كتاب سبر

للتصحيح.. يا شيخ عثمان الخميس!

استمعت للشيخ عثمان الخميس وحديثه عن حرب غزة ورده على التعليقات التي وصلته لحديثه الأول عن نفس الموضوع وهو حرب غزة، وحقيقة كم تمنيت أن لا يسقط الشيخ عثمان الخميس مع الساقطين بالحديث عن دماء الشهداء في غزة، ولكنه وللأسف انضم للطاعنين والمشككين في جهاد الفلسطينيين..
وعليه فإن لي وقفات على ما قاله الشيخ عثمان الخميس..
1- في حديث الشيخ عثمان الخميس عن الجهاد في فلسطين تحدث عن رأي السابقين من العلماء مثل الشيخين بن باز وابن عثيمين وكذلك الإمام الألباني رحمهم الله جميعا، ولكنه لم يذكر قول أي منهم، وطالما لم يتطرق الشيخ عثمان لآرائهم وذكرهم بالاسم فقط فإني سأضع فتوى للشيخ بن باز رحمة الله عليه عن رأيه بالجهاد في فلسطين، حيث سئل الشيخ الآتي:”ما تقول الشريعة الإسلامية في جهاد الفلسطينيين الحالي، هل هو جهاد في سبيل الله، أم جهاد في سبيل الأرض والحرية؟
وهل يعتبر الجهاد من أجل تخليص الأرض جهادا في سبيل الله؟
وكان جواب الشيخ..
لقد ثبت لدينا بشهادة العدول الثقات أن الانتفاضة الفلسطينية والقائمين بها من خواص المسلمين هناك وأن جهادهم إسلامي؛ لأنهم مظلومون من اليهود، ولأن الواجب عليهم الدفاع عن دينهم وأنفسهم وأهليهم وأولادهم وإخراج عدوهم من أرضهم بكل ما استطاعوا من قوة.
وقد أخبرنا الثقات الذين خالطوهم في جهادهم وشاركوهم في ذلك عن حماسهم الإسلامي وحرصهم على تطبيق الشريعة الإسلامية فيما بينهم، فالواجب على الدول الإسلامية وعلى بقية المسلمين تأييدهم ودعمهم ليتخلصوا من عدوهم وليرجعوا إلى بلادهم عملا بقول الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ}
مجلة الدعوة الصادرة في9/8/1409هـ – مجموع فتاوى ومقالات متنوعة الجزء الرابع
وهذه الفتوى من الشيخ بن باز رحمة الله عليه كانت في الانتفاضة الثانية عندما كان الفلسطينيون يواجهون جيش الصهاينة بعدته وعتاده بصدورهم العارية وبسلاحهم “الحجارة” فقط لا غير يا شيخ عثمان، ولم يقل الشيخ بن باز رحمه الله عليهم التسلح ولم يقل إن حجارتهم عبثية لأن الله تبارك وتعالى قال في محكم تنزيله “وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى”
2- ذكرت يا شيخ عثمان في حديثك للدلالة على إن حماس ليسوا بأهل جهاد عن مؤتمر نصرة سوريا الذي عقد في مصر، وقلت إن من اجتمعوا في مصر غرروا بالناس وحثوهم على الجهاد في سوريا وهربوا هم!
وأنت هنا لم تذكر الحقيقة كاملة للعامة الذين يجهلون حقيقة هذا المؤتمر..
لقد كان عليك أن تذكر إن هذا المؤتمر عقد في مصر بتاريح 15-6-2013 أي قبل الانقلاب بأسبوعين، وهو أيضا كان قبل المهلة الأولى التي منحها السيسي لمرسي بأسبوع، والتي كانت مدتها سبعة أيام، قبل أن يمنحهم المهلة الثانية والتي كانت مدتها 72 ساعة، ولم تذكر لهم إن العلماء وتحديدا صفوت حجازي “وهو من قصدته بحديثك” قد قال تحديد “إننا نريد نحن العلماء التوجه إلى سوريا لتوجيه الثوار السوريين هناك” ولم تذكر لهم يا شيخ عثمان إن بعد هذا المؤتمر حدث الانقلاب، ثم تقول إنهم غرروا بالشباب واختفوا!
يا شيخنا الفاضل هم سجناء عند الانقلابيين إن كنت لا تدري عن هذه المعلومة!
3- قلت إن الحمساويين لا يجاهدون في سبيل الله بل في سبيل الحزب واستندت لمقولة في بيعتهم ” الجهاد في سبيل الحزب ” ولا أعلم يا شيخ من أين أتيت بهذا النص وافتريت به عليهم، رغم إن كل كتبهم ذكرت نص بيعتهم المشهور والذي “يعايرون” اليوم به “الله غايتنا، والجهاد سبيلنا، والموت في سبيل الله أسمى أمانينا”، وكل ذلك يا شيخ لتغرر بالمستمعين والمتابعين لإثبات صحة ما ذهبت إليه، بل وزدت عن ذلك فدللت بحادثة مسجد ابن تيمة والذي تمت فيها المواجهات، وقلت إن من تحصن بالمسجد أقاموا دولة إسلامية ليطبقوا شرع الله، وأن حماس قتلتهم وأن الشيخ القرضاوي قال كذا وكذا..
وأنا هنا يا شيخ أقر بالكامل إن دماء المسلمين محرّمة ولا تحل، وأن ما فعلته حماس خطأ لا يغتفر من وجهة نظري، ولكن في الدول العربية والإسلامية أغلب الدول لا تحكم ولا تطبق الشريعة الإسلامية ومنها الكويت، فهل يحق لأي كان أن يتحصن بمسجد ويعلن قيام الدولة الإسلامية وتطبيق الشريعة منه؟
وإن فعلها فما حكمه إن قُتل، وما حكم قاتليه؟
4- تكرر أنت يا شيخ عثمان والأخرين ممن هاجموا المجاهدين الفلسطينيين إن هناك أطفال ونساء قتلوا من أهل غزة، ووضعت اللوم على المجاهدين، وهناك أمور يجب أن توضيح..
الأول..
نسيت أو تناسيت إن المجاهدين أصلا هم من أهل غزة وأن من يقتل هم نساؤهم وأطفالهم، وأنهم صابرون محتسبون لأن أهل الإسلام وأهل النخوة والمشايخ أمثالك وبعض العلماء قد تخلوا عنهم وتركوهم للصهاينة يُقتِّلون فيهم!
ثانيا..
إن العدو هم الصهاينة وقد هزموا شر هزيمة وتكبدوا الخسائر الكبيرة، فقاموا بقصف الأطفال والنساء ليتم الضغط على المجاهدين، ويقول “المثبطون” كما قلت أنت، فيحقق الصهاينة انتصارا على المجاهدين لم يكونوا ينتظرونه، ويستمروا في خناق الفلسطينيين!
ثالثا..
نسيت أو تناسيت يا شيخ إن من لم يمت بالقصف مات أو سيموت من الحصار، وبدلا من مهاجمتك لمن يحاصرهم ويمنع الماء والكهرباء والغذاء والدواء عنهم هاجمت من يحاول أن يفتح المعابر لهم!
5- قلت يا شيخ “في بداية الثورة السورية إنك رفضت ما يقوم به الثوار، ولكن بعد أن تمكنوا وقفت معهم، وأيضا في فلسطين إن تمكنوا ستقف معهم”، ورغم إن الثوار في سوريا شهداءهم في بداية الثورة لم يتجاوزوا بضع آلاف قبل أن يتمكنوا، وبعد أن تمكنوا بلغ عدد الشهداء 191 ألف حسب آخر تقرير صدر منذ يومين..
وأنت تساندهم يا شيخ رغم إن عدوهم يمتلك مثل الصهاينة من طائرات ودبابات، ولكنه زاد عليه بالكيماوي والبراميل المتفجرة وكل تلك الأسلحة استخدمت ضد الثوار، فقتل الأطفال والنساء والشيوخ والمعاقين وغيرهم، ومع ذلك نجدك تقول إنك اليوم تقف معهم وتساندهم في مواجهة عدوهم!
وعليه يا شيخ هاجم المجاهدين في غزة الآن وسيأتي اليوم الذي إما أن تقف فيه مع المجاهدين وتساندهم كما فعلت مع الشعب السوري أو ستصمت وستكف أذيتك عنهم، لا لأنهم ليسوا على حق، ولكن لأنك كاره لهم!
وللعلم يا شيخ عثمان إن ما في النيات لا يعلمه إلا الله تعالى، فلا تجعل من نفسك حكما على النوايا وتدّعي إن جهادهم ليس لوجه الله، فمن استشهد منهم سيكون خصيمك أمام قاض السماء.. فانتبه!
أسأل الله الهداية لي ولك..
ولا حول ولا قوة إلا بالله،،،