رضا الشعب = سخط الله

هي فلسفة انطلقت من التفكر والتدبر بحديث المصطفى الحبيب وهو يقول “مَنِ الْتَمَسَ رِضَى اللَّهِ بِسَخَطِ النَّاسِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَأَرْضَى النَّاسَ عَنْهُ، وَمَنِ الْتَمَسَ رِضَا النَّاسِ بِسَخَطِ اللَّهِ سَخَطَ اللَّهُ عَلَيْهِ، وَأَسْخَطَ عَلَيْهِ النَّاسَ” دعونا نتجول في الحديث وننظر إلى حالنا اليوم وكيفية مراقبة الشعوب ! وأخذ الرضى منهم, من التمس رضا الله بسخط الناس .. هُنا يجب ان نتوقف قليلاً ونشاهد حالنا من كُل الجوانب.

1

رضا الله هو المطلب الأساسي كما نصت عليه النصوص المقدسة وجميعُنا يطلب ذلك ولعل الخالق بقدرتة الجبارة أن يرحمنا ويرضى عنا, هنا سوف اتكلم لا عن الشخص العادي الذي تُشاهده انت ولاتعلم ماهو في قلبه فلربما يكون اشد الناس ايماناً ولكن لا نعلم عنه لن اعماله سرائر بينه وبين مولاه .. هُنا سوف اتكلم عن راع الرعيه الذي إن احسن مع ربه احسن الى الناس وبمقابل احسانه الى الناس .. يرضى عنه الناس

كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم .. من اليوم من رُعاة الرعية يلتمس رضا الله .. لانعلم فلربما جميعاً يلتمسون ذلك ولكن يقولون ان الحادثة الجميلة إن وقعت بقصد النيه الطيبة وعدم المنافقة بها سوف تنتشر لا محالة بين جميع الاوطان والشعوب والدليل على ذلك حادثة ابا بكر الصديق .. في أحد الأيام كان عمر يراقب أبو بكر الصديق في وقت الفجر وشد انتباهه أن أبا بكر يخرج الى أطراف المدينة بعد صلاة الفجر ويمر بكوخ صغير ويدخل به لساعات ثم ينصرف لبيته … وهو لا يعلم ما بداخل البيت ولا يدري ما يفعلة أبو بكر الصديق داخل هذا البيت لأن عمر يعرف كل ما يفعله أبو بكر الصديق من خير إلا ما كان من أمر هذا البيت الذى لا يعلم عمر سره !!

مرت الايام ومازال خليفة المؤمنين أبابكر الصديق يزور هذا البيت ومازال عمر لا يعرف ماذا يفعل الصديق داخله إلى أن قرر عمر بن الخطاب دخول البيت بعد خروج أبو بكر منه ليشاهد بعينه ما بداخله وليعرف ماذا يفعل فيه الصديق رضي الله عنه بعد صلاة الفجر !! حينما دخل عمر في هذا الكوخ الصغير وجد سيدة عجوز لا تقوى على الحراك كما أنها عمياء العينين ولم يجد شيئاً آخر في هذا البيت فاستغرب ابن الخطاب مما شاهد؟ وأراد أن يعرف ما يفعله الصديق مع هذه العجوز العمياء ؟

سأل عمر العجوز : ماذا يفعل هذا الرجل عندكم ؟ (يقصد أبو بكر الصديق)

فأجابت العجوز وقالت : والله لا أعلم يا بنى فهذا الرجل يأتى كل صباح وينظف لي البيت ويكنسه ومن ثم يعد لي الطعام وينصرف دون أن يكلمنى !!؟؟

جثم عمر ابن الخطاب على ركبتيه واجهشت عيناه بالدموع وقال عبارته المشهورة: (لقد أتعبت الخلفاء من بعدك يا أبا بكر)، وإن كُنتي لاتعرفين ابابكر فالله يعرف ابا بكر .. هُنا يكتمل وضوح الجزء الاول من الحديث الذي قاله الحبيب وكما يعلم الجميع إن ابا بكر سخط في الناس بحرب الردة والتمس رضا الله انا هُنا لا اُسطر الجداول للمقارنات ولكن لنعلم رضا الشعب كيف هو اليوم !

2

“وَمَنِ الْتَمَسَ رِضَا النَّاسِ بِسَخَطِ اللَّهِ سَخَطَ اللَّهُ عَلَيْهِ، وَأَسْخَطَ عَلَيْهِ النَّاسَ” إن تدبرت الحديث سوف تقول ” رضى الناس غاية لاتدرك ” والراع دائما يطلب الرضا من الشعب بكل الاحوال لكن هل الراع من التصنيف الاول الذي يلتمس رضا الله بسخط الناس ام يلتمس رضا الناس بسخط الله .. رضا الشعب بكل بساطة كما اُشاهده هو عمل دوري كُرة قدم وحكام جيدين وانشاء ملاعب جيدة ومُبهرة !

لكن هل تتوقع يطلب رضا الله بذلك وانت عندما تنتهي من المدح والثناء على تلك الملاعب ينتقل لسانك الى مرحلة اخرى وتقول فلسطين تنزف والعراق ينزف والدول العربية جميعُها تنزف .. لاشأن لنا بالدول العربية إن كُنا غير قادرين على مساعدتهم ولكن لماذا المراوغة والتثعلب لهدم كل هذه الدول .. نحن شعب احاديثُنا واحدة صحيح اننا نرواغ في بعض الاحيان لخوفنا من كشف التسلل الذي في اي لحظه يقع عليك 

وإن كٌنت في خط الدفاع ! 

افتراءات وتخبط في الراع عندما يطلب الرضا من رعيته وبالمقابل لا يرضى عنه الشعب .. كم مره تسائلتبينك وبين نفسك وقلت .. “الحاكم زين الوطن زين ليه الوضع مو زين ؟ !” هنا سوف تجد الرد والتصديق بأن جميع مايقوله الرسول صلى الله عليه وسلم صحيح وواقعي , من التمس رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه واسخط الناس عليه .. جميعهم يطلبون رضا الناس بسخط الله.

عزيزي رضا الشعب بالوقت الحالي وباختصار مُفصل .. عام 1980 سوف يتم الإنتهاء من جامعة الشدادية الآن عام 2014 سوف يتم الانتهاء من جامعة الشدادية في 2022 لو انهم طلبوا رضا الله حقاً لم نقف هنا لكي نبحث عن اخطاهم ونتكلم عن واقعنا !

بقلم.. سعود عزيز الشمري