كتاب سبر

أحاديث عن إيران… ومدينة سام!

جيراننا على الضفة الشرقية للخليج، الإيرانيون، لهم طريقتهم الخاصة في فرش المائدة وتوزيع الأطباق عليها. 
هم لا يتناولون الطبق الرئيسي إلا بعد الانتهاء كلياً من السلطات والمقبلات. وبعد التلذذ بشوربة “شلة قلمكار”. صحتين وهناء.
على أنهم قوم عُرفوا بطول النفس والصبر. والأهم اتقان العمل… حتى في عصرنا هذا ستجد فارقاً كبيراً بين “شغل الإيراني” وغيره. بدءاً من البقالة، وترتيبها وتوفيرها لكل ما تحتاجه، وليس انتهاء بالمخابرات.
———————-
وعلى سبيل “المرجلة”، لا ينسى الإيراني ثأره ولو امتدت به السنون والقرون. لذا لن تجد فارسياً يحمل اسماً من أسماء أبطال “قادسية عمر” أو “نهاوند”. لن تجد فارسياً يحمل اسم؛ عمر أو سعد أو القعقاع أو عاصم أو خالد أو النعمان أو مقرن أو المغيرة أو غيرهم من نجوم تينك المعركتين.
حتى لو نطق الإيرانيون بالشهادتين بسبب هؤلاء الأبطال، لا يمكن أن ينسوا ثأراتهم. ولا يمكن أن ينسوا ما فعله اليمانيون في تلك الأيام.
—————————-
واليوم تهاوت أعمدة مدينة سام بن نوح، صنعاء، قبل أن تسقط ويسقط معها اليمن المنكوب، وتسقط معهما كثير من الأقنعة. وينتقل قرار اليمن من أيدي اليمنيين إلى أيدي الجيران! 
آهين يا هذا الزمان الشنعا / وأبناء يعرب كلبوهم خنعى
روحوا لقبر الشاعر البردوني / ثم اشرحوا له ما جرى في “صنعا”
قولوا مدينة سام ابن نوح أدبرت / والعُرْب ذا يبكي وهذا ينعى
ها نحن نلوح بكفوفنا لتوديع اليمن، بعد أن ودعنا العراق وسورية ولبنان. والطاولة الإيرانية تتسع لخريطة إفريقيا.
والدولة التي لا يمكن زرع ميليشيات إيرانية عسكرية فيها لأسباب دولية، ستتم زراعة خلايا نائمة فيها، وتتم حماية هذه الخلايا عبر الإبتسامة الدبلوماسية الماكرة، وعبر المكالمات الهاتفية مع مسؤولي الدولة التي هم فيها… إلى أن يحين وقت انهاء تلك الابتسامة وايقاظ تلك الخلايا.
—————————-
ملحوظة صغيرة: ما زال الإيرانيون يتناولون السلطات والشوربة. لم (أو لما) يحن بعد وقت تناول الوجبة الرئيسية.