كتاب سبر

رسائل السعدون.. إعادة تموضع لتقليص فترة الانتظار السياسي !

رسائل بالغة الدلالة وإن كانت لاتحمل مفاجآت تلك التي يرسلها رئيس مجلس الأمة السابق أحمد السعدون خاصة في ندوتي الدائرتين الخامسة والرابعة ( واحدة عند النائب السابق فلاح الصواغ وأخرى في ديوانية مواطن في الجهراء ) ، وفي بعض التغريدات في ” تويتر ” خلال الأسبوع الماضي .

تلك الرسائل كما يبدو لي تذهب في اتجاهين الأول للمعنيين بالملف السياسي المحلي بكافة تفاصيله ( وأقصد من بيده الحل والربط ) ، والآخر نحو القواعد الانتخابية وتحديدا في الدائرة الثالثة محورها أن هناك تغييرا ما يتبلور في أوساط ما يسمى الحراك الشعبي والمحيطين به ، لكن هذا التغيير لايمكن أن يكتب له الاستمرارية والنجاح ما لم يحظ بالإهتمام المفترض أن يحظى به من الاتجاهين .

أبرز نقاط الاهتمام المفترضة أن لا تطول فترة ” الانتظار السياسي ” حتى نهاية الفصل التشريعي لمجلس الأمة الحالي بالنسبة للمكونات ” المرنة ” داخل ذلك الحراك ” الشعبي ” وإلا خسر هذا التغيير ” جذوته ” ، ويمكن أن يكون الحل في ” تقصير ” عمر الحكومة ومجلس الأمة معا على أن تسبق مثل تلك الخطوة تفاهمات ( حوار ومصالحة ) بين الطرفين المعنيين تضمن عدم العودة بأي حال من الأحوال إلى مثل الفوضى السابقة .

رسائل الرئيس السابق السعدون ليست خالصة له فهناك شركاء بعضهم أعلن ما يشبه الموقف ” الاعتذاري ” مثل النائب السابق خالد السلطان ويجر خلفه في هذا الوقف مكونات التجمع الإسلامي السلفي التي رفضت المشاركة في الانتخابات وفق نظام الصوت الواحد ، كما أن هناك الحركة الدستورية الإسلامية التي تسبق الرئيس السابق السعدون بعدة خطوات في هذا الاتجاه وهي حركة ” براغماتية ” ، لكن يهمها أن يكون لديها غطاء شعبي بحجم السعدون .

في المشهد يبدو واضحا أن ما يسمى الأغلبية البرلمانية والحراك الشعبي خسر المعركة وبدد انفضاض الشارع عنهم آخر أمل في تغيير ميزان القوى على الأرض ، وليس هناك من خيار أمامهم سوى البحث عن فرصة جديدة ( إعادة تموضع ) تمكنهم من البقاء داخل اللعبة حتى ولو كان ثمن العودة إلى الداخل باهظ الثمن بحجم الاعتذار وبحجم التخلي عن ” الطرف الغائب ” في تلك الأجواء الاعتذارية .