بالإضافة إلى النصائح التي يوجهها للمشترين عن الأفضلية .. و يقوم بعمل مقارنات عن منتجات أخرى .. فضلاً عن هذا كله – ريجه الحلو – جعله بقدرة قادر المسئول عن المبيعات و بالتالي المدير من غير حاجة لأي من ذلك التسلسل الوظيفي في المهنة !!

ليصبح راتبه 5000 دينار شهرياً + سيارة  ( مع أحقيته في الإختيار و التبديل كل شهر ) + بدل ايجار + خط فواتير مع دفع مصاريف الخط + انترنت مدفوع مسبقاً + مصاريف مدارس أبنائه ( اللي يدرسون بالمدرسة الأمريكية  ) !! كل هذا غير العروضات و المزايا الأخرى مع تذاكر سفر على حساب الشركة .. !!

أستطيع الجزم بأن طوني هذا دار الكرة الأرضية كلها هو و عائلته !!؟

–

و لو الكويتي يطحن بشغله و يعفر فيه ما تلقى ربع اللي عند صاحبه طوني الموقر !!؟

احنا ليه بغينا زيادة رواتب شوف الذل اللي يحوشنا من حكومتنا الرشيدة !! و تصير قضية و تدخل لجنة للدراسة و التمحيص و عقب مليون شهر يقرونها ! و كلها 50 دينار !!!؟

–

تجيك ميّسون المزّلطة .. واللي يتنبأ بوصولها من صوت  كعبها و صوت طقطقة اللبان .. توزع ابتسامات للكافة و خاصة أصحاب المراكز .. هي سكرتيرة المدير .. و فجأة تتلاسن مع زميل عمل – كويتي – في خلاف نشب بينهما في أثناء قيام الأخير بغلطة مطبعية لا تستوجب الجدال أصلاً !! و سبحان الله لأنها ذات صيت و سمعة ( يعني يعرفونها ذوي السلطة ) !! فكانت والله مجرد أسبوعين و يفصل أخونا الكويتي من غير سبب !!!؟؟

يا ســـلاااااام !!!؟

—

و آخر – غير كويتي – يُعرف أنه صاحب إحدى الشركات الوسيطة في الكويت .. بيته كائن في إحدى المناطق الراقية .. سياراته فارهة إلى حد الجنون ! فتجد عنده البناميرا – بقاتي – استون مارتن و غيرها من ذلك ..

يمشي كالأسد .. خشتّه مرفوعة و ينظر إليك بإزدراء !! فمن أنت أصلاً ؟؟

و معاملاته تنتهي بأسهل الطرق و أبسطها..

يملك الكثير و لا يهاب التسفير !!

–

لا أجد ما أقول كتعليق عن ما يحدث سوى أن أردد ما قاله ناصر القصبي في احدى حلقات طاش ما طاش 17

( يومي طفل، كنت آكل تراب لين رمل الوطن تغلغل بجوفي .. يا دار محنا أجانب ولا أغراب .. شوفي بقايا الرمل في الوجه شوفي ) !!

صِدّق الشاعر !! و صح لسان من قال !!