كتاب سبر

الرئيس الطفل أم الطفل الرئيس؟!

الرهان على الشباب سمة من سمات الشعوب المتحضرة وليس الأمر محصورًا في قطاع دون آخر بل على كل الأصعدة، لا بد من منح الشباب تلك الفرصة التي ينتظرونها، لكن يبقى سؤال يفرض نفسه على أي حوار يمكن أن يطرح على الساحة هل أعددنا الشباب الإعداد الكافي ليمنحوا مثل تلك الفرصة بدلا من أن نتورط في رئيس طفل أو طفل رئيس في أي موقع؟
مرزوق الغانم كمثال لو نظرنا إلى تجربته السياسية والإدارية ستكون الحصيلة أقل بكثير مما يفترض أن تكون لديه للحصول على موقع متقدّم في البنية السياسية المحلية (رئيس مجلس الأمة)، ولو دققنا على مبررات شغله مثل هذا الموقع لن نفاجأ إذا ماعرفنا أنها (تاجر ولد تاجر ولد تاجر) أما بقية المهارات فهي متوفرة في أترابه، لكنها ربما تكون غير ذات جدوى في الواقع المتردّي الحالي.
الأمر ليس أفضل حالاً في رأس السلطة التنفيذية، فالمؤهلات (ياحسرة) أيضًا (شيخ ولد شيخ ولد شيخ)، أما المؤهلات الحقيقية غير موجودة استنادا إلى السيرة الذاتية لسمو الرئيس، لكن هذا الأمر لا يعنينا كثيرًا فنحن مشغولين في الواقع الشعبي أكثر من الواقع الحكومي، ومادام الدستور ربط هذا المنصب بقرار من سمو الأمير فهو المعني قبل غيره.
رغم أهمية إعطاء فرصة للشباب، إلا أن مرزوق الغانم كمثال لم يكن المثال المفترض الذي ينتظره الشعب الكويتي،  فمنذ تسلم منصبه الحالي، يعتقد البعض أنه  تحوّل إلى (ديكتاتور) صغير، يكاد يقول أنا ربكم الأعلى، فهو لا يريد من زملائه أن ينتقدوه، ومثال ذلك ما حصل مع النائبة المستقيلة من مجلس الأمة بسبب ممارسات (الرئيسين) صفاء الهاشم، وانتقاده لها إلى حد التجريح، كما أنه لا يريد من المواطنين انتقاده أو انتقاد مجلس الأمة، ومثال ذلك ما حصل من مكتب المجلس وتهديده الشهير  بمقاضاة أي مواطن.
يبدو أن نواب مجلس الأمة الحالي استعجلوا بانتخاب مرزوق الغانم رئيسًا، فهم كما يبدو لي  حرقوا (طبخة) واعدة، أما الحكومة فلا أبرؤها من تلك الخطوة، فهي دائمًا وأبدًا تعمل على تدمير المشاريع الواعدة، حتى تحملنا إلى الاقتناع أن لا جدوى من الديمقراطية، وأن البديل الأفضل هو ترك القيادة لها والتمتّع بالرحلة.