أقلامهم

وليد الغانم: في كل وزارة تشاهد احد أولئك المعقدين ممن يظن ان وظيفته ترفعه فوق الناس.

مسؤولون متسلطون .. الصحة مثالاً 
الاسم: وليد عبدالله الغانم 
راجع احد الاصدقاء وزارة الصحة لينجز معاملة ادارية تطلب الامر منه أن يقابل احد المديرين في ديوان الوزارة، وظن أن الامر ميسر، لكنه فوجىء أن مقابلة سعادة المدير أصعب من مقابلة الوزير نفسه، فطاقم السكرتارية اصبح حاجزاً بين المدير والناس، والدخول على المدير لشرح موضوعه يتطلب ساعات من الانتظار .. تهور صاحبنا فقرر مقابلة أحد الوكلاء المساعدين ولكن، واخيبتاه.. فسعادة الوكيل المساعد غالباً لا يُرى مكتبه للناظرين، وبينه وبين الناس سدود يصعب تسلقها ما لم تملك السلّم السحري في الكويت: الواسطة.
انتقل المراجع من مكتب وكيل الى آخر وعبثاً حاول مجرد طلب موعد لمقابلة احدهم لشرح مشكلته، لكن سلسلة الحجاب المعينين بوظيفة الامن والسلامة اصبح دورهم منع المواطن الكويتي صاحب الخدمة من الوصول الى سلطان القياديين الذين يحسنون فنون الكلام في وسائل الاعلام، لكن أغلبهم لا يتقنون فن قضاء حوائج الناس وفتح ابوابهم للمواطنين.
في كل وزارة تشاهد احد أولئك المعقدين من اصحاب المناصب ممن يظن ان وظيفته ترفعه فوق الناس، وأن مكانته ارتقت في سلم المواطنة، وأن المراجعين له في مقر عمله محتاجون له بذاته، ويحق له ممارسة الاستعلاء والتكبر عليهم حتى يتعطف عليهم، ثم يلتفت الى مطالبهم ويقرر ان كان يستجيب لها أم يؤجلهم حتى يتحسن مزاجه العكر.
مفهوم المناصب في الوظيفة العامة منكوس في المجتمع، فاصبح للزينة والمباهاة، واما الحقيقة فالمنصب كل ما علا زادت اعباء صاحبه وتضخمت مسؤولياته امام الوطن والمواطن، واذا كان معقولاً انشغال كبار المسؤولين في اعمالهم الرسمية اليومية فيتعذرون عن مقابلة المراجعين فان هذا لا يعفيهم من تبسيط الاجراءات للعامة والزام من تحتهم من اصحاب الوظائف الاشرافية تذليل الصعوبات للمواطنين والمقيمين، وتيسير قضاء المصالح لعملاء الجهة الحكومية اياً كانت، وتوفير وسيلة لائقة لتواصل الناس معهم اذا تطلب الامر بدلاً من التضييق على البشر بسوء الادارة وضعف الانجاز وتعثر المعاملات، وفوق هذا يحجبون الناس عن مقابلاتهم.
ايها المسؤولون انكم لمساءلون، ويا وزير الصحة هل رأيت كيف «يتبهدل» الناس في أروقة وزارتك ؟ والله الموفق.
إضاءة تاريخية: سنة 1914مكاين ضخمة استوردها الشيخ مبارك الصباح لتحلية المياه (الكنديسة) لكنها لم تنجح وتم فكها ونقلها الى عدن في عهد احمد الجابر .
وليد عبدالله الغانم